في مباراةٍ قدم فيها الضيوف أداءً دون المستوى أمام مضيفهم نانت، اكتفى فريق باريس سان جيرمان بالتعادل بهدفٍ لمثله، في إطار الجولة الثلاثين من الدوري الفرنسي. اللقاء الذي أقيم على ملعب "جان بول بيار"، شهد تقدّم أبناء العاصمة عبر هدفٍ للبرتغالي فيتينا في الدقيقة 33، قبل أن يقضي دوجلاس جوميز على أحلامهم بالثلاث نقاط في الدقيقة 83.
أداء هزيل رغم الاستحواذ
على الرغم من امتلاك سان جيرمان لحصّة كبيرة من الاستحواذ تجاوزت 65% في النصف ساعة الأولى، عجز لاعبو العملاق الباريسي عن ترجمة سيطرتهم إلى فرصٍ حقيقية خطرة أمام مرمى نانت. اعتمد المدرب على التشكيلة المتوقعة بقيادة الثنائي جورجينيو فينالدوم وفابيان رويز في محور الوسط، إضافة إلى الرباعي الهجومي المُكوّن من فيتينا وميسي ومبابي وهيريرا. وقد سمح هذا التوزيع بتمريرات قصيرة وبناء اللعب من الخلف، لكن تسرّع المهاجمين أمام المرمى حالت دون زيادة الغلة التهديفية قبل نهاية الشوط الأوّل.
الهدف الذي أعاد الأمل
نجح فيتينا في فكّ شفرة دفاع نانت بهدفٍ متميّز جاء بعد تنفّس عميق لهجومٍ مباغت. انطلقت الهجمة من خط الوسط عند استلام فينالدوم للكرة، قبل أن يُمرّرها عبر كرات صغيرة إلى البرتغالي الذي توغّل على الطرف الأيمن ثم أطلق تسديدة أرضية قوية عانقت شباك أصحاب الأرض في الدقيقة 33. هذا الهدف أعطى ثقة لأصحاب القميص الأزرق، الذين بدا أنهم سيهيمنون على مجريات المباراة بالكامل.
تغيير في خطط نانت ورد مؤثر
مع انطلاق الشوط الثاني، قام المدرب بإدخال مهاجمه خانتي بدلًا من لاعب الوسط الدفاعي، في محاولةٍ لتعزيز الضغط الهجومي واستغلال مساحات خلف الدفاع الباريسي. وضغط نانت بشراسة على الطرفين الأيسر والأيمن لسان جيرمان، ما أجبر الأخير على التراجع الدفاعي واللجوء للأخطاء العرضية كوسيلة للخروج من الضغط. وفي الدقيقة 83، عاقب دوجلاس جوميز التراخي الباريسي عندما تلقّى كرة عرضية داخل منطقة الجزاء، ليتابعها بيسراه إلى منتصف المرمى معلنًا تعادل أصحاب الأرض.
تراجع ملحوظ في الجانبين الدفاعي والهجومي

هذا التعادل كشف عن هشاشة الجانب الدفاعي لسان جيرمان، خصوصًا في تغطية الكرات العرضية والثغرات خلف قلبَي الدفاع سيرجيو راموس وماركينيوس. كما بدا فاقدًا للفاعلية الهجومية في الربع الأخير من أرض الملعب، حيث افتقد لاعبوه الحسم أمام المرمى، رغم تسديداتهم التي بلغت 14 محاولة إلا أن فقط ثلاثًا منها كانت على المرمى.
عوامل إيجابية وسط سلبية
ورغم النتيجة الخاطئة، يحتفظ الفريق الباريسي بسلسلةٍ ممتدة من المباريات دون هزيمة وصلت إلى 12 لقاءً متتاليًا في الدوري، كما حافظ على صدارة الترتيب برصيد 80 نقطة، مبتعدًا بفارق 25 نقطة عن مطارده المباشر أولمبيك مارسيليا. من جهةٍ أخرى، رفع نانت رصيده إلى 30 نقطة في المركز الرابع عشر، مبتعدًا بفارق ثلاث نقاط عن مناطق الخطر.
تصريحات ما بعد المباراة
بعد صافرة النهاية، عبّر نجم وسط الملعب فيتينا عن خيبة أمله قائلاً: "كنا نعلم صعوبة المباراة أمام نانت، لكننا كنا نطمح للتسجيل أكثر من مرة والاستحواذ على النقاط الثلاث. سنراجع الأخطاء ونستعد بقوّة للاختبارات القادمة."
من جانبه، أشاد مدرّب نانت بالروح التي أظهرها فريقه: "قدمنا مباراة بطولية أمام خصمٍ كبير. الهدف أتى في الوقت المناسب، وكنا نستحق التعادل بعد الضغط المستمر واستخدام المساحات بشكل مميز."
آفاق سان جيرمان في قادم الجولات

يواجه سان جيرمان تحديًا جديدًا يوم الأحد المقبل حين يستضيف ليل على ملعب "بارك دي برانس"، ضمن لقاءات الجولة الحادية والثلاثين. وفي حال فوز الفريق، قد يعمّق الفارق مع مارسيليا إلى أكثر من 28 نقطة، وهو ما يقترب به أكثر من حسم اللقب قبل نهاية الموسم بوقتٍ مبكر.
النظر إلى بطولة دوري أبطال أوروبا
تأتي هذه التعثرات المحلية قبل ثلاثة أسابيع فقط من استئناف منافسات دوري أبطال أوروبا، حيث يستعد سان جيرمان لمواجهة مانشستر سيتي في ذهاب ثمن النهائي. ولا يخفي جمهور باريس قلقه من تراجع مستوى خط الدفاع والاعتماد الكبير على خط الوسط الهجومي لإحداث الفارق في المباريات المصيرية.
دروس مستفادة وإجراءات مرتقبة
يبدو أن إدارة النادي ستنظر بجدية إلى تعزيز الجوانب الدفاعية خلال فترة الانتقالات الصيفية، خاصة بعد معاناة الفريق أمام الكرات الثابتة والعرضية. كما قد يشهد أفق الفريق دمج لاعبين شبان من أكاديمية النادي في المباريات القادمة لتجربة خيارات جديدة على مستوى الوسط والهجوم.
التعادل أمام نانت كشف عن فجواتٍ تطلب معالجتها سريعًا إذا ما أراد باريس سان جيرمان الحفاظ على لقبه المحلي والانطلاق بقوةٍ في المنافسات الأوروبية. مع تبقي سبع جولات على نهاية الدوري الفرنسي، سيكون على رجال العاصمة الفرنسية استرجاع الانسجام والفاعلية التي ميزتهم خلال الموسم الجاري.