رايث بول ليبزيغ يستهدف تيري هنري لقيادة المشروع الفني في الموسم المقبل

2025-04-25 04:45:05

تيري هنري

يسارع نادي رايث بول ليبزيغ الألماني إلى اختيار مدرب جديد لقيادة الفريق بداية من موسم 2025–2026، بعد إقالة المدرب ماركو روز في نهاية الحملة الحالية، وتعويضه مؤقتًا بالمدير الفني العابر زولت لوف. ووفقًا لتقارير صحفية ألمانية، باتت إدارة النادي تفاضل بقوة بين الأسطورة الفرنسية تيري هنري لتولي المهمة، مستندةً إلى عدة اعتبارات تقنية ولغوية وثقافية داخل غرفة خلع الملابس.

دافع البحث عن شخصية كاريزمية

انطلق مشروع ليبزيغ منذ تأسيسه عام 2009 على نهج يرتكز إلى الدماء الشابة والتخطيط الرياضي طويل المدى. ومع الارتقاء إلى المركز الثالث في البوندسليغا والتأهل المتكرر لدوري أبطال أوروبا، بات النادي في حاجة إلى مدربٍ له ثقلٌ عالمي وشخصية قادرة على تحفيز اللاعبين وتثبيت مركز الفريق ضمن الكبار. ويرى صناع القرار أن تيري هنري، بفضل مسيرته كلاعبٍ أسطوري في أرسنال وبرشلونة ومانشستر يونايتد، يتمتع بالكاريزما اللازمة لتحمل هذا العبء وجذب الانتباه إلى مشروع "الريد بول".

اللاعبون الناطقون بالفرنسية ورؤية الانسجام

يمثل عدد لاعبي ليبزيغ المتحدثين باللغة الفرنسية نقطة جذب إضافية لهنري، الذي يتقن الفرنسية إلى جانب الإنجليزية والإسبانية. ويضم الفريق هذا الموسم عناصرٍ بارزة من فرنسا وبلدانٍ أفريقية ناطقة بالفرنسية، من بينهم لاعب الوسط إيسا ديابي والمهاجم جورجيو موكسودو. ويسهم التواصل المباشر بين المدرب واللاعبين باللغة الأم في تسريع تبني الفكرة التكتيكية وتقليل الأخطاء الاتصالية داخل الملعب.

السجل التدريبي لهنري وفرص تطبيق فلسفته

تولى هنري سابقًا مهمة تدريب منتخب فرنسا تحت 21 عامًا، ومن ثم الإشراف على الفريق الأولمبي الفرنسي، قبل اتساع الشائعات حول رغبته في خوض تجربة قيادة نادٍ كبير في أوروبا. وتألق أسلوبه في تحفيز الشباب وإدخال مفاهيم الضغط العالي والبناء من الخلف، وهي معاييرٌ تتوافق مع فلسفة ليبزيغ الذي يعتمد منذ سنوات على أسلوب "الضغط المنظم"، المعروف باسم "جكبراخ" (Gegenpressing). ولا يخفى على إدارة النادي أن هنري درس مباريات ليبزيغ جيدًا، وبدأ يناقش مع طاقمه خططًا تفصيلية تتعلق بالتحولات السريعة والكرات العرضية العكسية.

المفاوضات الأولية والعقبات المالية

تيري هنري

كشفت تقارير صحفية ألمانية أن المفاوضات مع هنري وصلت إلى مراحل تمهيدية، حيث تلقى وكيل أعماله عرضًا لحضور اجتماع في ميونيخ الشهر الماضي للحديث عن البنود المالية. ويُذكر أن هنري يطلب حصولًا على راتب يليق بخبرته وقدرته على جذب الرعاة، ما يتطلب من ليبزيغ إعادة ترتيب ميزانية الأجور في فترة التعاقدات الصيفية. ورغم الدعم اللامحدود من مالكي النادي، إلا أن الحدود المالية المفروضة من رابطة الأندية الأوروبية (ECA) تلزم النادي بالحفاظ على توازن بين الإنفاق والإيرادات.

خيارات بديلة وخطط الطوارئ

في حال تعثّر التوصل لاتفاق مع الأسطورة الفرنسية، ألمحت مصادر "بيلد" إلى أنّ ليبزيغ يحتفظ بخيار التعاقد مع مدربين يجيدون العمل على الشباب وظروف الأندية المتوسطة الحجم، مثل ديفيد واغنر، الذي سبق له قيادة هوفنهايم إلى المركز الرابع في البوندسليغا، أو توماس توخيل الذي اكتسب شهرة لافتة في البوندسليغا مع بوروسيا دورتموند. وتعتبر تلك الخيارات ضمن خطة الطوارئ التي أعدها المكتب التنفيذي، حال فشل المفاوضات مع هنري في التوفيق بين الطموح المالي والتقني.

تداعيات تغيير المدرب على الموسم المقبل

تيري هنري

يشكل اختيار المدرب القادم عاملاً حاسمًا في قدرة ليبزيغ على المنافسة على المراكز الأربعة الأولى مجددًا، والاستمرار في دوري أبطال أوروبا. فإلى جانب تنفيذ استراتيجية الضغط المتقدم، يتعين على المدرب المقبل التعامل مع ملفين أساسيين: ملف الاستمرار في تطوير المواهب الشابة بحسب مدرسة "ريد بول"، وتوظيف الأسماء المقتناة حديثًا بشكلٍ سريع يضمن عدم تعطيل نسق الفريق. ويأمل أنصار النادي بأن يبصر ليبزيغ النور من جديد تحت قيادة شخصيةٍ تمتلك رؤية واضحة للمستقبل، مع جلب الخبرة الدولية التي يمتلكها هنري.

خلاصة الخطوات القادمة

مع وصول الدوري الألماني إلى نهاية مبارياته قبل التوقف الصيفي، يعتزم مجلس الإدارة الإسراع في حسم ملف التعاقد على ألا يتجاوز الإعلان الرسمي موعد اجتماعات رابطة الدوري في يونيو المقبل. ويتوقع أن تكون الخطوة الأولى توقيع عقد مدته موسمين قابلين للتجديد، مع لجنة فنية متفرعة تضم خبراء تكتيكيين للتكامل مع فلسفة المدرب الرئيسي. وإذا ما نجحت المفاوضات مع تيري هنري، فسيكون ذلك بمثابة إعلان طموح واضح من جانب لايبزيغ للخطو نحو مصاف الأندية الكبرى في أوروبا، مع بناء مشروع رياضي مستدام وجذاب للقلوب قبل العيون.

المزيد من المقالات