في مسيرته المليئة بالإنجازات الرياضية والجدل الإعلامي، لا يُعرف نيمار دا سيلفا، نجم نادي الهلال السعودي، فقط بسبب مهاراته الكروية الفائقة، بل أيضًا لوجهه الآخر المميز، وهو نشاطه الخيري الذي يعد بمثابة حجر الزاوية في حياته بعيدًا عن المستطيل الأخضر. فاليوم، ومع مرور عشر سنوات على تأسيس “معهد نيمار” الذي يحمل اسمه، يصبح من الواضح أن هذا اللاعب البرازيلي ليس فقط نجمًا في كرة القدم، بل أيضًا نجمًا في مجال العمل الخيري الذي يهدف إلى تحسين حياة العديد من الأسر في بلاده.
تأسيس معهد نيمار
تأسس معهد نيمار في عام 2013، وهو يسعى إلى تقديم الدعم المجتمعي للعائلات البرازيلية الفقيرة، بالإضافة إلى تركيزه على توفير الفرص للأطفال والشباب من خلال التعليم، الرياضة، والتطوير الاجتماعي. كان الهدف الرئيسي من تأسيس المعهد، الذي يقع في مدينة سانتوس مسقط رأس نيمار، هو تقديم الدعم العاطفي والاقتصادي للأسر ذات الدخل المحدود وتحسين ظروفهم المعيشية من خلال مشاريع مبتكرة تسهم في التغيير الإيجابي.
الذكرى العاشرة للمعهد
في هذه الذكرى العاشرة لتأسيس المعهد، تم إطلاق فيلم وثائقي جديد يكشف النقاب عن العديد من القصص الإنسانية المؤثرة التي مر بها المعهد على مدار هذه السنوات. الفيلم، الذي عرض اليوم عبر قناة المعهد على “يوتيوب”، يسلط الضوء على تجارب حقيقية لأفراد وعائلات تأثرت بشكل عميق بمبادرات نيمار الخيرية. من خلال هذه القصص، يظهر التأثير الكبير الذي أحدثه المعهد في تغيير حياة الكثير من العائلات التي واجهت صعوبات اقتصادية واجتماعية، حيث يروي العديد من الأشخاص كيف ساهم المعهد في منحهم الفرص التي كانت في متناولهم سابقًا.
تجارب المعهد
وفقًا لما ذكره معهد نيمار عبر حسابه على “إنستجرام”، يقدّم الوثائقي “قصصًا حقيقية عن التحول والتغلب على التحديات التي مرّ بها أفراد المعهد”، مع التركيز على التأثير العميق الذي أحدثه المعهد في حياة العديد من العائلات البرازيلية على مر السنين. وأوضح المعهد أن هذا الوثائقي يحتوي على شهادات حية من الأشخاص الذين استفادوا بشكل مباشر من خدمات المعهد، مما يجعل هذا العمل أداة قوية للتأثير والتوعية حول أهمية العمل الخيري في مجتمعاتنا.
أهمية دور نيمار الخيري
رغم الجدل الذي يحيط بنيمار في كل مرحلة من مراحل انتقالاته الرياضية، إلا أن هذا الوجه الخيري له يحظى باحترام كبير ويُعتبر مثالًا يُحتذى به في عالم الرياضة. هو ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو شخص يؤمن بقوة في ضرورة رد الجميل للمجتمع الذي نشأ فيه، وقد نجح في تحويل شهرته وثروته إلى فرص تغير حياة العديد من الأسر البرازيلية. من خلال معهد نيمار، يسعى النجم البرازيلي إلى بناء قاعدة قوية للتأثير الاجتماعي، ويستمر في رسم الابتسامة على وجوه الكثيرين في بلاده.
نيمار بين الحياة الرياضية والعمل الخيري
وفي وقتٍ يتواجد فيه نيمار حاليًا في البرازيل للاستمتاع بفترة راحة سلبية خلال توقف دوري روشن السعودي، يشارك النجم الهلالي أيضًا في تحضيرات المنتخب البرازيلي استعدادًا للمشاركة في كأس الخليج العربي “خليجي 26” في الكويت في ديسمبر 2024، مما يعكس التوازن الذي يحاول الحفاظ عليه بين حياته الرياضية والعمل الخيري.
معهد نيمار كمنصة للتغيير
لا شك أن معهد نيمار قد أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأسر في البرازيل، حيث يساهم في فتح آفاق جديدة لهم عبر مختلف برامج الدعم. وبمرور الوقت، يتضح أن هذا المشروع هو أكثر من مجرد معهد؛ بل هو منصة حقيقية لخلق التغيير، وتوفير الأمل للعديد من الأشخاص الذين كانوا في حاجة ماسة إلى الدعم والإلهام.
الرياضيون ودورهم في المجتمع
من خلال هذا الفيلم الوثائقي، يعيد نيمار التأكيد على أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الرياضيون في تحسين حياة المجتمعات التي ينتمون إليها، وعلى أن العطاء والمساهمة في تحسين ظروف الآخرين يمكن أن يكون له تأثير أكبر من أي إنجاز رياضي.