
مع اقتراب موعد نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية بين منتخبي فرنسا وإسبانيا، تتصاعد أزمة غير متوقعة بين مدرب الديوك ديدييه ديشان ونادي ريال مدريد الإسباني.
تأخر وصول الثنائي كيليان مبابي وأوريليان تشواميني للتجمع الوطني أثار قلق الجماهير والإعلام، وأسهم في خلق حالة من الفوضى التكتيكية داخل المعسكر الفرنسي قبل المباراة الحاسمة التي ستقام في نهاية الأسبوع القادم.
توقيت صعب ومطالبات بالتواجد المبكر
كان من المقرر أن يبدأ لاعبو منتخب فرنسا التجمع في مقر كليرفونتين يوم الجمعة الماضي استعدادًا للمباراة. لكن أندية كبرى مثل ريال مدريد رفضت الإفراج عن لاعبيها في الوقت المطلوب.
- مبابي وتشواميني: سيصلان بعد تأخير قد يصل إلى 48 ساعة.
- الموعد الرسمي: حددته الفيفا بيوم الاثنين.
- التأثير على التحضيرات: غياب النجمين يعني ضياع جلسات تكتيكية حيوية.
وهذا ما جعل ديشان يُصدر تعليماته بالضغط على الأندية لتوفير لاعبيها في المواعيد الدولية دون تسويف أو تأجيل.
أسباب التأجيل وخلفياته
أوضحت مجلة “ليكيب” الفرنسية أن ريال مدريد يبرر طلبه بحاجة اللاعبين لراحة إضافية بعد موسم طويل وشاق شمل:
- نهائي دوري الأبطال: الذي خاضه بعض اللاعبين.
- حسم الليجا: بمشاركة مبابي وتشواميني.
- التحضيرات الصيفية: التي تستهدف الحفاظ على لياقة اللاعبين.
لكن هذا القرار عرقل المخطط الفرنسي الذي كان يسعى لتكثيف الحصص التدريبية تحت إشراف ديشان، وهو ما قد يؤثر على الانسجام والروح الجماعية داخل الفريق.
خيبة أمل مدرب الديوك
عبر ديدييه ديشان عن انزعاجه من هذا الإجراء خلال تصريح نادر:
“أتفهم الضغوط التي تواجه الأندية الكبرى، لكن يجب أن لا تأتي على حساب استقرار المنتخب الفرنسي.”
وأضاف:
“اللعب في صفوف المنتخب ليس مجرد واجب، بل شرف، ويجب على الأندية أن تعي ذلك وتتعاون مع الاتحادات الوطنية.”
التصريحات تعكس مدى استياء المدرب الفرنسي من التعامل الحالي مع الأيام الدولية، وتحذيره من أن هذه السياسة قد تضرّ بالاستعدادات في البطولات الكبرى.
غيابات متعددة تزيد الأزمات

لم يقتصر الأمر على مبابي وتشواميني فقط، بل يعاني ديشان أيضًا من غيابات أخرى لأسباب متعددة:
- نجوم باريس سان جيرمان: اعتذروا عن الانضمام مبكرًا بسبب ارتباطهم بنهائي دوري الأبطال.
- ثيو هيرنانديز وراندال كولو مواني: تأخر انضمامهما لظروف لوجستية.
- بيير كالولو: لم يستقر على الموعد النهائي بعد.
في ظل هذا الواقع، لن يتوفر سوى حوالي 15 لاعبًا في بداية المعسكر، مما يزيد من صعوبة تجهيز التشكيلة المناسبة.
أهمية مواجهة إسبانيا وأبعادها التكتيكية
تمثّل مواجهة إسبانيا تحديًا تكتيكيًا كبيرًا، إذ يعتمد كلا المنتخبين على:
- التنظيم الدفاعي: مع امتلاك خط وسط مرن.
- السرعة في الهجوم: مع وجود لاعبين قادرين على قلب الموازين.
مع غياب الأسماء الأساسية أو تأخر انضمامها، يصبح ديشان أمام تحدٍ مزدوج:
- إعادة بناء التوازن الدفاعي والهجومي.
- تنويع الخيارات الهجومية: لمواجهة أسلوب لويس إنريكي المنظم والمتغير.
ردود فعل وسائل الإعلام والجماهير
تناولت الصحف الفرنسية هذه الأزمة بحس نقدي محذر من التعويل المفرط على نظام يعتمد على توفر جميع النجوم في الوقت نفسه قبل المباريات الكبرى.
ويرى محللون رياضيون أن:
- صراع الأندية والمنتخبات: حول أوقات اللاعبين سيتصاعد مستقبلًا.
- زيادة عدد المباريات: يتطلب تنسيقًا أفضل بين الاتحادات والأندية.
الجمهور الفرنسي انقسم بين مؤيد لسياسة النادي الملكي، ومعارض يرى أنها تُضعف جاهزية المنتخب.
سيناريوهات عدة للديوك
يعمل الجهاز الفني الفرنسي على تجهيز خطة بديلة تعتمد على الثقة في الجيل الشاب والوجوه الجديدة القادرة على تحمل المسؤولية.
في حال تأكد غياب مبابي وتشواميني عن الحصص الأولى:
- إدريسا جو: سيكون الخيار الأساسي في خط الوسط.
- إلياس أكوردي: قد يدخل في دائرة الاهتمام.
- بنجامين بافارد: يبقى أحد الأعمدة الرئيسية.
وهذا يمنح ديشان بعض المرونة في تغيير الخطة، لكنه يبقى بحاجة لوجود النجوم الكبار في اللحظات الحاسمة.
انعكاسات على مستقبل التعاون بين الأندية والمنتخبات
تفتح هذه الأزمة ملف الأيام الدولية من جديد، إذ تدعو الهيئات الكروية الدولية إلى مراجعة آليات الإفراج عن اللاعبين ووضع جداول زمنية مرنة تسمح بالتحضير الأمن دون الإخلال بالمواعيد الرسمية للمنتخبات.
ويبدو أن الخلاف بين ريال مدريد وفرنسا قد يكون درسًا خاصًا للأندية الأخرى حول أهمية:
- مراعاة احتياجات المنتخبات.
- التوازن بين الأداء المحلي والدولي.
خلاصة الوقائع والدروس المستفادة

بين الرغبة في الحفاظ على جاهزية اللاعبين بدنيًا وفنيًا، وضغط المباريات المحلية والقارية، فإن جميع الأطراف مدعوة لإيجاد صيغ تعاون أكثر إنصافًا.
فالنجاحات الكبرى تتحقق عندما يجتمع الجميع – الأندية والمنتخبات – خلف هدف واحد: تقديم أعلى مستويات الأداء سواء في ملاعب الأندية أو لصالح الألوان الوطنية.
ختام قبل صافرة الصدمة
مع اقتراب صافرة انطلاق نصف نهائي دوري الأمم بين فرنسا وإسبانيا، يبقى السؤال مطروحًا:
- هل سيعطي ريال مدريد الضوء الأخضر لسفر مبابي وتشواميني في الوقت المناسب؟
- أم سيضطر ديشان لخوض اللقاء بحضور جزئي للثنائي الأبرز؟
وإن حدث ذلك، فقد تستمر الأزمة لتنعكس على نتيجة المباراة وتعيد فتح النقاش حول الأولويات في عالم كرة القدم الحديث.