شهد ملعب “مونتجويك” مساء اليوم السبت مباراة مثيرة في إطار الجولة 18 من الدوري الإسباني، حيث تمكن أتلتيكو مدريد من تحقيق انتصار ثمين على برشلونة، ليعتلي صدارة ترتيب الليجا لأول مرة هذا الموسم. وعلى الرغم من تفوق برشلونة في معظم فترات المباراة، إلا أن فريق المدرب دييغو سيميوني خطف الثلاث نقاط بفضل تكتيكه المدروس، وتألق حارس مرماه يان أوبلاك، فيما شهدت المباراة تراجعًا كبيرًا في أداء مهاجم برشلونة روبرت ليفاندوفسكي، ما أسهم بشكل كبير في الخسارة المفاجئة للبارسا.
برشلونة يتقدم ثم يخسر في النهاية
مباراة اليوم بدأت بتفوق واضح من برشلونة الذي سيطر على المباراة، حيث نجح في التقدم في الدقيقة 30 عن طريق هدف رائع لبيدري، الذي أظهر مهارات فنية رائعة داخل منطقة الجزاء. وعلى الرغم من السيطرة المستمرة من جانب فريق المدرب تشافي هيرنانديز، إلا أن أتلتيكو مدريد ضرب بقوة في الشوط الثاني، وسجل هدفين من هجمتين نادرتين عن طريق اللاعب دي بول في الدقيقة 60، ثم ألكسندر سورلوث الذي سجل هدف الفوز القاتل في الدقيقة 90+6.
ويعتبر هذا الفوز بمثابة حدث تاريخي بالنسبة لأتلتيكو مدريد، حيث سجل الفريق فوزه الأول على برشلونة في ملعب “مونتجويك” منذ عام 2006، ليصعد إلى صدارة الدوري الإسباني برصيد 41 نقطة، متفوقًا بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة الذي يملك 38 نقطة ولكنه خاض مباراة أكثر.
ليفاندوفسكي في أسوأ مستوياته
بالرغم من تصدره قائمة هدافي الدوري الإسباني هذا الموسم برصيد 16 هدفًا، وبمجموع 23 هدفًا في مختلف المسابقات، إلا أن النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي ظهر في أسوأ حالاته خلال هذه المباراة. كان ليفاندوفسكي بعيدًا عن مستواه المعتاد طوال المباراة، حيث بدا غير قادر على التأثير في المباراة أو خلق الفرص. حتى في اللحظات التي كان يمكنه فيها استغلال الفرص، تراجع تركيزه بشكل واضح.
أبرز مثال على تراجع مستوى ليفاندوفسكي كان في الدقيقة 68، حين أرسل رافينيا عرضية مثالية من الجهة اليمنى كانت تحتاج إلى لمسة بسيطة من ليفاندوفسكي ليضع الكرة في الشباك، ولكنه فشل في الوصول إليها. ثم في الدقيقة 90+2، أرسل فيران توريس عرضية رائعة من الجهة اليسرى، لكن ليفاندوفسكي سدد “الهواء” بينما كان الحارس يان أوبلاك في وضعية غير مهددة، ليحرم الفريق الكتالوني من فرصة أخرى.
على صعيد الأرقام، أرسل ليفاندوفسكي 14 تمريرة بدقة 79%، وحقق 5 التحامات ناجحة من أصل 10، ولكن في الهجوم لم يسدد أي كرة على المرمى، واكتفى بتسديدة واحدة خارج المرمى، بينما تصدى الدفاع لكرات أخرى. كما أنه لم يقدم أي مساهمة هجومية تذكر، سواء في صناعة الفرص أو إرسال عرضيات.
أوبلاك يتألق وينقذ أتلتيكو مدريد
على الجانب الآخر، كان يان أوبلاك هو نجم المباراة بامتياز. الحارس السلوفيني قدم عرضًا رائعًا، حيث تصدى للعديد من الفرص الخطيرة من لاعبي برشلونة، بما في ذلك انفراد من فيرمين لوبيز، وآخر من بيدري، وتصدى أيضًا لفرصة أخرى من رافينيا. أوبلاك كان في مكانه دائمًا، وتصدى لفرص كان من الممكن أن تودع الشباك لو لا تألقه.
ومع أن برشلونة كان قد وصل إلى 7 فرص خطيرة في المباراة، وكان لديهم معدل أهداف متوقع بلغ 2.54، إلا أن أوبلاك كان في الموعد ليحافظ على شباكه ويمنع فريقه من تلقي أهداف إضافية. أبرز تصدياته كانت أمام رافينيا الذي سدد كرة مميزة كان من الممكن أن تقتل المباراة لصالح برشلونة، لكن العارضة وقفت في صف أتلتيكو مدريد، مما منحهم الفرصة للانقضاض على المباراة في اللحظات الأخيرة.
أما على صعيد الأرقام، فقد أرسل أوبلاك 22 تمريرة بدقة 64%، ونجح في التصدي لـ6 كرات خطيرة. ورغم أن برشلونة سيطر على المباراة بشكل عام، إلا أن أوبلاك كان حائط صد قويًا أمام أي محاولات للوصول إلى شباكه. وبفضل تألقه، تمكن أتلتيكو مدريد من خطف الثلاث نقاط رغم أن معدل الأهداف المتوقعة ضدهم كان 2.54.
مباراة تغير ترتيب الليجا بالكامل
مما لا شك فيه أن هذه المباراة ستكون نقطة تحول كبيرة في صراع الليجا هذا الموسم. فبفضل تألق أوبلاك وضعف ليفاندوفسكي، تمكن أتلتيكو مدريد من انتزاع صدارة الدوري الإسباني. وهذه الهزيمة هي الثالثة لبرشلونة في آخر 5 مباريات بالدوري، مما يعكس تراجعًا في مستوى الفريق الذي كان يعول على لاعبيه البارزين، وعلى رأسهم ليفاندوفسكي، الذي يجب أن يعود إلى مستواه المعهود إذا كان برشلونة يريد التنافس على لقب الدوري حتى النهاية.
الخلاصة:
تُظهر مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد أن كرة القدم هي لعبة جماعية، لكنها تعتمد في بعض الأحيان على اللحظات الحاسمة التي يسيطر فيها اللاعبون الفرديون على المباراة. في هذه المواجهة، تميز يان أوبلاك بتألقه البالغ في التصدي للفرص، بينما عانى روبرت ليفاندوفسكي من فترة سيئة أثرت بشكل كبير على أداء برشلونة. وبفضل هذا الفوز، أصبح أتلتيكو مدريد في صدارة الدوري الإسباني بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة، مما يعزز آمال سيميوني في اقتناص اللقب هذا الموسم.
