استعاد فريق الهلال السعودي هيبته القارية بظهور استثنائي، إذ اكتسح ضيفه غوانغجو الجنوب كوري بسبعة أهداف دون رد، مساء الجمعة، على ملعب الإنماء في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، ليتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة في موسم 2024–2025. وسيواجه الهلال في الدور المقبل الفائز من لقاء الأهلي السعودي وبوريرام يونايتد التايلاندي، المقرّر إقامته غدًا السبت.
انطلاقة مبكرة وانسيابية في الأداء
اعتمد البرتغالي جورجي جيسوس مدرب الهلال تشكيلته الأساسية على النحو التالي:
- في حراسة المرمى: ياسين بونو
- الرباعي الدفاعي: رينان لودي، حسان تمبكتي، خاليدو كوليبالي، جواو كانسيلو
- ثنائي المحور: روبن نيفيز وسيرجي سافيتش
- الخط الأمامي: مالكوم، ماركوس ليوناردو، ألكسندر ميتروفيتش، مع توليفة من سالم الدوسري ومصطفى فتحي على الأطراف
لم تمضِ سوى ست دقائق حتى ترجمت الجبهة اليمنى تفوقها المستمر إلى هدفٍ أولٍ سجّله صانع الألعاب الصربي سيرجي سافيتش، حين راوغ دفاع غوانغجو قبل أن يرتقي لكرة عرضية من سالم الدوسري ويضعها برأسه في شباك الحارس الجنوب كوري. ودخل الهلال أجواء المباراة بقوةٍ كبيرة، مع ضغطٍ متقدمٍ ومحاولاتٍ متتاليةٍ عبر الأطراف والانطلاقات الفردية التي ميزت الجناحين.
إنقاذ مبكر وبداية للأهداف
في الدقيقة التاسعة، تألق ياسين بونو بتصديه لانفرادٍ تامٍ للاعب غوانغجو، محافظًا على نظافة شباكه ومواصلاً تنفيس الضغط عن خط دفاعه. وفي الدقيقة 25، هزّ البرازيلي ماركوس ليوناردو الشباك بتسديدةٍ متقنةٍ من داخل المنطقة إثر مراوغةٍ تاليةٍ لتمريرٍ عرضيٍّ متقنٍ من مالكوم، مُوسّعًا الفارق إلى الهدف الثاني.
سالم الدوسري يشعل المدرجات

وعند الدقيقة 33، أضاف سالم الدوسري هدفًا ثالثًا رائعًا، بعد اختراقٍ من الجهة اليمنى وتسديدةٍ صاروخيةٍ مستغلًّا ارتباك دفاع غوانغجو. وبهذا التفوق الكاسح، أنهى الهلال الشوط الأول بثلاثيةٍ نظيفةٍ وسط أجواءٍ احتفالية في مدرجات «الإنماء»، التي امتلأت بأكثر من 40 ألف متفرّجٍ جاؤوا لدعم «الزعيم» في معركته القارية.
ثلاثية ثانية وثقة متجددة
شهد الشوط الثاني أداءً هجوميًا متواصلًا، سجل خلاله ألكسندر ميتروفيتش الهدف الرابع (55) إثر تسلّمٍ رائعٍ لعرضيةٍ من سيرجي سافيتش، قبل أن يضيع مالكوم فرصة ثمينة لخماسيةٍ سريعةٍ بتسديدةٍ من داخل المنطقة اصطدمت بالعارضة (68). لكن الصبر الهلالي أوصل تنفيذ التبديلات التكتيكية لنتيجته المرجوة، حين قاد مالكوم هجمةً منظمةً مع المهاجم الصربي ميتروفيتش، فمرر الكرة إلى الأخير ثم عاد ليتلقّى تمريرةً حاسمةً ويضعها بيمين الكرة الخامسة (79).
ختام بالأسماء البديلة
وأكمل الهلال مهرجانه التهديفي بشراكةٍ بين البديلين ناصر الدوسري وعبدالله الحمدان، إذ سجّل الأول الهدف السادس من تمريرةٍ عرضيةٍ، ثم اختتم الحمدان السباعية بتسديدةٍ أرضيةٍ في الدقيقة 88. وبذلك، وصلت عددية الأهداف إلى سبعةٍ نظيفةٍ أمام بطل كوريا الجنوبي، معلنًا تأهلًا ساحقًا إلى المربع الذهبي.
خلف الكواليس: ماذا قال جيسوس؟

أعرب المدرب جيسوس عن سعادته بـ«روح لاعبيه القتالية، وقدرتهم على تنفيذ التعليمات بدقة»، مشيرًا إلى أهمية الاستفادة من انفتاح المساحات أمام دفاع غوانغجو. وأضاف: «كنا ندرك ضرورة تسجيل أهدافٍ مبكرةٍ لكسر رتم المباراة، ومن ثمَّ العمل على توسيع الفارق من دون تعريض الشباك للخطر».
آفاق المواجهة المقبلة
يتطلع الهلال الآن لاستقبال الفائز من لقاء الأهلي وبوريرام يوم غدٍ، سعياً لتحقيق نهائيٍ آسيويٍّ ثانٍ على التوالي بعد الوصول إلى النهائي الموسم الماضي. وتتجه الأنظار إلى جاهزية عناصر الوسط المبدعة كالجرّ الناري لسيرجي سافيتش ورؤية روبن نيفيز، فضلاً عن خبرة المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش في حسم المباريات الكبيرة.
انعكاسات صحفية وجماهيرية
احتفت صحف الهلال والجماهير الإلكترونية بهذا الإنجاز القياسي، معتبرة الهدف الأول لسافيتش بمثابة «شرارةٌ أشعلت اللهب»، بينما أشاد الإعلام بتحضير جيسوس المسبق وجرأته في الدفع ببدلاءٍ منحوا الأداء مزيدًا من الحيوية. ورأى محلّلون أن «الهلال عاد بمستوىٍ مختلفٍ إلى البطولات القارية، بعد تجانسٍ تكتيكيٍ وبدنيٍ ملحوظٍ في الشوط الثاني».
مع حسم بطاقة نصف النهائي بهذه النتيجة القياسية، ينتظر الهلال تحديًا جديدًا في الأقوى قاريًا لمواصلة البحث عن اللقب الساعي إليه منذ سنوات، بينما تشهد الساحة الآسيوية حدثًا بارزًا بموعدٍ قاريٍّ لا يجب أن يفوّت عشاق كرة القدم في المنطقة الاطلاع عليه.