شهدت نهائي النسخة الثانية من دوري المؤتمر الأوروبي مواجهة من العيار الثقيل جمعت بين تشيلسي الإنجليزي وريال بيتيس الإسباني على ملعب “تاركزينسكي” في مدينة فروتسواف البولندية.
تمكن البلوز من قلب تأخرهم في الشوط الأول (٠-١) إلى فوز كاسح بنتيجة ٤-١، ليحرزوا أول لقب لهم في هذه البطولة، ويعادلوا رقم 25 كأساً قارياً بين أندية أوروبا.
الهدف المبكر والضغط الإسباني
انطلق اللقاء بضغط مميز من جانب ريال بيتيس، الذي استغل سرعة اللاعب المغربي عبد الصمد الزلزولي وجاهزيته الهجومية لمحاصرة دفاع تشيلسي في الدقائق الأولى.
وسجل الضيوف هدف التقدم في الدقيقة 9 بعد اختراق من الجبهة اليسرى، انتهى بتسديدة زاحفة من الزلزولي سكنت الزاوية اليمنى للحارس الدنماركي فيليب يورجنسن.
- الشوط الأول: سيطرة إسبانية نسبية.
- الفارق في الأداء: ظهر جلياً حتى بداية الشوط الثاني.
تحول خطط الإنقاذ وتبديلات ماريسكا
دخل تشيلسي الشوط الثاني وقد فرض مدربه إنزو ماريسكا تغييرات جذرية على التشكيلة، مع تعديل في إيقاع المباراة.
- الدفع بجادون سانشو: لتعزيز الجانب الأيمن.
- إدخال ريتشي جيمس: لتقوية الجناح الأيسر.
- انتقال كول بالمر إلى مركز الوسط الهجومي: ليُعيد ترتيب عمليات بناء الهجمات.
هذه الخطوات كانت سر التفوق التكتيكي الذي أثمر عن تعادل سريع، ثم هيمنة شبه كاملة على المجريات.
لحظة الحسم… هدفا بالمر وتسلّل الواقع
جاء هدف التعادل في الدقيقة 66 عبر تسديدة صاروخية من إنزو فيرنانديز، بعد عرضية متقنة من بالمر.
وبعد أربع دقائق فقط، أعلن نيكولاس جاكسون تقدم تشيلسي بهدف ثانٍ جاء بمساعدة رائعة من ذات المصدر:
“تمريرة بينية ذكية من بالمر خلف الدفاع، أعطت جاكسون المساحة الكافية لإنهاء الهجمة بهدوء.”
بهلوانية سانشو وكايسيدو الختامية
لم يكتفِ البلوز بهدفين، بل أضافوا الثالث عبر جادون سانشو الذي استلم الكرة في الجهة اليمنى وصنع الفارق بركلة متقنة في الزاوية البعيدة.
ثم في الدقيقة 90، عمق مويسيس كايسيدو النتيجة بهدف رابع، جاء إثر هجمة مضادة منظمة قادها الروخيبلانكوس، ما عكس:
- الحالة البدنية القوية: رغم الأجواء الباردة.
- التطور الفني: تحت قيادة ماريسكا وبالمير.
دور بالمر الأسطوري في قلب المعركة
ارتفع نجم كول بالمر إلى القمة عندما أسهم بشكل مباشر في هدفي التعادل والتقدم، عبر صناعة سماوية دقّت أعين المدافعين.
- التمريرة الأولى: عمقية لإنزو فيرنانديز قبل أن يسدد.
- التمريرة الثانية: بينية رائعة لجاكسون أنهى بها المباراة.
وبالتالي، يسجل بالمر اسمه كأول لاعب في تاريخ النهائيات يقدم تمريرتين حاسمتين في مباراة واحدة، منذ مارسيلو مع ريال مدريد في 2018.
أنتوني.. الوشم المفقود في مانشستر
على الجانب الآخر، خيب البرازيلي أنتوني ظن إدارة أستون فيلا التي كانت تطمح في استقطابه بعد رحلته من مانشستر يونايتد.
- فشل في ترك بصمة: سواء بالسرعة أو التمرير.
- التصنيف العام: وضعه الجماهير ووسائل الإعلام ضمن "الأبناء العاقين" لأولد ترافورد.
- مقارنة مع الزملاء: تراجع أداؤه أمام ماركوس راشفورد وجادون سانشو وسكوت ماكتوميناي الذين أثبتوا وجودهم في أندية جديدة.
تشيلسي يعانق التاريخ الأوروبي
بهذا الفوز، يصبح تشيلسي أول نادٍ أوروبي يجمع بين كل الألقاب الكبرى الأربع القارية:
- دوري أبطال أوروبا
- الدوري الأوروبي
- دوري المؤتمر الأوروبي
- السوبر الأوروبي
اللقب الجديد يؤكد أن زعيم لندن لم يكتفِ بسرد الماضي، بل يمضي بثبات نحو إعادة كتابة مستقبله الأوروبي مع جهاز فني شاب وأسماء واعدة تضيف للمشهد قوة تدميرية في أي مواجهة.
انعكاسات التتويج على الموسم المقبل
من المتوقع أن يعزز هذا الإنجاز رصيد الثقة داخل غرفة الملابس والجهاز الفني، كما سيحفّز الإدارة على زيادة الاستثمارات خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة.
- تشيلسي: سيركز على تدعيم الروابط بين اللاعبين الشباب والجماهير.
- ريال بيتيس: قد يضطر لمراجعة اختياراته الفنية والاستثمارية، لاستعادة الثقة والمنافسة في المواسم القادمة.
ختام فصول البطولة الثانية
مع نهاية نهائي دوري المؤتمر الأوروبي لعام 2025، يفتح تشيلسي صفحة جديدة يضع فيها نفسه في مصاف عمالقة أوروبا.
بينما تبقى دروس ريال بيتيس المؤلمة حاضرة لعقود حول أهمية الخبرة والهدوء في المباريات الحاسمة.
الموسم القادم سيكشف إن كان هذا الانتصار مجرد فصل واحد في قصة أكبر، أم هو بداية عودة حقيقية لزمن الغلابة الأوروبية.
