أزمة حقيقية في الجبهة اليمنى
يشهد المنتخب السعودي أزمة حقيقية في مركز الظهير الأيمن مع تأكد غياب اللاعب الشاب سعود عبدالحميد بسبب حصوله على البطاقات الصفراء الثلاث في مباريات دوري روشن للمحترفين، ما أربك حسابات المدرب الفرنسي هيرفي رينارد قبل لقاء منتخب البحرين مساء اليوم ضمن منافسات الجولة التاسعة من التصفيات المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2026.
تفاقم الأزمة بالغياب الثاني
وتفاقمت الأزمة أكثر بعدما أكدت التقارير الصحفية غياب مهند الشنقيطي نجم نادي الاتحاد للإصابة وعدم تعافيه بشكل كامل من شد في العضلة الضامة، وهي الأزمة التي دفعت مدرب الأخضر للبحث عن بدائل غير تقليدية لملء هذا المركز الحيوي.
دور سعود عبدالحميد وتأثير غيابه
سعود عبدالحميد صاحب الأداء الثابت هذا الموسم غاب عن التشكيلة الأساسية بعد تراكم البطاقات الصفراء، حيث شارك في 8 مباريات ضمن دوري روشن وساهم في تأمين المنطقة الدفاعية بمهاراته الهجومية والسرعة في الالتحامات الثنائية، لكن غيابه يضع رينارد في مأزق تكتيكي واضح، لأنه كان يعتمد على قدرته في التقدم بالكرة والاشتراك في بناء الهجمة وتغطية المساحات على الجبهة اليمنى.
الشاب الواعد والمسؤولية الكبيرة
يذكر أن سعود يبلغ من العمر 22 عاماً فقط لكنه أثبت نفسه بسرعة في صفوف المنتخب، حيث تتميز قدرته على المساندة الهجومية ومساندة الظهير الأيمن في حالة الضغط العالي أو الارتداد الدفاعي.
غياب الشنقيطي.. وتعقيدات الإحلال

بدوره تلقى رينارد خبراً آخر بالإصابة التي تعرض لها مهند الشنقيطي، الظهير الأيمن الأساسي لمنتخب السعودية خلال الفترة الماضية، بعد مشاركته بشخصية أساسية في مباريات الاتحاد خلال الموسم الماضي.
الشنقيطي لن يشارك أمام البحرين
وتبين أن الإصابة منعت الشنقيطي من المشاركة في تدريبات الأخضر الجماعية أمس الأربعاء، مما يجعل حظوظه في التعافي والمشاركة ضد البحرين ضعيفة.
علي مجرشي.. البديل المتاح
ومن هنا يصبح علي مجرشي لاعب الأهلي الملقب بـ “الرصاصة” الخيار الأقرب لقيادة الجبهة اليمنى، وهو لاعب يمتاز بمهارات هجومية جيدة وسرعة في عكس اللعب، لكن يبقى السؤال حول مدى قدرته على تحمل الضغط الدفاعي أمام منتخب البحرين الذي يعتمد على الاختراقات من العمق.
مجرشي.. هل يُنقذ الموقف؟
رغم تميز مجرشي بالتقدمات الهجومية، إلا أن اختباره في مباراة دولية حاسمة سيكون تحديًا كبيرًا، خاصة إذا استمرت الحاجة لمساندة الطرف الأيمن تحت ضغط مستمر.
خيارات أخرى في حال عدم الجاهزية
في ظل هذا المأزق، يبحث رينارد عن خيارات أخرى. ومن بينها تحويل محمد البريك القادر على اللعب كظهير أيمن وحيد رغم أنه يلعب عادة كظهير أيسر، خصوصاً أن البريك يتمتع بخبرة دولية طويلة ويمتاز بقدرته على قراءة خطط الخصوم والعودة السريعة للدفاع.
الشباب كحل طارئ
وهناك احتمال أيضاً لاستدعاء لاعب شاب جديد لم يكن ضمن القائمة الأساسية، مثل عبدالله المطيري أو سلطان الغنام، لكن تأخر الدمج في الخط الدفاعي قد يخيف رينارد من الاعتماد عليهما في مباراة حاسمة مبكرة مثل مواجهة البحرين.
احتمال تعديل الخطة التكتيكية

كما لا يستبعد بعض المراقبين أن يلجأ رينارد إلى تعديل الخطة باعتماد ثلاثة مدافعين في العمق ونقل عبدالإله المالكي إلى الجبهة اليمنى كظهير متقدم، إذ أنه يجيد اللعب في مركز الظهير ويملك خبرة جيدة في الالتحامات الهوائية ومساندة الجناح في الجانب الدفاعي.
الهدف من التغيير: الاستقرار الدفاعي
هذا التوجه قد يساعد الأخضر على تأمين المنطقة بشكل أفضل أمام هجمات البحرين التي تعتمد على الارتداد السريع وتنويع التمرير بين خطوط المنتصف والهجوم.
رد فعل الجماهير والمحللين
أما عن رد فعل الجماهير السعودية، فقد عبّر عدد كبير من متابعي الصحف الرياضية ووسائل التواصل الاجتماعي عن قلقهم بسبب هذه الأزمة المفاجئة في الظهير الأيمن، معتبرين أن هذا المركز يعد أحد أهم مفاتيح نجاح رينارد في تشكيلته.
تحليل الخبراء حول الخطة البديلة
وأجمع محللون رياضيون على أن رينارد لا يتمتع بمرونة كبيرة في تغيير تشكيلته الأساسية، حيث يعتمد بشكل أساسي في المباريات الماضية على خطة 4-2-3-1 التي تتطلب وجود ظهيرين قادرين على التقدم والعودة بسرعة، ما يجعل مركز الظهير الأيمن حرجاً في حالة استبدال سعود أو مهند بلاعب أقل خبرة.
سيناريوهات اللعب المحتملة
وعلى ضوء ذلك، يتوقع جمهور الأخضر أن يتخلى رينارد عن أسلوبه الهجومي المعتاد في مباراة البحرين ويميل إلى اللعب بحذر أكبر وتكتل دفاعي على حدود المنطقة، وهو ما قد يفرض نقل لاعب وسط دفاعي إضافي مثل عبدالعزيز الجبرين للعب كقلب دفاع ثالث خلف الظهيرين، مع دفع يزيد يسلم في الجبهة اليمنى لكنه كجناح دفاعي أكثر من الظهير.
تجربة سابقة مع النظام الدفاعي
وهو أسلوب سبق أن واجهه الأخضر في مباريات تصفيات سابقة بنجاح محدود.
خطة بديلة: 3-5-2
وفي السياق نفسه، يناقش المدرب الفرنسي إمكانية اعتماد تشكيل 3-5-2 والاستفادة من تواجد محمد كنو في الجانب الأيمن كجناح مغاير لدوره مع زيادة العمق في وسط الملعب، لكن هذه الخطوة ستؤثر على التوازن الهجومي وتقلل من عدد الكرات العرضية القادمة من الأطراف.
التوتر التكتيكي يتصاعد
ويرى الخبراء أن التحول إلى نظام ثلاثي في الدفاع قد يكون حلاً مؤقتاً، لكنه سيحتاج إلى إعادة ترتيب كامل لحركة الوسط والجناحين، خصوصاً أن الأخضر اعتاد على البناء من الأطراف.
في الختام.. رينارد أمام امتحان حقيقي
في النهاية، يبقى رينارد أمام خيارين رئيسيين: إما الاعتماد على علي مجرشي وخوض المباراة بنفس أسلوب الضغط العالي والالتزام التكتيكي، أو تعديل الطريقة إلى خطة أكثر تحفظاً بشخصية دفاعية ثالثة في الخط الخلفي، مع الدفع بخيار هجومي أقل على الأطراف.
التحدي الحقيقي في دقائق اللقاء
وستكشف دقائق اللقاء مع البحرين عن قدرة المدرب الفرنسي على معالجة أزمة الظهير الأيمن والحفاظ على توازن المنتخب الذي يسعى إلى تحقيق النقاط الثلاث والاستمرار في زعامة المجموعة وضمان الخدمة الأمثل قبل خوض المواجهات الأصعب في قادم التصفيات.