شهدت الساعات الماضية تفاعلاً واسعاً حول مستقبل نجم الوسط الإسباني رودري، بعدما ارتبط اسمه بالانتقال إلى ريال مدريد خلال الموسم المقبل. وعلى الرغم من الأنباء المتلاحقة التي تحدثت عن رغبة النادي الأبيض في التعاقد معه كبديل محتمل للنجم الألماني توني كروس بعد اعتزاله، فقد جاءت تصريحات اللاعب الأخيرة لتُسدل الستار على أي تكهنات، مؤكداً ارتباطه القوي بمعسكر “السيتيزين” وحرصه على تمديد عقده.
تقرير صحفي ألماني يكشف خطط ريال مدريد
كشفت صحيفة سبورت بيلد الألمانية أن إدارة ريال مدريد وضعت رودري ضمن أولوياتها الصيف الماضي، معتبرة إياه الخيار الأمثل لتعويض خبرة كروس وتنشيط خط الوسط بلمسته الدفاعية وقدرته على الانتشار. إلا أن اللاعب (28 عاماً) عبر عن شعوره الكبير بالراحة في مدينة مانشستر، مشدداً على تمسكه بالاستقرار مع بطل الدوري الإنجليزي الممتاز.
الراحة والحياة في مانشستر
يعيش رودري أزهى فتراته مع فريقه الحالي منذ انتقاله في صيف 2019 قادماً من أتلتيكو مدريد مقابل 70 مليون يورو. فقد اندمج سريعاً في أجواء المدينة وأظهر تجاوباً متميزاً مع فلسفة المدرب بيب غوارديولا، حيث خاض 260 مباراة رسمية حتى الآن على الصعيدين المحلي والأوروبي، سجل خلالها 26 هدفاً وقدم 31 تمريرة حاسمة. الأداء الثابت والدور الحيوي الذي يؤديه داخل الملعب جعلاه أحد الركائز الأساسية لنادي “السيتيزين” ومنتخب إسبانيا.
إدارة السيتي تسابق الزمن لتجديد العقد

تُقدر إدارة مانشستر سيتي أهمية رودري بوصفه واحداً من أعمدة خط الوسط الدفاعي، ولذلك سرعان ما شرعت في مفاوضات لتثبيت خدماته طويلة الأمد. وينتهي عقد اللاعب الحالي في يونيو 2027، ما يجعل تجديده أولوية لتجنب الانكشاف أمام العروض المغرية التي قد تصل في المستقبل. من جانبه، لا يُبدي رودري أي نية للاستعجال في اتخاذ قرار؛ إذ يفضل دراسة العرض الجديد المقدم من ناديه الحالي الذي بات يراه منزله الفني الأول.
التعافي من الإصابة والعودة إلى الملاعب
لم تمر مسيرة رودري دون بعض العقبات، ففي سبتمبر الماضي تعرض لإصابة بقطع في الرباط الصليبي للركبة، مما أبعده لفترة طويلة عن الملاعب. ورغم صعوبة الموقف، فقد التزم اللاعب ببرنامج تأهيلي دقيق تحت إشراف الفريق الطبي المتخصص، وهو يسعى جاهداً لاستكمال مراحل التعافي قبل نهاية الموسم الحالي. وتتوقع المصادر أن يعود بقوته المعهودة في النصف الثاني من الموسم، ليقود مانشستر سيتي في المراحل الحاسمة من دوري الأبطال وبطولة الدوري الإنجليزي.
المنافسة على مركز الوسط وتطلعات بطل أوروبا

تُعَدّ المنافسة داخل تشكيلة مانشستر سيتي على أشدها؛ ففضلاً عن رودري، يتوفر لدى غوارديولا كوكبة من لاعبي الوسط المميزين مثل كيفين دي بروين وكالڤين فيليبس، ما يحفّز الجميع لتقديم أفضل ما لديهم. وقد نجح رودري في فرض وجوده القوي بفضل أدائه المتوازن بين المهام الدفاعية وصناعة اللعب، ما جعله محط أنظار كبار الأندية الأوروبية.
ماذا بعد إغلاق الباب أمام الانتقال؟
يُعزّز قرار رودري البقاء رسالة قوية إلى عالم كرة القدم، مفادها أن الارتباط النفسي والمهني بين اللاعب وناديه يمكن أن يقف حجر عثرة أمام أي عرض حتى لو جاء من أعظم الأندية. ويبدو أن أولوية اللاعب في المرحلة المقبلة هي استكمال رحلة التعافي والعودة للمشاركة في المباريات الحاسمة، ثم حسم ملف التمديد بما يضمن له الاستقرار المالي والفني.