بعد انتقاله المنتظر إلى النادي الأحمر المغربي
عاد النجم الدولي نور الدين أمرابط للحديث عن ذكريات أيامه في صفوف نادي النصر السعودي وردّ على بعض التكهنات المتعلقة بصفقات الموسم الصيفي المقبل. وبدت مشاركة أمرابط في حديثه مع وسائل الإعلام الأخيرة حاسمة عندما وصف المفاوضات الجارية بين النصر واللاعب الهولندي دافيد هانسكو بـ"باهظة الثمن" ما أثار الجدل مجدداً بين جماهير "العالمي" حول حجم الإنفاق على الصفقات الدفاعية وأهمية التوازن بين الجودة والسعر.
خبر انتقال أمرابط إلى الوداد المغربي جاء بعد مسيرة حافلة في الملاعب السعودية
حيث قضى ثلاثة مواسم مع النصر بين عامي 2018 و2021. وخلال تلك الفترة خاض صاحب الـ38 عاماً 101 مباراة رسمية بقميص النصر في مختلف المسابقات المحلية والقارية، سجّل فيها 17 هدفاً وقدّم 27 تمريرة حاسمة لزملائه. وقد نال أوامرباط إعجاب جماهير "العالمي" والعالمي والنقد في آن معاً لأدائه القوي وروحه القتالية في الملعب، لكن الوقت حان للعودة إلى بلده الأم والانضمام إلى صفوف الوداد الرياضي الذي خرج من موسمه الأخير وهو يسعى لتعزيز خطوطه.
بالنسبة لمتابعي أخبار الانتقالات في الدوري السعودي

يبقى اسم دافيد هانسكو من أبرز المرشحين للانضمام إلى صفوف النصر، حيث يعد واحداً من أفضل المدافعين في الدوري الهولندي مع نادي فينورد. ولد هانسكو في عام 1998 ويجيد اللعب في مركزي قلب الدفاع والظهير الأيسر، ما يجعله خياراً نوعياً إذا ما قرر النصر تعزيز الجبهة الخلفية ودعم الخط الدفاعي بعد موسم مليء بالتحديات. منذ انتقال هانسكو إلى فينورد في صيف 2022، خاض 140 مباراة رسمية في مختلف المسابقات، سجّل خلالها 15 هدفاً وصنع 12 تمريرة حاسمة. وتوج المدافع الهولندي بلقب الدوري الهولندي وكأس السوبر وكأس هولندا مع فريقه، ما يعكس قدراته الفنية والقيادية على أرضية الملعب.
جاء حديث أمرابط عن سعر دافيد هانسكو بعد تغريدة نشرها أحد المشجعين النصراويين عبر منصة “إكس”
زعم فيها أن أمور التعاقد مع هانسكو تمت بتوصية من "عاشق النصر" نور الدين أمرابط. وهو ما دفع اللاعب المغربي للرد سريعاً بقوله إن "صفقة هانسكو باهظة الثمن بالنسبة للنصر" وأن قيمة اللاعب تتجاوز كثيراً الميزانية المتاحة لاكتساب مدافع مميز. ولم يشر أمرابط في تصريحه إلى أي تفاصيل أخرى حول المتحدث الأصلي أو سياق الصفقة، لكنه أراد توضيح أن قراره لم يكن مبنياً على توصية بسيطة، بل ينبع من رؤية شخصية لنوعية اللاعبين المناسبين للمنافسة في الدوري السعودي.
إذا نظرنا إلى موقف نجم الريال السابق من زاوية فنية
فإن تحذيره يأتي في سياق نقد للأندية التي تميل إلى دفع مبالغ خيالية دون دراسة التوازن بين تكلفة التعاقد وقيمة الإضافة التي يوفرها اللاعب. فقد شهدت السنوات الماضية في الدوري السعودي تنافساً كبيراً على ضم أسماء من الدوري الأوروبي، بعضهم حقق نجاحات لافتة، وآخرون لم يقدموا المستوى المأمول بسبب اختلاف الأسلوب وكثرة الإصابات أو التكلفة المالية الباهظة في عقودهم. ولذلك يرى أمرابط أن النصر مطالب بإعادة تقييم الأولويات والتركيز على بناء فريق متكامل يعاني أقل من ضغط الرواتب الكبيرة من دون مردود فني يوازي هذا الإنفاق.
من جهة أخرى، يمثل فصل الصيف في سوق انتقالات كرة القدم فرصة ذهبية لأندية الدوري السعودي
لاستقطاب لاعبين قادرين على رفع مستوى المنافسة في الموسم الجديد. ومن المتوقع أن يدرس النصر خيارات عدة بخلاف هانسكو. فقد ظهرت أسماء محلية وخارجية أخرى على رادار "العالمي"، تشتمل على لاعبين متمرسين في الدوري الأوروبي والأفريقي بجانب بعض المواهب الصاعدة التي يمكن تجربتها بأسعار أقل. الأمثلة كثيرة، منها لاعبي الدوري البرتغالي والدوري الفرنسي الذين يمكن أن يشكلوا إضافة حقيقية دون أن تتجاوز رواتبهم وإيجاراتهم سقفاً معقولاً بالنسبة لميزانية النادي.
أمرابط، الذي خاض تجربة اللعب في الدوريات الأوروبية بدايةً مع أندية لأوكير ولانس وستوك سيتي
قبل أن يحط رحاله في السعودية، يدرك جيداً تحديات موازنة الرواتب وحركة الميركاتو الصيفي. ومن خلال قوله إن قيمة "هانسكو باهظة"، أطلق رسالة ضمنية مفادها أن الاستثمار في اللاعبين لا يقتصر على شرائهم وحسب، بل تمويل عقودهم وضمان تكيفهم مع أجواء الدوري السعودي هو الجزء الأهم. فالأندية الكبرى في أوروبا غالباً ما تتفادى تكرار أخطاء دفع مبالغ طائلة للتعاقد مع أسماء لا تناسب فلسفتها الفنية أو مراكبها المالية.
كما أن تجربة أمرابط في الملاعب السعودية علمته أن الصفقات الناجحة هي التي تتسم بالتوازن بين تكلفة انتقال اللاعب وأسلوبه التكتيكي

وإمكانية استمراره في تقديم الإضافة على المدى البعيد. فهو شاهد بنفسه كيف أن تأثيره مع النصر تلاشى تدريجياً بعد رحيله إلى الدحيل القطري قبل أن يعود إلى المغرب. ولذلك يخشى نجمنا المغربي المقيم في الدار البيضاء أن يكون مصير النصر مشابهاً إذا ما استثمر أمواله بشكل غير مدروس في صفقات دفاعية باهظة دون التأكد من الملاءمة الفنية والتكتيكية.
من جانبهم، تبدو إدارة النصر في مأزق واضح
بين سعيها لتعزيز الخط الخلفي بمدافع متمرس قادر على قيادة الحرس الثالث وتوظيف قدراته الهجومية من الجهة اليسرى وبين الحرص على عدم الانزلاق إلى ما وصفه أمرابط بـ"صفقات باهظة الثمن". ويعكس ذلك أهمية تضافر جهود المدرب الجديد للفريق والطاقم الفني لدراسة أسماء مثل هانسكو ومقارنتها بخيارات أخرى في البرتغال وهولندا وإسبانيا. ولعل أبرز ما سيحدد المصير النهائي للتعاقدات هو توقيت الإعلان عن الموارد المالية المتاحة وضرورة بناء فريق قادر على المنافسة على لقب الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا.
ختاماً، ترك تعليق نور الدين أمرابط بصمته على ملف صفقات الصيف في النصر
ويعكس رؤية فنية نقدية تستحق النظر والأخذ بعين الاعتبار. فلا يكتفي المسؤولون في "العالمي" اليوم بالحصول على موافقات أولية من الأندية الأوروبية فحسب، بل باتوا مطالبين بإعادة النظر في المعايير التي تُبنى على أساسها قوائم الانتقالات. وإذا ما استطاع النصر أن يوفق بين ما يريده أمرابط وما تسعى إليه الإدارة، فقد يُغلق ملف هانسكو ويبحث عن توقيع أقل كلفة ويقدم مستوى فني يُرضي جماهيره العاشقة للفريق.