أول خطوات سعود عبد الحميد في أوروبا: تجربة تاريخية
انتقل اللاعب السعودي البالغ من العمر 25 عامًا إلى نادي روما في صيف 2024، حيث بُنقل من الهلال السعودي مقابل مبلغ يُقدّر بـ2.5 مليون يورو، ليصبح بذلك أول محترف سعودي ينضم إلى الدوري الإيطالي. هذا الانتقال لم يكن مجرد صفقة عابرة، بل حمل في طياته آمالاً كبيرة تمثل نقطة تحول تاريخية في مسيرة اللاعبين العرب في الاحتراف الأوروبي.
رغم هذه الأضواء المتلألئة، تواجه تجربة عبد الحميد تحديات كبيرة منذ وصوله، حيث أثّرت طريقة تعامل الجهاز الفني في روما مع اللاعب على فرص مشاركته، إذ لم يتجاوز عدد الدقائق التي شاركها 498 دقيقة خلال 10 مباريات، وسجل هدفًا واحدًا وصنع تمريرة حاسمة في مختلف البطولات حتى الآن.
التهميش في روما واختيار المدرب: خلف الكواليس
منذ انضمام عبد الحميد إلى روما، اعتمد المدير الفني كلاوديو رانييري على اللاعب زكي شيليك في مركز الظهير الأيمن، ما أثر بشكل مباشر على فرص لعب اللاعب السعودي. وقد أدت هذه الخطوة إلى توتر في صفوف الجماهير والمحللين، الذين بدأوا يسلطون الضوء على مسألة «الاختيارات الفنية» في الفريق الإيطالي، مشيرين إلى أن بعض القرارات قد لا تعتمد على معايير فنية بحتة، بل على عوامل ثقافية وشخصية.
وتصدرت عبارة “شيليك ليس أفضل ولكن لأنه سعودي” مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار جدلاً واسعًا حول مدى تأثير الأصل والعوامل الوطنية على اختيارات المدربين الأوروبيين.
تصريحات باكاري سانيا: دعوة للصبر والمرونة

في مقابلة تلفزيونية مع قناة “أبوظبي الرياضية”، وجه النجم الفرنسي باكاري سانيا، الذي حمل تجربة واسعة في الملاعب الأوروبية، نصيحة حازمة إلى عبد الحميد، مؤكداً أن مسيرة اللاعب في أوروبا لن تكون سهلة، بل ستحتاج إلى الكثير من الصبر والمرونة. قال سانيا:
“أنصح سعود عبد الحميد أن يكون مرنًا، فمسألة المشاركة في المباريات وكسب ثقة المدربين الأوروبيين تستغرق وقتًا طويلًا.”
وأضاف سانيا أن النجاح في أوروبا يتطلب التحلي بالعزيمة والإصرار، حتى وإن بدت البداية متعثرة.
التحديات الثقافية والفنية: بين المتوسط والتطلعات العالية
يواجه عبد الحميد، كما يواجه العديد من اللاعبين القادمين من دوري الشرق الأوسط، تحديات مزدوجة: فنية وثقافية. فمن الناحية الفنية، يتوجب عليه التأقلم مع أنظمة اللعب الأوروبية، التي تعتمد على السرعة والتكتيك العالي. أما من الناحية الثقافية، فإن انتقاله إلى دولة ذات تاريخ كروي عريق يعني خوض تجربة تعليمية تحتاج إلى تبني أسلوب حياة جديد وقواعد احترافية مختلفة.
تأثير التجربة على مسيرة عبد الحميد ومستقبل الكرة السعودية

إن تجربة عبد الحميد في أوروبا تحمل في طياتها العديد من الدروس القيمة للاعبين السعوديين والعرب الراغبين في الانتقال إلى البطولات الأوروبية. فرغم الإحصائيات المتواضعة التي تظهر في الوقت الراهن، فإن فرصة عبد الحميد لإثبات ذاته في المباريات القادمة لا تزال قائمة.
نظرة مستقبلية: ماذا ينتظر عبد الحميد وروما؟
إن مستقبل عبد الحميد مع روما يعتمد على عدة عوامل؛ من بينها مدى قدرة الجهاز الفني على منحه الفرص الكافية لإظهار مستوى أعلى، وعلى اللاعب نفسه في تحسين أدائه والتأقلم مع متطلبات الدوري الإيطالي. يُحتمل أن تؤدي إصابة في أحد اللاعبين الأساسيين أو تغيير تكتيكي داخل الفريق إلى إتاحة الفرصة لعبد الحميد، مما قد يكون نقطة تحول في مسيرته الأوروبية.
الخلاصة: الصبر والإصرار هما مفتاح النجاح
تبقى تجربة عبد الحميد في روما درسًا مستفادًا لكل لاعب يحلم بخوض تجربة الاحتراف في أوروبا. إذ يجب على كل من يتحول إلى المستوي الاحترافي أن يتذكر أن النجاح في هذه البيئة يتطلب صبرًا وإصرارًا لا يقلان عن المواهب الفردية.