شهد ملعب “ميللنتور شتاديون” واحدة من أكثر مواجهات الجولة الثلاثين إثارة في الدوري الألماني هذا الموسم، عندما فرض فريق سانت باولي التعادل الإيجابي 1-1 على ضيفه باير ليفركوزن. جاء الأداء مفعماً بالحماس والندية، وقدّم رجال المدرب توم ميرغيتش مباراة دفاعية وهجومية متوازنة، ما سمح لهم بخطف نقطة ثمينة أمام منافس ينافس على اللقب.
بداية أوروبية لليفركوزن وأسبقية شيك
فرض أصحاب الأرض أسلوبهم المعتاد في الدقائق الأولى، وحرصوا على قطع خطوط لعب باير ليفركوزن من العمق قبل إفساح المجال لهجمات مرتدة سريعة. ولكن الضيوف سرعان ما استعادوا زمام المبادرة، واستفادوا من مساحات ارتداد الظهيرين في صفوف سانت باولي. ووصلت الكرة إلى المهاجم التشيكي باتريك شيك، الذي نجح في هز الشباك بالدقيقة 32 بعدما تابع كرة عرضية متقنة من كاي هافيرتز، مسجّلاً هدف التقدم بتسديدة أرضية قوية لم تستطع صدها شباك الحارس دانييل فيلمان.
تفاصيل الشوط الأول
نسبة الاستحواذ:
سيطر ليفركوزن على الكرة بنسبة 60% تقريباً، مع تحركات ديناميكية من ديمل وأمافي، بحثاً عن هدف ثاني.
الفرص الخطرة:
سجّل شيك أولى المحاولات الحقيقية، قبل أن يطلق فولاند تسديدة مرت بجوار القائم بحوالي نصف متر.
الأداء الدفاعي:
نجح سانت باولي في صدّ 12 هجمة للضيوف، مع رقابة شخصية على مفاتيح لعب ليفركوزن، ما شكل صدمة أمام الجماهير.
انقلاب هجومي لبيرغامو ويتمه فوز قاتل
بعد الاستراحة، عاد سانت باولي بعزيمة أقوى وأجرى تغييرات تكتيكية تكفل له الضغط بشكل أفضل عبر ثنائي المحور بوخالفا وجونز. ومع مرور الوقت، بدأت مساحات لينبثق منها لاعبو الفريق الطامح للهروب من المركز العاشر نحو منطقة الأمان. وحصد الضغط الثمر أخيراً في الدقيقة 78، حينما مرر لوكا توباكس كرة بينية ذكية إلى كارلو بوخالفا الذي لم يتوانَ في إيداعها الشباك بتسديدة يسارية استقرت في منتصف المرمى.
لمحات فنية من شوط الإياب
الانتقالات السريعة:
استغل سانت باولي خطأ تمرير من ديمل في وسط الملعب، فانتقل بسرعة إلى المرمي، ممّا أربك دفاع ليفركوزن.
تألق الحراس:
قفز فيلمان للحفاظ على شباكه نظيفة أكثر من مرة، وبدوره أنقذ سيمون كايلر تسديدة أكروباتية من فابيان جيوفاني.
المساندة الجماهيرية:
ركلت جماهير سانت باولي بأصواتها الحماسية حماساً إضافياً للاعبيهم، ما انعكس إيجابياً على الأداء.
انعكاسات التعادل على سباق اللقب
بهذه النتيجة، يبقى الفارق بين بايرن ميونيخ المتصدر وباير ليفركوزن ثماني نقاط، ما يزيد من الضغط على ملاحق البافاري. ويتوقف أمل ليفركوزن في تقليص الفارق خلال الجولات الأربع المتبقية على تحقيق انتصارات متتالية وتنازل حامل اللقب عن النقاط. في المقابل، ارتفع رصيد سانت باولي إلى 38 نقطة وأصبح على بعد خطوتين من ضمان البقاء في الدرجة الأولى، بعد أن هرب مسافة مريحة عن منطقة الهبوط.
موقف الفريقين حتى الآن
أصداء ما بعد المواجهة
تصريحات مدرب سانت باولي (ميرغيتش):
“لن نستسلم أبداً، وقدّمنا أداءً جماعيًّا على أعلى مستوى. فرزنا الفوارق في وسط الملعب واستحقينا هذه النقطة”.
رأي مدرب ليفركوزن (هاينكيس):
“خسرنا نقطتين ثمينتين بسبب عدم استغلالنا للفرص في الشوط الأول، وسنواصل الضغط على المتصدر حتى النهاية”.
مستقبل الجولة المقبلة
يتجه ليفركوزن لخوض اختبار صعب أمام بوروسيا دورتموند في “سيغنال إيدونا بارك” يوم الأحد المقبل، في قمة منتظرة قد تحسم بشكل أكبر ملامح سباق البوندسليغا. في المقابل، يلتقي سانت باولي مع أينتراخت فرانكفورت على أرض الأخير، ويسعى لتأكيد صحوته واستكمال مطاردته لمنطقة الأمان.
في الختام
في الختام، أثبت لقاء سانت باولي وباير ليفركوزن أن الدوري الألماني ما زال يحتفظ بقدرته على مفاجأة الجماهير، وأن التفوق بالتوازن بين الدفاع والهجوم ما زال عنصرًا أساسيًّا لقطف النقاط حتى في المواجهات التي تبدو محسومة سلفًا.
