استعدادات مانشستر سيتي لكأس العالم للأندية
يستعد فريق مانشستر سيتي لخوض غمار منافسات كأس العالم للأندية لعام 2025 في محاولة لتعويض إخفاق الموسم الماضي وحصد اللقب الأول في تاريخ النادي ضمن هذه البطولة التي جُدّدت بشكلها الجديد.
وتولى الإنكليزي فيل فودين، النجم الموهوب صاحب القميص رقم 47، مهمة توجيه تحذير واضح للخصوم والمنافسين قبل الصدام الظهور الأول أمام الوداد المغربي في 18 يونيو، وسط تلهّف جماهيري وإعلامي واسع ينتظر انطلاقة مباريات الأندية الأبطال من قارات العالم الست.
تصريحات فودين: تحديات وطموحات
فودين تحدّى نفسه بوضوح عندما روى لقناة فيفا شعوره قائلاً “أنا متحمس للغاية للمشاركة في هذه النسخة التي تضم أفضل الفرق على مستوى العالم”، وأكد أن “هذه البطولة ستكون بمثابة إعداد مثالي للموسم المقبل الذي نطمح فيه لإطلاق سلسلة من النتائج القوية مستفيدين من التجربة المفيدة أمام خصوم أبطال قارات أخرى”.
وأضاف “نرغب في أن نكون أول فريق يرفع الكأس في ظل الشكل الجديد للبطولة، وبناءً على الجودة الكبيرة التي نمتلكها في صفوفنا، فأنا واثق أن بإمكاننا الذهاب بعيداً والمنافسة على اللقب”.
خلفيات الموسم الصفري لفريق بيب جوارديولا
يُعد الموسم المنصرم مخيّباً لطموحات مانشستر سيتي بقيادة بيب جوارديولا، فقد خرج الفريق من الدور نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني، وودّع سباق الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أسابيع من نهايته بالرغم من صدارته معظم الفترات، كما لم يجرِ تحقيق لقب كأس الاتحاد الإنجليزي كأساً تعويضية.
وفي هذه الأجواء، بدا فودين شخصياً في عزلة تكتيكية مع بعض الفترات التي قصر فيها عن تسجيل الأهداف أو صناعة الفرص مقارنةً بكافة المواسم السابقة، إذ اكتفى بتسجيل 16 هدفاً فقط في مختلف المسابقات، وهو انخفاض ملحوظ مقارنةً بموسم 2023-2024 الذي سجّل خلاله 40 هدفاً وحصل على لقب أفضل لاعب في الدوري.
ولهذا، بدا مشدوداً إلى فكرة إثبات الذات سريعاً وتصحيح المسار على مستوى الألقاب الجماعية قبل بدء موسم 2025-2026.
أهمية كأس العالم للأندية للجماهير واللاعبين
يمثل كأس العالم للأندية بطاقة خاصة أمام الأندية الأوروبية الكبرى لإظهار قدراتها أمام أبطال القارات الأخرى مثل أبطال آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا.
وفي النسخة الحالية التي أُجريت تحديثات عليها منذ صيف 2025، ضُمت أربعة فرق جديدة ووزّع نظام البطولة على سبع مباريات تبدأ من ربع النهائي وحتى النهائي، مما يرفع من مستوى المنافسة ويزيد من أهمية التحضير البدني والتكتيكي لدى كل فريق.
وعليه، فقد ركز جوارديولا بشكل كبير على إصلاح الأخطاء الدفاعية والهجومية التي ظهرت في الموسم الفائت، مع طرح تشكيلة متنوعة تدمج بين لاعبي الخبرة مثل كيفين دي بروين وإديرسون والحارس الدولي فيرنانديس، وقوة الشباب فيل فودين وجواو كانسيلو وكايل والكر، مما يشير إلى أن التشكيلة باتت جاهزة للظهور أمام فرق تحمل ألقاباً قارية كبرى.
الخصم الأول الوداد المغربي وتفاصيل المواجهة
تُعتبر مباراة الوداد المغربي في 18 يونيو أولى الخطوات الرسمية للسيتي في المونديال، حيث تأهل الوداد إلى الدور ربع النهائي كونه بطل دوري أبطال إفريقيا، واستعد بشكل جيد طوال الموسم الأخير على الصعيد المحلي والقاري.
وقد حرص المدرب ماركو مارين على تدعيم صفوف الوداد بعناصر جديدة في وسط الملعب وقوة هجومية كانت بارزة في ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، ما يزيد من جاهزية الفريق لمواجهة عملاق الدوري الإنجليزي.
في المقابل، سيعتمد جوارديولا على قوة التحركات بين الخطوط وحضور فيل فودين في المساحات الفارغة خلف مدافعي الوداد، مستغلاً سرعته العالية ورشاقته في الاختراق في الأمتار الأخيرة.
مجموعة السيتي في دور المجموعات والتوقعات
في حال نجح مانشستر سيتي في تخطي عقبة الوداد المغربية، سينتقل تلقائياً لدور المجموعات الذي يضم العين الإماراتي ويوفنتوس الإيطالي.
وسيخوض السيتي لقاءه الثاني ضد العين التي تأهلت كبطل دوري أبطال آسيا، ويمتاز فريق العين بتنظيم فني جيد ووجود عناصر صاعدة من كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، وأظهر قدرة على الصمود أمام كبار القارة الآسيوية.
وبعد ذلك سيواجه يوفنتوس حامل اللقب في الدوري الإيطالي والذي أقصى قطبي ميلانو طوال الموسم وكان له حضور واضح في دوري الأبطال، ويملك نجوماً في الخط الأمامي مثل فيديريكو كييزا وفابيو ماكيرينيو، ما يزيد من صعوبة التحدي ويجعل الاستعدادات التكتيكية لجوارديولا أكثر حذراً.
دور فودين التكتيكي وحاجته للرد
يحتاج فيل فودين لرد الاعتبار بسرعة بعد موسمه المتراجع نسبياً، وأن يظهر بحسه التهديفي العالي أمام خصوم أكبر من الدوري الإنجليزي الممتاز، خاصة أنه يمتلك القدرة على اللعب كمهاجم ثانٍ خلف المهاجم الصريح أو على الأطراف لإحداث خلخلة دفاعية.
ويعول عليه جوارديولا أن يُسهم في قيادة الهجمات المنظمة وصناعة كرات ذهبية لزملائه مثل إرلينغ هالاند وكيفين دي بروين، بالإضافة إلى تحسين نسبة التهديف من خارج منطقة الجزاء التي غابت عنه هذا الموسم.
وإذا نجح فودين في استعادة مستواه، فإنه سيرفع فرص مانشستر سيتي في التأهل إلى الدور نصف النهائي ومن ثَمّ النهائي، وحتى الفوز برقم قياسي كأول فريق يرفع كأس العالم للأندية بالنسخة الجديدة.
خلاصة التحضيرات ورسالة إلى الخصوم
مع اقتراب انطلاق كأس العالم للأندية، ينتظر عشاق الكرة حول العالم مشاهدة مستوى السيتي والرد على تساؤلات ما إذا كان الفريق قادرًا على مصالحة جماهيره بأداء مبهر وأرقام مميزة، أم سيُظهر نفس العيوب التي أودت به إلى موسم صفري العام الماضي.
وقد حرص فيل فودين على توجيه رسالة واضحة عبر مشاركته الأخيرة مع الإعلام بقوله “نسعى للفوز بالبطولة أولاً، وثانياً لخوض تجربة غير مسبوقة ومواجهة أفضل اللاعبين على كوكب الأرض ونثبت أننا لا نزال في الطليعة”.
وبذلك، يرسل السيتي تحذيراً عملياً لكل منافٍ يقول إنه ليس في قيمة المنافسة القارية والعالمية، ويؤكد أن النادي حزين لفقدان لقب الموسم الماضي ولكنه أكثر تصميمًا على التربع على عرش العالم في كرة القدم من خلال كأس العالم للأندية 2025.
