إنجلترا تُنقذ بايرن ميونخ من خسارة فادحة بسبب توخيل: دروس مستفادة من الدوري الإنجليزي

شهد نادي بايرن ميونخ في الموسم الحالي تحولات كبيرة على المستويين الإداري والفني، حيث تعاقد النادي مع المدرب الألماني توماس توخيل بعد إقالة جوليان ناغلسمان. ورغم التوقعات الكبيرة التي رافقت قدوم توخيل إلى ميونخ، إلا أن الأمور لم تسِر على النحو الذي كان يتوقعه الكثيرون. واجه بايرن ميونخ صعوبات فنية واضحة خلال الموسم، وتزايدت الانتقادات حول قرارات المدرب وتكتيكاته. ومع ذلك، كان هناك جانب مفاجئ في هذه الرحلة، وهو كيف أن تجارب توخيل السابقة في الدوري الإنجليزي الممتاز، خاصة مع تشيلسي، أنقذت الفريق الألماني من خسارة فادحة، ووضعت الفريق على الطريق الصحيح بعد فترة من التخبط.
توخيل وخبراته في الدوري الإنجليزي
عندما تعاقد بايرن ميونخ مع توماس توخيل، كانت إدارة النادي تأمل في الاستفادة من خبراته الدولية، خاصة تلك التي اكتسبها في الدوري الإنجليزي الممتاز. توخيل قاد تشيلسي للفوز بدوري أبطال أوروبا في موسم 2020-2021، بعد مسيرة مثيرة شهدت تحول الفريق من حالة من عدم الاستقرار إلى بطل أوروبي. خلال فترة عمله في إنجلترا، أظهر توخيل قدرات تكتيكية عالية، بالإضافة إلى قدرة ملحوظة على التعامل مع الضغط وتحقيق النتائج في المواقف الصعبة.
لكن التحدي الذي واجهه توخيل في بايرن ميونخ كان مختلفاً تماماً. فالنادي الألماني يعتمد بشكل كبير على الهيمنة المحلية، ويتطلب النجاح في الدوري الألماني مستوى ثابتاً من الأداء والقدرة على الفوز بمباريات دوري الأبطال. وعند وصول توخيل، واجه مشاكل تتعلق بتوازن الفريق وفقدان الثقة بين اللاعبين وبعض المشاكل الدفاعية التي ظهرت بشكل واضح. بدا أن المدرب يعاني في إعادة هيكلة الفريق والتكيف مع مطالب الدوري الألماني.
أولى التحديات في بايرن: تكتيك غير مناسب
عندما تولى توخيل تدريب بايرن ميونخ، بدا واضحاً أن فلسفته التكتيكية التي نجحت في الدوري الإنجليزي قد لا تكون مثالية في الدوري الألماني. توخيل يعتمد على المرونة التكتيكية، ولكنه غالباً ما يفضل الأسلوب الدفاعي القائم على الاستحواذ المحكم والاعتماد على الهجمات السريعة عبر الأطراف. هذا الأسلوب كان ناجحاً في تشيلسي بفضل وجود لاعبين متخصصين في هذا النهج مثل نجولو كانتي وكاي هافيرتز، ولكن في بايرن ميونخ، الفريق الذي يعتمد على الضغط المستمر والهجوم المكثف، بدت هذه الخطة غير فعالة في البداية.
أحد أكبر المشاكل التي واجهها توخيل كانت تتعلق بخط الدفاع. بايرن ميونخ لطالما كان يعتمد على خط دفاع قوي متقدم، ومع ذلك، أسلوب توخيل الدفاعي المتراجع أثر على انسجام الخط الخلفي وأدى إلى وقوع الفريق في مواقف صعبة، خصوصًا ضد الفرق التي تعتمد على الهجمات المرتدة السريعة في الدوري الألماني. كانت هذه أولى الإشارات التي أثارت الشكوك حول قدرة توخيل على التكيف مع البيئة الجديدة.
الصدام مع اللاعبين والضغوطات
إلى جانب المشاكل التكتيكية، واجه توخيل تحديات تتعلق بالتواصل مع اللاعبين. في بايرن ميونخ، هناك تقليد من الانضباط والالتزام العالي، لكن توخيل وجد نفسه في مواجهة مع بعض اللاعبين الكبار الذين كانوا معتادين على نظام مختلف تحت قيادة ناغلسمان. أسلوب توخيل الذي يعتمد على التفاصيل التكتيكية الدقيقة والتغييرات المستمرة في التشكيلة لم يُرضِ بعض اللاعبين، مما أدى إلى توتر في غرفة الملابس.
كان هناك أيضاً ضغوط جماهيرية وإعلامية كبيرة. جماهير بايرن ميونخ معروفة بتوقعاتها العالية، وهي لا تتسامح مع الفشل أو الأداء الضعيف. مع تراجع نتائج الفريق في بعض المباريات، بدأت الأصوات تعلو تطالب بمحاسبة المدرب وتقييم أدائه. لكن رغم هذه الصعوبات، تمكن توخيل من الصمود بفضل الدروس التي تعلمها من تجربته في الدوري الإنجليزي.
كيف أنقذت إنجلترا بايرن ميونخ من خسارة فادحة
رغم التحديات التي واجهها توخيل في بايرن، إلا أن تجربته في الدوري الإنجليزي كانت المفتاح لتفادي خسائر أكبر. من خلال تطبيقه لبعض الدروس التي تعلمها في إنجلترا، تمكن توخيل من إحداث تغييرات حاسمة في الفريق الألماني، خاصة في إدارة الأزمات والتعامل مع اللاعبين.
أحد أهم الدروس التي تعلمها توخيل من فترته في إنجلترا كانت القدرة على التكيف مع الظروف. في الدوري الإنجليزي، يواجه المدربون مباريات تنافسية في كل أسبوع تقريباً، ويتطلب النجاح في هذا الدوري القدرة على إدارة الفريق بشكل فعال وسط ضغوط كبيرة. توخيل أدرك أنه بحاجة إلى تغيير أسلوبه في بايرن ميونخ، واعتمد بشكل أكبر على المرونة التكتيكية. بدأ في تعديل طريقة اللعب لتتناسب مع قدرات الفريق، حيث قام بتعزيز خط الوسط واعتمد على خط دفاع متماسك يمكنه التعامل مع الهجمات المرتدة.
كذلك، اعتمد توخيل على إدارة اللاعبين بشكل أفضل. في تشيلسي، تمكن توخيل من استعادة ثقة لاعبين كانوا يعانون من تراجع في المستوى، مثل أنطونيو روديجر وماركوس ألونسو، من خلال منحهم أدواراً جديدة ودمجهم في خططه التكتيكية. هذه المهارة في إدارة اللاعبين كانت واضحة أيضاً في بايرن، حيث استطاع توخيل استعادة ثقة بعض اللاعبين المهمشين وإعادة إشراكهم في الفريق بفعالية.
المرونة التكتيكية والدفاع
عندما كان في تشيلسي، تعلم توخيل أهمية المرونة في إدارة المباريات الصعبة. وفي بايرن ميونخ، حاول تطبيق هذا النهج عندما لاحظ أن الفريق كان يعاني من صعوبات في بعض المباريات. بدلاً من الإصرار على أسلوب لعب واحد، بدأ توخيل في تغيير التشكيلة والخطط حسب الخصم، معتمداً على تكتيكات مرنة تتناسب مع مجريات المباراة.
هذه المرونة ساعدت بايرن ميونخ على تجنب الخسائر الفادحة في العديد من المباريات المهمة، حيث استطاع المدرب التكيف مع ضغط المباريات الكبيرة مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الألماني. على سبيل المثال، في مواجهات قوية ضد منافسين شرسين مثل بوروسيا دورتموند ولايبزيج، استخدم توخيل أسلوب اللعب المتحفظ الذي يعتمد على الهجمات المرتدة مع التركيز على التنظيم الدفاعي.
التأثير الإيجابي على اللاعبين الشباب
تجربة توخيل مع تشيلسي كشفت عن قدرته على تطوير اللاعبين الشباب، وهو ما سعى إلى تحقيقه أيضاً في بايرن ميونخ. توخيل أعطى فرصاً أكبر لبعض المواهب الصاعدة مثل جمال موسيالا وريان جرافينبيرخ، وبدأ في إدماجهم بشكل أكبر في التشكيلة الأساسية. هذه الاستراتيجية كانت مستوحاة من