
في لقطةٍ قلبت مجريات نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي رأساً على عقب، اندلع نجم مانشستر يونايتد السابق وإنجلترا الحالي واين روني في هجومٍ لاذع على تقنية حكم الفيديو المساعد “VAR”، متهماً إياها بمحاولة التستر على خطأٍ تحكيمي فادح حرم مانشستر سيتي من ركلة جزاء وربما بطاقة حمراء لفريق خصمه.
لحظة فاصلة في الشوط الأول
قبل أن ينطلق اللاعبين إلى الاستراحة، شهدت الدقيقة 40 من عمر المباراة نزالاً جوياً بين المهاجم النرويجي إرلينج هالاند وحارس كريستال بالاس “هندرسون”، عندما انطلق هالاند نحو كرة عرضية داخل منطقة الجزاء. بيد أن هندرسون تدخل بإبعاد الكرة بقدمه بينما كان الجناح السيتيزنس على بعد ذراع، لكن الحكم الميداني اكتفى بمنحه ركلة حرة من خارج المنطقة. وعند اللجوء إلى تقنية الفيديو، قرر طاقم “VAR” استعادة اللقطة لتقييم إمكانية استخدام البطاقة الحمراء، قبل الإبقاء على القرار الأصلي وسط ذهول في المدرجات.
روني: “إنها بطاقة حمراء بكل تأكيد!”

في تعليقٍ حماسي على شاشة بي بي سي، لم يتمالك واين روني غضبه، ومما قاله بحدةٍ واندفاع:
“كيف يعرضون هذه اللقطة على الجمهور؟ إنها بطاقة حمراء 100%! هندرسون أبعد الكرة عمداً وأبعد هالاند عن فرصة هدفٍ محقّق. لو كان هذا لاعبٌ آخر غير حارس الخصم، لرفعوا البطاقة الحمراء فوراً. القضاء على VAR؟ هذه التقنية تضيف المصداقية لكنها في هذه الحالة أصبحت أداة للتغطية على أخطاء فادحة!”
ثم أضاف بأسى:
“الجميع رأى أن هندرسون تدخل ضد هالاند بأسلوب خطير. إنهم يخطئون ثم يلجأون للـVAR ليغطي على كارثتهم. لا يعقل أن نجلس وننظر بصمت بينما تضيع فرصة تغيير نتيجة النهائي.”
جدلٌ يتكرّر في إنجلترا
لم تكن هذه الواقعة الأولى التي يثير فيها “VAR” الجدل في الملاعب الإنجليزية. ففي الموسم الماضي، شهدنا حالات محتسبة خاطئة ضد ليفربول في نصف نهائي كأس الرابطة، وطرداً مثيراً للجدل أمام توتنهام أجج نزاعاتٍ بين أندية كبرى تطالب بمراجعة شاملة للآليات التحكيمية. ورغم أن تقنية الفيديو ساهمت في تقليل الأخطاء الصريحة، فإن قراراتها النهائية لا تزال خاضعة لتلاعب التقدير البشري، ما يعيد إلى الواجهة سؤال شرعية استخدامها في اللحظات الفارقة.
تأثير القرار على مجريات المباراة
بإلغاء ركلة الجزاء وغياب البطاقة الحمراء عن هندرسون، وجد بيب غوارديولا نفسه محرومًا من فرصة تسجيل الهدف الأول، بينما تراجع أداء هالاند ورياضيي السيتي تحت وطأة الإحباط. واعترف نجوم فريق السماوي بأن النتيجة تأثرت نفسياً بخروجهم متعجبين من إعادة اللقطة دون تطبيق القانون. “كنا نحتاج إلى ركلة جزاء واضحة وتحقيق عدالة على أرض الملعب”، قال واحدٌ من أصحاب الخبرة داخل غرفة تبديل الملابس.
مستقبل VAR في مواجهة الانتقادات
مع تصاعد الأصوات الرافضة، بدأ الاتحاد الإنجليزي يفكر في آلياتٍ جديدة للتعامل مع حالات المحاكمة عبر الفيديو، من بينها:
- تحديد واضح لاعتبارات البطاقة الحمراء: وضع قائمة محددة بالعوامل التي تُلزم الطاقم بمنح البطاقة الصفراء أو الحمراء دون تغاضي.
- تقليص وقت مراجعة اللقطة: منع الطاقم من إعادة اللقطات أكثر من مرة واحدة تجنباً لتكرار ارتباك القرارات.
- مشاركة أخصائيين مستقلين: تضمين خبير سلامة اللاعبين ضمن طاقم الـVAR لتقييم أخطار التدخلات البدنية.
ماذا ينتظر السيتي بعد القرار؟

رغم هذا الجدل الكبير، لا يتوقف مانشستر سيتي عن مواصلة المنافسة. فالسيتيزنز يستعدون للعودة إلى سباق الدوري الممتاز بمباراةٍ مصيرية ضد بورنموث الثلاثاء المقبل، حيث يحتاج غوارديولا إلى قيادة الفيلق لمواصلة الانفراد بالصدارة. وعلى الجانب الآخر، يتطلع كريستال بالاس لاستقبال وولفرهامبتون في المساء ذاته، وسط حالة معنوية عالية عقب دفاعهم الناجح عن هدفهم في النهائي.
صدى في أروقة الإعلام والجماهير
سارع المشجعون والمحللون إلى تبنّي رأي روني، فغصّت تغريدات تويتر وقطع التحليل التلفزيوني بعبارات الاستهجان: “VAR الذي يفترض أن يصحح أخطاء الحكام زاد الطين بلة!” و”عادوا بنا إلى التقنية التي تحتاج للتطوير قبل دمجها في المباريات الكبرى!”. في المقابل، دافع البعض عن الحكام الجدد وصرّحوا بأنّ “أي تقنية ستظل ناقصة ما لم تُصحب بتدريبٍ قويٍّ للطاقم الميداني والفني.”
في ذروة الجدل… هل حان الوقت لإصلاح النظام؟
في ذروة هذا الجدل، تبقى الحقيقة المحزنة أن أخطاء مكافحة الظلم التحكيمي أثرت على أجواء نهائي الكأس، ودفعت أحد أعظم أساطير الكرة الإنجليزية، فرّط في حياده، لينضم إلى قائمة من المشاهير الذين دفعوا ثمن عواطفهم في وقائع كروية تبقى محفورةً في ذاكرة الملايين.