نجح الجناح الأوزبكي إلدور شومورودوف في حسم المواجهة التي احتضنها ملعب الأولمبيكو، بعد دقائقٍ قليلة من انطلاق المباراة، ليقود نادي روما إلى فوزٍ طال انتظاره على ضيفه هيلاس فيرونا بهدفٍ دون مقابل. هذا الإنجاز مثّل دفعة قوية للموسم الحالي “للذئاب”، لاسيما في معركتهم الشرسة من أجل حجز إحدى بطاقات التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
هدفٌ مبكر يربك حسابات الضيوف
لم ينقضَ سوى أربع دقائق على ركلة البداية، حتى انفرد شومورودوف بمرمى فيرونا إثر كرة مرتدة من المدافعين، فاستغل تقدّم حارس المرمى وأودع الكرة بهدوء في الشباك. هذا المشهد المبكر أعطى أصحاب الأرض سيطرة معنوية على مجريات اللقاء، وأرهق الخصم الذي وجد نفسه مجبراً على تعديل الأوضاع بدلاً من اتخاذ المبادرة.
سيطرة مستمرة وتحركات ديناميكية
على الرغم من تقدم روما في النتيجة، حافظ الفريق المضيف على خيط اللعب بفضل تبادل الأدوار بين ثنائي خط الوسط بليغريني وبيلوتي، إضافة إلى انطلاقات زانيولو في الجناح الأيمن التي خلقت عدة فرص مُضمرة. وبدت الخطورة واضحة من تسديدات دورسيتيه القوية من خارج المنطقة، كما حاول كريستيان لوبوكا تنفيذ تمارين الاختراق عبر العمق، لكن التراجع التكتيكي للاعبَي فيرونا أعاق معظم المحاولات الهجومية.
دعم الجماهير ركيزة أساسية
أكد شومورودوف عقب اللقاء أن الحضور الجماهيري كان له دورٌ بارز في تحفيز العناصر وروح القتال داخل أرضية الميدان، وقال: “لم نكن لنحقق هذه النتيجة لولا الجماهير التي بقيت تهتف وتشجعنا طيلة الدقائق. دعمهم منحنا طاقة إضافية للاحتفاظ بالكرة وشن الهجمات”. هذه الكلمات جاءت تعبيراً عن الشراكة الواضحة بين المدرجات واللاعبين التي تميّزت بها العاصمة هذا الموسم.
التزام تكتيكي وتنفيذ دقيق

أشاد المدرب الإيطالي مورينو لونغو بأداء مهاجمه، مشيراً إلى أن النجاح تحقق بفضل ضبط الفريق للواجبات الدفاعية قبل الانطلاق نحو المرمى، وأضاف في تصريحٍ صحفي: “ليست المرة الأولى التي يشعل فيها شومورودوف الهجوم بهدفٍ مبكر، ولكن الأهم هو تطبيقنا للخطة التي اعتمدناها منذ بداية الأسبوع. تماسكنا في الوسط والدفاع صنع الفارق”.
سباق المراكز المؤهلة لأمجد الأندية
يرفع روما رصيده إلى 56 نقطة مع تبقي خمس جولات قبل نهاية الدوري، محتّلاً المركز الخامس بفارق نقطةٍ عن نابولي صاحب المركز الرابع. من جهته، تجمد رصيد هيلاس فيرونا عند 42 نقطة في موقعٍ مريح بعيداً عن شبح الهبوط، لكنه يفتقد لقناعته الهجومية في المواجهات الصعبة. ويتضح جلياً أن “الذئاب” بحاجة إلى تعزيز هذه الجهود في الجولات المقبلة لمجاراة أقوى الفرق الإيطالية.
مواطن القوة والضعف
منتصف الملعب:
استطاع أصحاب الأرض حرمان الضيوف من امتلاك الكرة بشكل مُريح، بفضل الرقابة المشددة التي فرضها الثنائي مركز المحور.
خطورة الأجنحة:
انشغال دفاع فيرونا بالتعمق في الوسط ترك مساحات للاعبي الطرف لدى روما، ما أدى إلى خلق فرصٍ سريعة.
اللمسة الأخيرة:
افتقر الضيوف للفاعلية أمام المرمى، إذ وصلوا إلى منطقة الجزاء مرتين فقط، وكانت تسديدة جابرييل ريتشي في الشوط الثاني أخطر ما قدموه.
الشعار المقبل: التفرّغ للمعترك الأوروبي

بعد إغلاق ملف هيلاس فيرونا، يتجه تركيز النادي إلى الجولة المقبلة التي سيُلاقي فيها تورينو خارج الديار. يعي الفريق أن الفوز مجدداً سيصعد بهم إلى المركز الرابع في حال تعثر نابولي، وبالتالي الإبقاء على آمال التأهل لدوري الأبطال. وفي هذا السياق، صرح شومورودوف قائلاً: “مع كل مباراة نتعلم أكثر كيف ننسجم كجسدٍ واحد، والآن أصبح واضحاً لنا ما يريده المدرب من التحركات وكيف نساهم في صناعة الفارق. هدفنا هو احتلال مراكز أوروبا”.
المسار حتى نهاية رحلة الكالتشيو
يتبقّى على روما مواجهات قوية أمام فرقٍ تبحث عن البقاء وأخرى تتمتع بقدرة تنافسية عالية. لذا، سيعمل الجهاز الفني على توزيع الجهد وتدوير التشكيلة بحيث يُحافظ على ثبات الأداء ويُجنب لاعبَيه الإرهاق قبل مباراة إياب نصف نهائي الدوري الأوروبي، حيث ينتظرهم اختبارٌ قاري يمثل مفتاحاً لتسجيل تاريخ جديد في سجل الإنجازات.
الختام
في الختام، قدّم شومورودوف نشيداً جديداً في أولمبيكو بتسجيله هدف الانتصار المُبكر، ليؤكد أن دور الجماهير يبقى المحرك الأهم للفوز، وأن طموح العاصمة لن يتوقف عند حدود الكالتشيو، بل يمتدّ صوب المسابقات الأوروبية الكبرى.