موقف كالافيوري ورؤية أرتيتا
قبل أقل من 48 ساعة على موعد ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان، تأكدت مغادرة المدافع الإيطالي ريكاردو كالافيوري قائمة المدافعين المتوقعين لخوض المباراة الأولى على ملعب الإمارات يوم الثلاثاء. الأمر أعلنه المدرب الإسباني ميكل أرتيتا، ما يزيد الضغوط التكتيكية على "المدفعجية" ويعيد إلى الأذهان تحديات الموسم الماضي التي استجابت لها التشكيلة بشجاعة لكن من دون تحقيق اللقب. نشر الصحفي الإيطالي فابريزيو رومانو عبر حسابه في "تويتر" تفاصيل الغياب قائلاً:
"ريكاردو كالافيوري لا يزال غير جاهز بدنياً للمشاركة غداً، وهو ما أجبر أرتيتا على استبعاد اسمه من لائحة الـ18"
الحديث عن إصابة عضلية يعقبها تدرّج في تمارين التعافي، إلا أن النادي اختار عدم المخاطرة بإقحامه قبل أن يعود بمستوى كامل يضمن قدرة الدفاع على مجابهة السرعات الهجومية للنادي الباريسي.
بدائل التصدي لهجمات الخصم
بالرغم من افتقاد كالافيوري، أشاد أرتيتا بجاهزية الثنائي بن وايت وميكيل ميرينو في الحصة التدريبية الأخيرة، مؤكداً:
"سنراقب مدى تمكن بن وايت وميكيل ميرينو من شغل مركز الظهير الأيسر، وسنقرّر هل سيبدآن اللقاء في التشكيلة الأساسية أم سيدخلان كعناصر تغيير تكتيكي"
يعتمد المدرب على خبرة وايت في القراءة الدفاعية ومهارة ميرينو في بناء اللعب من الخلف، لكن المقارنة بين كفاءة الإيطالي السريع وأي بديل تبقى صعبة على ضوء أسلوب باريس القائم على التحولات السريعة واللعب المباشر إلى جيانلويجي دوناروما وسط المرمى.
قراءة فنية للقاء ذهاباً وإياباً

تشكّل المباراة على ملعب الإمارات تحدياً مزدوجاً: من جهة، المحافظة على نظافة الشباك أمام تنوع أسلحة باريس بقيادة كيليان مبابي ونيمار؛ ومن جهة أخرى، محاولة حسم نتيجة الذهاب قبل الانتقال إلى أجواء برج إيفل الأسبوع المقبل.
• الضغط العالي وقطع خطوط التمرير:
يسعى أرتيتا لتنفيذ خطة الضغط المنظم منذ خط الوسط، مستعيناً بمارك رولستون وجرانيت تشاكا في ركائز ارتكاز ثلاثي لدعم الدفاع.
• التحولات السريعة:
في لحظة استحواذ أرسنال على الكرة، سيُكلف أليكسندر لاكازيت ومارتين أوديغارد بإطلاق الكرات الطويلة خلف الدفاع، بينما يتحرك بوكايو ساكا من الجهة اليمنى بحثاً عن المساحات.
• المراقبة الفردية:
يقف اختيار من يراقب مبابي أو نيمار أمام أرتيتا كخيار تكتيكي متقلب، سواء بالاعتماد على بن وايت لتعطيل سرعة الفرنسي أو إشراك توماس بارتي للتركيز على التحركات الوهمية للبرازيلي في العمق.
حماس المشجعين ودعوة أرتيتا
لم يغفل المدرب الإسباني الجانب النفسي، فقد خاطب جماهير النادي في مؤتمر ما قبل اللقاء:
"إن أرادوا أن يصنعوا لحظات لا تُنسى، فليرتدّوا بشعار الفريق ويأتوا جاهدين لحسم الكرات الهوائية والضغط عند الاستحواذ. لا أبالغ حين أقول: أحضروا أحذيتكم وسراويلكم وقمصانكم، لنصنع التاريخ معاً"
تشير هذه الرسالة إلى رغبته في تكرار ما حدث ضد ريال مدريد في ربع النهائي، حين عمّق الحضور الجماهيري من تأثير الفريق على أرضية الملعب وأجبر الضيوف على ارتكاب أخطاء.
دوافع "المدفعجية" للتفوق

يتوق أرسنال لتجاوز عثرة نهائي 2006 عندما سقط أمام برشلونة 2–1 في باريس، ويأمل أول نسخة تحت قيادة أرتيتا أن تحمل الكأس الأوروبية إلى شمال لندن.
• طاقة الشباب مقابل خبرة الكبار:
سيعتمد أرتيتا على توليفة من اللاعبين الشبان كالويلزي آرون رامسدايل في حراسة المرمى، والإنكليزي إيغنال بيير-إيمريك أوباميانغ في الأطراف، إلى جانب قدامى الركب مثل تشاكا ومايكل أرتيتشيا.
• غريزة الانتصار:
بعد مرور أكثر من عقدٍ على المضي نحو اللقب القاري الأول، أملت إدارة النادي في إحضار ميراث جديد من الألقاب، والشعور أنّ هذه الفرصة أمامهم بعد الانتفاضة ضد ريال مدريد.
نظرة إلى الإياب وفرص التعافي
حتى في حال التعثر بنتيجة ضيقة على الإمارات، فإن لقاء "حديقة الأمراء" سيمنح الأرسنال فرصة لتدارك الوضع، خصوصاً بعودة كالافيوري المرتقبة. وسيكون على أرتيتا إعادة تقييم خط الوسط الدفاعي ودمج الضغوط المتبادلة لتأمين نصف النهائي، مع الإبقاء على ثقة اللاعبين في أن النتيجة ما تزال مرنة في هذه المرحلة. مع انطلاق صافرة البداية مساء الثلاثاء، ستتجه الأنظار إلى مدى قدرة أرسنال على تعويض غياب الظهير الإيطالي وتقديم أداء يليق بطموح جماهيره، بينما يبحث سان جيرمان عن استثمار نقاط الضعف لإحراز نتيجة تجعل مهمة الإياب أقل صعوبة. في كل الأحوال، يعدّ هذا الصدام علامة فارقة في رحلة "المدفعجية" نحو استعادتهم لمجد أوروبا.