الهجوم الجماهيري يتصاعد والنصراويون يطالبون برد الصاع صاعين

2 months ago

النصراويون

جمهورٌ يدعو للثأر

في أجواءٍ توشك أن تنفجر تحت وطأة إحباطٍ تاريخيٍّ، يشهد نادي النصر حالةً من التوتر غير المسبوق بين جماهيره ونجوم الفريق الأول لكرة القدم، الذين خرجوا خائبين من نصف نهائي دوري أبطال آسيا "النخبة" بعد خسارتهم بهدفين مقابل ثلاثة أمام كاواساكي فرونتال الياباني، لتتوج بعدها شقيقةُ النادي الأهلي بلقب القارة، بعد موسمٍ انتظره العالميون طويلاً.

وقد تحوَّلت دعواتُ الجماهير إلى مناشداتٍ لمقاطعة المباريات و"الانتقام" من اللاعبين عن خيباتهم المتكررة هذا الموسم.

خلال الأيام الماضية، تصاعدت على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) هاشتاجاتٌ حملت شعاراتٍ مثل "عدّوا واغلطوا" و"نردّ العين بالعين" في إشارةٍ إلى رفض الجمهور الاستمرار في دعم فريقٍ لم يحقق أي لقبٍ محليٍّ أو قاريٍّ هذا الموسم.

وكتب المحامي الرياضي والنصراوي المتحمس خالد الشعلان في تغريدةٍ أثارت جدلاً واسعًا:

"كم حضر جمهور النصر، وكم خذلهم فريقهم.. في الحياة الجزاء من جنس العمل، وقيل: (واحدةٌ بواحدة)."

"الخذلان هو أذية، وتكراره أشدُّ أذى، لذا في الأذية (العين بالعين)."

وقد تراوحت مقاطع الفيديو المرتبطة بالهاشتاج بين فيديوهاتٍ للاعبي الفريق وهم يبدون مكتئبين بعد الخسائر، وأخرى لجماهيرٍ تفرغ في مدرجات "مرسول بارك" في نهاية اللقاء أمام فرونتال، مرددةً "وين الأبطال؟" و"ما يبغى إلا تركتهم!"، في رسالةٍ واضحةٍ عن مدى انعدام الثقة في الأسماء الحالية.

تحذيراتٌ داخليةٌ وخارجية

النصراويون

وسط هذا المدّ الجماهيري، خرج الأمير الوليد بن بدر، المشرف العام السابق على فريق الكرة بنادي النصر، لتحذير الجماهير من الانسياق خلف الدعوات "غير المنضبطة"، معقبًا على حملة الشلالان في تغريدةٍ قال فيها:

"هذه الصيحات الصادرة من بعض الحسابات لا تعبّر عن أصالة جمهور النصر، وهم يعلمون أن الثناء والدعم في الأوقات الصعبة هو مقرونٌ بالأخوة الحقيقية."

"من يسعون للفتنة وإشعال الفوضى لا علاقة لهم بمصلحة النادي" – مطالبًا أنصاره بـ"تحكيم العقل" والوقوف خلف الإدارة واللاعبين كلما تبيّن لهم أنهم جادون في استعادة المنصّة.

سلسلة خيباتٍ وضغوطٌ قاهرة

إن موسم 2024–2025 يعد الأسوأ في تاريخ النصر الحديث، بعد إخفاقٍ دفع بالمحترفين الأجانب والإداريين للتراجع عن وعودٍ بالألقاب.

فقد خسر العالمي درع السوبر السعودي أمام الهلال (1–2)، ثم ودع كأس خادم الحرمين في دور الربع نهائي أمام الفتح بركلات الترجيح.

وبعد ذلك تلك اللحظة الموجعة أمام كاواساكي، أصبح قطار الألقاب في هذا الموسم شبه متوقفٍ، وسط احتلال المركز الثالث في دوري روشن السعودي برصيد 60 نقطة من 29 مباراة، وبفارق ثمانية نقاط عن الاتحاد المتصدر.

كيف يمكن إنهاء الأزمة؟

النصراويون

يواجه القائمون على النصر تحديًا مزدوجًا: مواجهة الغضب الجماهيري وأن يثبتوا جديتهم في تصحيح المسار من الناحية الفنية.

ويبدو أن مفتاح الحل يكمن في:

1. تفعيل دور لجنة الانضباط الداخلية:

التواصل مع اللاعبين وتحديد قائمة تضحياتهم المقبلة والدراسة الدقيقة لأداء كل منهم.

2. جلسات نفسيةٍ مهنيةٍ:

بمشاركة خبيراتٍ ومحاضراتٍ تحفيزيةٍ للاعبي الفريق حول الأخطاء الفنية وإعادة الاندماج داخل غرفة الملابس.

3. حملةٌ إعلاميةٌ منسقةٌ:

عبر القناة النصراوية الرسمية لتوضيح الخطوات المتخذة، وتأكيد أن الدعم الجماهيري هو المحرك الأساسي لأي مشروعٍ ناجحٍ.

كما يُنتظر أن يعلن الجهاز الفني بقيادة ستيفانو بيولي، بعد الكلاسيكو المقبل أمام الاتحاد، عن تعديلٍ في التشكيلة يحسم البدلاء الأساسيين للمرحلة الحاسمة، مع وعدٍ من الإدارة بالتعاقد مع إضافةٍ فنيةٍ في الصيف المقبل.

خاتمة: تحدٍ من أجل العبور

في ظل هذه الأجواء المشحونة، يقف النصر عند مفترق طرقٍ: إما أن يسمح لغضب الجماهير أن يستنصر الصفوف ويعيد اللحمة بين الجمهور واللاعبين، أو أن يستسلم لتشظي الأصوات التي لا تعرف هواية الدولة النصراوية.

والرهان الأهم يبقى على قدرة نجوم الملعب على ترجمة وعودهم إلى أداءٍ يعيد اعتزاز الأنصار، وفي قلبهم، يظل هذا الشعب النصراوي ينتظر “الجحيم” الآسيوي للمرة القادمة لإثبات براءتهم من كل هفوات هذا الموسم.

المزيد من المقالات