تأهل فريق بيراميدز المصري إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا، بعد تعادله الإيجابي 2-2 مع ضيفه أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي على استاد الدفاع الجوي في إياب نصف النهائي مساء الجمعة، بفضل قاعدة تسجيل الأهداف خارج الأرض التي أهلته إلى المباراة النهائية بعد انتهاء الذهاب في جنوب إفريقيا بالتعادل السلبي بدون أهداف.
انطلاقة اللقاء وسيطرة فنية
افتتح الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، مدرب بيراميدز، التشكيل المعتاد والذي ضمّ في حراسة المرمى أحمد الشناوي، وأربعة مدافعين هم محمد حمدي وأحمد سامي ومحمود مرعي ومحمد الشيبي، خلف ثنائي ارتكاز محمد الشيبي وفاندرلي، وأمامهما رباعي متميز مؤلف من كريم حافظ ومهند لاشين وبلاتي توريه ووليد الكرتي، مع الثنائي الهجومي مصطفى فتحي وفيستون ماييلي.
وجّه يورتشيتش تعليماته للاعبيه منذ الدقائق الأولى بالضغط العالي على قلب دفاع أورلاندو، والاعتماد على استرجاع الكرة سريعًا لشن هجماتٍ مرتدةٍ عبر الأطراف. ومنح دقة توزيع الكرة إلى وسطه المتجانس، ما مكّن بيراميدز من فرض إيقاعه، رغم تفوق الخصم البدني في بعض فترات المباراة.
الشوط الأول: أورلاندو يتقدّم ثم التعادل القاتل
حملت الدقيقة 41 أولى مفاجآت اللقاء، حين نجح أورلاندو في استغلال كرة ثابتة على حدود منطقة الجزاء. حاول مدافعو بيراميدز تشتيتها، لكن المهاجم موفوكينج تابع الكرة بلمسةٍ واحدةٍ داخل الشباك، مطلقًا فرحة عارمة بين أنصار الفريق الجنوب إفريقي.
وما إن لفظ حكم المباراة صافرة نهاية الوقت الأصلي للشوط الأول حتى انتقل بيراميدز مباشرةً للهجوم بحثًا عن معادلة النتيجة قبل الاستراحة. وفي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، نفّذ مصطفى فتحي عرضيةً ذكية من الجهة اليمنى، ارتقى لها فيستون ماييلي بارتقاءٍ عالٍ، ووضعها برأسه على يسار الحارس في الشباك، مانعًا تسجيل أورلاندو هدفًا ثالثًا وماريحًا فريقه قبل انطلاق صافرة الشوط الثاني.
الربع الساعة الأوّل من الشوط الثاني: أورلاندو يصعق الأعصاب بهدفٍ ثانٍ

لم تكد تمر سوى سبع دقائقٍ من بداية الشوط الثاني حتى باغت أورلاندو نظراءه بهدفٍ ثانٍ، سجّله موهاو نكوتا في الدقيقة 52، إثر هجمةٍ مرتدةٍ سريعةٍ خطف فيها الكرة من على مشارف منتصف الملعب وانطلق منفردًا قبل أن يضعها بيسراه على يمين الشناوي. وجّه الهدف ضربةً موجعةً لمعسكر بيراميدز، الذي بدا في حاجةٍ ماسةٍ لمعاودة الضغط لتحقيق التأهل.
ردّ بيراميدز كان فوريًا عبر ضربة حرة تكتيكية دكّها رمضان صبحي في الدقيقة 57، حيث مرر لاعبو وسط بيراميدز الكرة بسرعةٍ بين خطوط الخصم قبل أن يطلق جناح الأهلي السابق قذيفةً أرضيةٍ على يسار الحارس مكتسحًا شباك أورلاندو، في مشهدٍ أثار حماس الجماهير التي احتشدت لتساند فريقها حتى الرمق الأخير.
إدارة اللقاء والتأهل في الدقائق الأخيرة
بعد الهدف الثاني، هدأ إيقاع المباراة بعض الشيء، إذ اتجه يورتشيتش لإشراك عناصر بديلةٍ لإدارة الأداء والحفاظ على رصيد الفريق من الطاقة. ولجأ إلى تبديلاتٍ دفاعيةٍ في منتصف الملعب لضمان عدم استقبال هدف ثالث كان سيربك أوراق التأهل. ونجح بيراميدز في الحفاظ على توازن الصفوف حتى صافرة النهاية، مستفيدًا من هدفَي ماييلي وصبحي لبلوغ المباراة النهائية.
تأثير التأهل على المرمى القاري وبداية المواجهة مع صن داونز

يرفع هذا التأهل سقف طموحات بيراميدز، الذي سيواجه مواطنه صن داونز الجنوب إفريقي، حامل اللقب، في النهائي المنتظر. وتقام مباراة الذهاب في مصر قبل جولة العودة في جنوب إفريقيا، حيث يسعى بيراميدز إلى تحقيق أول لقبٍ قاري في تاريخه الشبابي بعد سلسلةٍ من الاقتراب المتكرر.
اقتباسات من موقع "اليوم السابع"
- ذكر "اليوم السابع" أن "بيراميدز استثمر قاعدة الأهداف خارج الأرض للتأهل رغم التعادل 2–2، بعد تأمين الدفاع وتحويل الضغوط الهجومية لفرصٍ واضحة".
- أشار التقرير إلى أن "يورتشيتش أشرك أبرز صفقاته في يناير، مما مكّن الفريق من المنافسة بفاعليةٍ أكبر".
خلاصة آفاق الموسم والصمود أمام التحديات
تسلط نتيجة مساء الجمعة الضوء على قوة بيراميدز التكتيكية وقدرته على قراءة متطلبات البطولات القارية. ومع مواجهة صن داونز، الذي أظهر صلابةً دفاعيةً وفنيةً طوال البطولة، يحل بيراميدز أمام فرصةٍ تاريخيةٍ للتخلص من لقب "الوصيف" والمُضيّ قدمًا كبطلٍ إفريقيٍّ جديدٍ. وستعتمد خططه على تكرار نجاح الضغط المرتفع وإدارة الأوقات الحاسمة، إضافةً إلى استثمار خبرات النجوم العالميين والمحليين لتحقيق الحلم الآسيوي–الإفريقي المنشود.