الإساءات المروعة على مواقع التواصل الاجتماعي
في واقعة مؤلمة تعكس الوجه المظلم للتعصب الكروي، كشف روبرتو جوميز، نجل أسطورة ريال مدريد الراحل خوانيتو، عن تعرضه لحملة إساءات مروعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد تلقيه صورًا مفبركة ومؤلمة لحادث السير الذي أودى بحياة والده عام 1992. وأشار روبرتو، خلال ظهوره في برنامج “ماركادور” الذي يقدمه بابلو بارا، إلى أن هذه الرسائل أتت بشكل رئيسي من مشجعين ينتمون إلى الغريم التقليدي، أتلتيكو مدريد.
تصريحات روبرتو: بين الألم والفخر
تصريحات روبرتو كانت مشحونة بالعاطفة، حيث تحدث بصراحة عن الأثر النفسي الذي تتركه مثل هذه الإساءات، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخص عزيز رحل عن الحياة في ظروف مأساوية. وقال: “لم يعجبني أبدًا رؤية والدي يُهان بهذه الطريقة. وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى ساحة مفتوحة للكراهية، والناس باتوا يستخدمونها للإساءة حتى إلى من رحلوا عن الدنيا”. وأضاف: “تلقيت العديد من الرسائل التي تحتوي على صور ومقاطع معدّلة لحادث والدي، وبعضها كان بشعًا لدرجة يصعب وصفها. الأمر مؤلم، لكنه لن ينال من محبتي لوالدي أو من تقديري لما يمثّله”.
خوانيتو.. روح لا تموت

ولد خوان غوميز غونزاليس، المعروف باسم خوانيتو، في 1954، وسرعان ما أصبح من أبرز نجوم ريال مدريد خلال فترة السبعينات والثمانينات. لعب للنادي الملكي بين عامي 1977 و1987، وترك بصمة خالدة بفضل روحه القتالية العالية وحبه العميق للقميص الأبيض. عرف عنه شغفه وتفانيه، وقدرته على قلب مجريات المباريات بروح قتالية استثنائية، حتى أصبح رمزًا لدى جماهير البرنابيو.
ذكرى خالدة في قلوب المشجعين
ورغم وفاته المأساوية في حادث سير عام 1992، لا تزال ذكراه حيّة في قلوب مشجعي النادي، الذين اعتادوا الهتاف باسمه في الدقيقة السابعة من كل مباراة تُقام على ملعب سانتياغو برنابيو، في مشهد مهيب يؤكد عمق العلاقة التي تجمع بين هذا الأسطورة والنادي الذي أحبه حتى آخر نفس.
ابن الأسطورة.. بين الفخر والمعاناة
روبرتو، نجل خوانيتو، عبّر خلال المقابلة عن امتنانه العميق لتلك اللفتة التي تقوم بها جماهير ريال مدريد في كل مباراة، وقال: “كل مرة أسمع فيها الهتاف في الدقيقة السابعة، أشعر وكأنها المرة الأولى.. مزيج من الفخر والحنين والعاطفة الجياشة”. لكنه عاد ليؤكد أن كونه نجل أحد رموز ريال مدريد يضعه أيضًا في مرمى هجمات إلكترونية مؤذية، تتجاوز حدود المنافسة المشروعة.
جماهير الملكي ترد على الإساءة بالفخر

من جانبها، لم تقف جماهير ريال مدريد مكتوفة الأيدي، بل سارعت للدفاع عن أسطورتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حيث انتشرت مقاطع فيديو ولحظات تاريخية توثق عظمة خوانيتو داخل وخارج الملعب، وحول المشجعون الإساءة إلى فرصة جديدة للتأكيد على أن “روح خوانيتو” ما تزال حية، وتشكل مصدر إلهام دائم للفريق في مبارياته الكبرى.
ختامًا: كرة القدم قصة إنسانية عميقة
تظل قصة خوانيتو، وما تحمله من فخر وألم، تذكيرًا بأن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل قصة إنسانية عميقة، أبطالها لا يرحلون من الذاكرة، حتى وإن غابوا عن الحياة. كما أن هذه الحادثة تسلط الضوء على أهمية التسامح ونبذ التعصب في الرياضة، لأن الروح الرياضية تبقى أعظم قيمة يجب الحفاظ عليها.