صدمة متكررة للأزرق
لم تكن مواجَهة الهلال لصفقة فيكتور أوسيمين النيجيري هي الصدمة الأولى التي تلقّاها “الزعيم” هذا الصيف، بل جاءت بعدها مباشرةً خيبة أمل ثانية عندما صرّحت صحيفة “ريكورد البرتغالية” أن سيلفا لا ينوي مغادرة كرابي بارك في الوقت الراهن. الإدارة الهلالية التي راهنت على الفشل الإيجابي لفولهام في رفع سقف طموحاته المحلية والأوروبية، وجدت نفسها مضطرة لإعادة صياغة خططها الفنية، بعيدًا عن كفة المدرب الذي سبق له قيادتا واتفورد وإيفرتون وبورتو بنجاح.
لماذا لا يركض سيلفا خلف المجد الهلالي؟
بحسب “ريكورد”، تكمن أسباب رفض سيلفا الانتقال إلى الرياض في عدة نقاط أساسية:
1. الأمان الوظيفي:
يرتبط سيلفا بعقدٍ مستقرٍ مع فولهام حتى صيف 2026، ما يمنحه راحة بال تجنّب بها مخاطر التنقل المفاجئ بين القارات.
2. طموح البريميرليج:
يفضل المدرب البرتغالي الصراع اليومي مع كبار إنجلترا، سواء مع فولهام أو عبر بوابة نادٍ أكبر، على البطولة العربية، رغم ثقل اسم الهلال.
3. اهتمام أندية كبرى:
يعكف توتنهام هوتسبير على مراقبة وضع سيلفا، تمهيدًا للتعاقد معه إذا فشل المدرب الحالي في قيادة الفريق للانفراد ببطولة الدوري الأوروبي.
4. بيئة لاعبين مناسبة:
يجد سيلفا في تشكيلة فولهام – التي ضمّت في الموسم الماضي أسماءً لامعة مثل أليكسسندر ميتروفيتش – قاعدة ممتازة للانطلاق نحو مراحل متقدمة في البطولات الأوروبية.
الهلال يلوّح بـ"فرصة أخيرة"

رغم رفض سيلفا شبه النهائي، قررت إدارة الهلال تقديم محاولة ثالثة تمثّلت في رفع القيمة المالية للعقد المقترح، مع توفير شروط تضمن له الاستقرار المنزلي والثقافي بعيدًا عن لندن. لكن مصادر قريبة من النادي العاصمي أكدت أن "المدرب أكّد لوسطائه البرتغاليين أنه لن يغيّر موقفه؛ ما سيجبر الهلال على البحث عن "خيار بديل" سريعًا قبل نهاية الشهر".
آثار الرفض على موسم "الزعيم"
لم يقتصر الارتداد الهلالي على التخلي عن سيلفا فحسب، بل نقل الصدمة إلى الجماهير التي كانت تنتظر اسمًا كبيرًا لقيادة مشروع الإعلام المونديالي للموسم المقبل. المصير القادم لـ:
- جقيقي آل سلمان: سيتعيّن على المدرب الجديد التعامل مع قاعدة جماهيرية تجاوزت 60 مليون مشجع، مع الضغط على جيوفاني لاديسلاو هندرسون، والمنافسة في دوري أبطال آسيا.
- أزمة خليجي 25: يتعيّن على الهلال التأقلم سريعًا مع المدرب البديل قبل انطلاق البطولة القارية، والاستمرار في خططه لتوحيد الخليج تحت راية النجمة الزرقاء.
- بطولة الدوري السعودي: يدرك الجميع أن المنافسة ستزداد ضراوة في موسم 2025–2026، مع استثمار أندية أخرى لأموال ضخمة لجذب نجوم عالميين.
خيارات بديلة على الطاولة
تبحث الإدارة الهلالية الآن عن حزمة مدربين مرشحين، أبرزهم:
- سيرخيو كونسيكساو: مدرب فلامنغو البرازيلي، الذي يمتلك خبرةً آسيوية بعد قيادته الهلال إلى نصف نهائي أبطال آسيا.
- رافايل بينيتيز: يقف على رأس لوائحة الأسماء الإنجليزية المرشحة، بخبرة واسعة في إنجلترا وإسبانيا.
- ديفيد مويز: الذي سبق له تدريب مانشستر يونايتد، ويجمع بين الانضباط الصارم والقدرة على خلق توازن دفاعي.
الحساب الأخير قبل موعد "الزعيم" القادم

وسط هذه الدوامة، تبقى لحظات الحساب أمام جماهير الهلال، مع اقتراب المواعيد الحرجة لاستحقاقات الموسم المقبل، التي تشمل كأس محمد السادس للأندية الأبطال، ودوري أبطال آسيا، والأهم من ذلك موقعة الدوري السعودي التي ستنال ضوءًا إعلاميًا عالميًا بفضل البث المباشر في أكثر من 140 دولة.
في النهاية، يوضح تمسّك ماركو سيلفا بالبقاء في البريميرليج أن مبلغ المال ليس دائمًا البوابة الوحيدة لتحقيق الأحلام، وأن "راحة المدرب نفسيًا ومهنيًا" تبقى في طليعة الاعتبارات عند اختيار صاحب المقبس الفني. ويبقى الهلال أمام تحدٍ مزدوج: إعادة ترتيب أوراقه سريعًا والبحث عن مدربٍ يليق بحجم وطموح "الزعيم"، وتجنّب تكرار مفاجآت سوق الانتقالات التي قد تهز أسس فريقٍ يطمح دومًا لمصافِّ العمالقة.