طريق الإنجاز: من رينجرز إلى اليونايتد
نجح "الليسكاز" في تخطي عقبة رينجرز الإسكتلندي في ربع النهائي بفوز نظيف ذهابًا وإيابًا (2-0 في المجموع)، مستفيدًا من تنظيم رائع في الدفاع وسرعات المرتدات التي أوصلت الفريق إلى مرمى الخصم أكثر من مرة. وفي المقابل، وصل مانشستر يونايتد إلى المربع الذهبي بعد معركة درامية أمام أولمبيك ليون، انتهت بتفوقه بنتيجة إجمالية (7-6)، حيث أظهر ريد ديفيلز قدرة على تسجيل الأهداف في اللحظات الحاسمة وإنقاذ المواقف تحت الضغط.
انطلاق الحلم في سان ماميس
عقب انتهاء تدريبات الفريق، عقد نيكو ويليامز مؤتمرًا صحفيًا أبدى فيه تفاؤله الكامل بفرص بيلباو، وقال:
"حلمي الآن هو رفع كأس الدوري الأوروبي في سان ماميس. نحن على بعد ثلاث مباريات فقط من تلك اللحظة التي سيشاهدها التاريخ".
وأضاف الجناح الشاب البالغ من العمر 21 عامًا:
"لقد بنينا هذا المشوار خطوةً خطوة. واجهنا رينجرز بقوة وتركيز، وعلينا أن نستغل دعم الجماهير غدًا لنؤكد جدارتنا".
ويليامز أوضح أنَّ تركيزه لا يتجاوز مباراتي الذهاب والإياب في المربع الذهبي، قائلًا:
"لا أريد النظر إلى ما هو أبعد من الآن. درسنا يونايتد جيدًا وسنلعب بهدوء وتركيز منذ الدقيقة الأولى، لأن عامل الحضور الجماهيري يمكنه أن يصنع الفارق".
السلاح الجماهيري وتأثير المدرجات

يُعتبر ملعب سان ماميس أحد أقوى الحصون في أوروبا من حيث الأصوات والأجواء الحماسية، إذ لا يتوقف التصفيق والتشجيع طوال دقائق المباريات الكبرى. ويُتوقع أن يملأ أكثر من 40 ألف متفرج المدرجات غدًا، وهو ما وصفه ويليامز بأنه "وقود إضافي" للفريق:
"الجمهور في أولد ترافورد سيشعرون بالقوة التي نمتلكها هنا، وعندما يدعموننا من البداية، ستكون لنا أفضلية كبيرة".
بورتوا ومارتينيز أسسا لخط وسط متوازن
إلى جانب ويليامز، يقود خورخي بورتوا خط وسط بيلباو بمزيج من الخبرة واللياقة، مسلطًا الضوء على قدرة الفريق على الانتقال بين الدفاع والهجوم بسلاسة. وأشار المدرب إرينستو فالفيردي إلى أهمية استغلال سرعة ويليامز في الأجنحة، وربطها بتمريرات ماتشيس مينديز وجوردي ألبا، ليُحدث توليفة هجومية قادرة على اختراق دفاعات مانشستر يونايتد التي عانت من تراجع كبير في الإيقاع مؤخرًا.
تكتيك فالكيردي: الضغط العالي ومراقبة فاران وون بيساكا
يركز فالفيردي في التحضيرات على تطبيق ضغط متوسط في مناطق وسط الملعب، مع تصعيب تمريرات المدافعَين رافاييل فاران وآرون وان بيساكا. وستقود هذه الخطة لتقييد الحرية التي يعتمد عليها يونايتد في بناء اللعب من الخلف. وتوقع ويليامز نفسه أن يُعتمد عليه كثيرًا في مهمات العودة الدفاعية، إلى جانب مشاركته المعتادة في التحول للهجوم المستمر.
إدارة العبء البدني والإعداد النفسي

بعد مشوار طويل منذ يناير الماضي في الدوري الأوروبي، تولى الطاقم الطبي والإداري وضع خطة دقيقة لإراحة اللاعبين بين المباريات. وشرح ويليامز أنه "يحصل على جلسات علاج واستشفاء في صباح اليوم التالي لكل مباراة"، مشيرًا إلى أن الإدارة تخصص "برامج غذائية ونوم منتظم لضمان الجاهزية الذهنية والبدنية".
ردود فعل وسائل الإعلام
صحيفة "موندو ديبورتيفو" أشادت بـ"القوة النفسية" التي أظهرها اللاعبون، معتبرةً أن قدرة ويليامز على الحديث بثقة تعكس روح الفريق. وفي المقابل، حذر موقع "ماركا" من التراجع المبكر قائلًا: "على بيلباو تجنب بطء التحرك في الدقائق الأولى، فلا يمكن الاعتماد فقط على الأجواء الحماسية".
سيناريوهات اللقاء وخارطة الطريق للنهائي
تحقيق نتيجة إيجابية:
الفوز أو التعادل السلبي يضمن لبيلباو تأهُّلًا مريحًا إلى ملعب أولد ترافورد، حيث قد تحسم القرارات التكتيكية الدقيقة اللقاء.
الحفاظ على نظافة الشباك:
سيكون ذلك عاملًا نفسيًا كبيرًا أمام جمهور اليونايتد الذي لم ير فريقه يحقق شباكًا نظيفة في آخر ثلاث مباريات قارية.
استثمار المرتدات:
سرعة ويليامز وبورتوا أمام خط دفاع مانشستر مفتوح على الأطراف، قد تسفر عن هدفٍ قاتل يحسم نتيجة المجموع.
ختامًا
يختزل تصريح نيكو ويليامز طموح الموسم بأكمله في عبارة واحدة: "رفع الكأس على أرضنا". وفي حال نجح أتلتيك بيلباو في اجتياز عقبة مانشستر يونايتد، سيصبح على بعد خطوة واحدة من كتابة فصلٍ جديدٍ في تاريخه الرياضي، حين يحتضن سان ماميس النهائي الأوروبي ويحتفل مع جماهيره بإنجازٍ طالما انتظرته الأنصار.