فترة الانتقالات الاستثنائية وأسبابها
نجح نادي بورتو البرتغالي في التوصل لاتفاق حاسم مع نادي الأهلي السعودي بشأن انتقال لاعب الوسط الإسباني جابرييل فيجا خلال فترة الانتقالات الاستثنائية الخاصة بكأس العالم للأندية، لتُعزز صفوف الفريق البرتغالي بلاعب شاب يمتلك إمكانيات فنية عالية وقدرة على صناعة الفارق في وسط الميدان. الاتفاق النهائي بين الناديين يؤكد الاهتمام الكبير بفيفا بالمشاركة في المنافسات الدولية ويعكس تطلعات نادي بورتو لتدعيم خياراته قبل خوض غمار بطولة مونديال الأندية في الولايات المتحدة الأمريكية. أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم قرارًا بفتح نافذة انتقالات استثنائية تمتد من الأول وحتى العاشر من يونيو الجاري، موجهة للأندية الـ32 المؤهلة للمشاركة ببطولة كأس العالم للأندية، منها بورتو الذي يسعى لتعزيز خياراته في وسط الملعب قبل انطلاق المنافسات على لقب الأبطال. هذه الخطوة جاءت لدعم الأندية المشاركة في البطولة العالمية بشكل يسمح لها بتظافر الجهود وتحسين قدراتها على مستوى التشكيلة قبل الانخراط في مباريات حاسمة أمام فرق من قارات مختلفة وتنافس على اللقب الأغلى بعد دوري أبطال أوروبا ودوري أبطال آسيا.
رحلة جابرييل فيجا من أوروبا إلى السعودية ثم العودة
بدأت مسيرة جابرييل فيجا الاحترافية عندما كان متنقلاً بين أندية الفئات السنية بلاعب مميز في نادي سيلتا فيجو الإسباني، وظهرت موهبته منذ وقت مبكّر إذ شارك مع الفريق الأول في سن صغيرة قبل أن يصعد إليه رسميًا صيف 2022، ويخوض أولى مبارياته على مستوى الدرجة الأولى في إسبانيا. تميز فيجا بأسلوبه الفني القادر على التحكم بإيقاع المباريات وتمرير الكرات بدقة عالية، وهو ما جعل العديد من الأندية الأوروبية تراقب تحركاته. وفي صيف 2023، رحل جابرييل عن الدوري الإسباني بعد انتقاله إلى الأهلي السعودي في صفقة بلغت قيمتها نحو 30 مليون يورو وفقًا لموقع “ترانسفير ماركت” العالمي، لتبدأ رحلة جديدة للاعب الإسباني في الملاعب السعودية، وحقق مع الأهلي لقب دوري أبطال آسيا للموسم الثاني على التوالي، قبل أن يعلن اللاعب عن رغبته بالعودة إلى أوروبا لاستكمال مشواره التطويري ضمن إحدى فرق الصف الأول بالقارة العجوز.
أسباب اختيار بورتو لضم فيجا
اختار جابرييل فيجا الانتقال إلى بورتو لعدة اعتبارات أبرزها قرب المدينة البرتغالية من مسقط رأسه في منطقة غاليسيا الإسبانية، ما يساهم في تسهيل عملية التأقلم سريعًا داخل أجواء الفريق والمدينة. كما يرى فيجا أن الانضمام إلى بورتو يمثل فرصة ذهبية لاقتحام كرة القدم الأوروبية مجددًا والمشاركة في منافسات قوية على مستوى الدوري البرتغالي ودوري أبطال أوروبا، وهو ما يساعده على استئناف تطوير مستواه الفني خلال فترة قصيرة. كذلك، أسهم حضور مدرب الفريق البرتغالي وجهازه الفني المتحمس لتوظيف مهاراته في الوسط الهجومي في اختيار النادي الجديد، فضلاً عن الاتفاق على راتب مغرٍ وبنود مكتوبة تعكس قيمة اللاعب داخل خطط بورتو المستقبلية.
تفاصيل الصفقة المالية والبنود المشترطة
أكد الصحفي المعروف سانتي أونا مساء الأحد أن الصفقة تمت بشكل نهائي مقابل 17 مليون يورو يدفعها بورتو نقدًا إلى الأهلي السعودي، بالإضافة إلى حصول الأهلي على 35% من قيمة إعادة بيع اللاعب في المستقبل، مما يضمن للنادي السعودي استمرار الاستفادة المالية من موهبة فيجا إذا ما ارتفع سعره مستقبلًا. العقد الجديد بين اللاعب وبورتو يمتد حتى صيف 2030، وهو ما يوضح الثقة الكبيرة التي يوليها النادي البرتغالي للصفقة ولقدرات اللاعب على المدى المتوسط والطويل. وبموجب هذا العقد، سيحصل جابرييل فيجا على راتب سنوي يتناسب مع السوق الأوروبية ويعكس مكانته كأحد أهم صفقات بورتو في الموسم الجاري.
أداء فيجا مع الأهلي قبل الرحيل
خاض جابرييل فيجا مع الأهلي السعودي منذ صيف 2023 وحتى بداية يونيو 2025 ما مجموعه 66 مباراة رسمية في مختلف المسابقات المحلية والقارية، سجل خلالها 12 هدفًا وصنع 10 أهداف لزملائه، مساهماً في تتويج فريقه بلقب دوري أبطال آسيا مرتين متتاليتين ودعم خط وسط الأهلي بإسهامات فنية وإنهائية قلما تتوفر في لاعب وسط شاب. كما ساهم في المنافسة على لقب الدوري السعودي للمحترفين ومسابقة كأس الملك، واستطاع أن يثبت جدارته باللعب في أندية القمة المحلية وقادر على الحضور الدولي من خلال المشاركات الآسيوية.
أهمية الصفقة بالنسبة لبورتو ومشروعاته
يمتلك بورتو سجل إنجازات لافتة في دوري الدرجة الأولى البرتغالي الذي يسيطر عليه النادي بانتظام ويشارك فيه بقوة في دوري أبطال أوروبا، وإضافة جابرييل فيجا إلى التشكيلة يمثل خطوة استراتيجية لتدعيم منطقة وسط الملعب بخبرة وقوة تهديفية عالية. يرغب النادي البرتغالي في توجيه رسالة قوية للجماهير بإبرام صفقات نوعية قبل انطلاق كأس العالم للأندية في يونيو المقبل، ويعتبر ضم فيجا أحد الصفقات القادرة على إحداث تغيير جذري في خطة المدرب ورفع مستوى الفريق خلال الموسم المقبل محليًا وقاريًا.
دمج سريع ودور محوري في المونديال
كما سيعمل بورتو على دمج فيجا سريعًا ضمن التشكيلة الأساسية في مرحلة تحضيرية تسبق المباريات الحاسمة في مونديال الأندية، حيث يدرك الجميع أن طريقة لعبه الديناميكية وتنقله بين الخطوط يمكن أن تشكل تهديدًا كبيرًا على دفاعات المنافسين. يتوقع أن يبدأ فيجا مرحلة جديدة في الدور نصف النهائي أو النهائي لكأس العالم للأندية، وهو ما سيُبرز قدرته على الإفادة من الدوري البرتغالي كبوابة لحجز مكان دائم داخل التشكيلة الدولية الإسبانية للمستقبل القريب.
رؤية مستقبلية للطرفين
على المدى البعيد، يأمل جابرييل فيجا في تحقيق إنجازات قارية مع بورتو والمشاركة بانتظام في دوري أبطال أوروبا، وهو الهدف الذي بدا واضحًا منذ بداية مسيرته في سيلتا فيجو. انتقاله إلى بورتو يعكس توجهه للعودة إلى أوروبا والوصول إلى المستويات الأعلى في عالم كرة القدم بإمكاناته الفنية التي جعلته ملفت الأنظار وبجدارة هدفًا للكثير من الأندية الأوروبية الكبرى. بالنسبة للأهلي السعودي، فتأتي الصفقة كتجسيد لسياسة الاستثمار الفعّال في انتقالات اللاعبين الشباب القادرين على تحقيق عوائد مستقبلية تزيد من رصيد النادي ماديًا ورياضيًا، وتمنح الفريق فرصة للاستفادة من الأموال المكتسبة في تحسين البنية التحتية وتطوير الأكاديمية.
ختامًا: صفقة استراتيجية لمصلحة الجميع
ختامًا، يعكس انتقال جابرييل فيجا إلى بورتو قرارًا استراتيجيًا لمصلحة جميع الأطراف، حيث سيحظى اللاعب بفرصة قوية لإثبات نفسه في الملاعب الأوروبية بعد فترة ناجحة في الدوري السعودي، وسيواصل بورتو دعم مشروعه الكروي بطاقم فني أفضل ولاعبين شباب يقدمون إضافة حقيقية لفريق يمتلك حلم الفوز بكأس العالم للأندية.
