يشهد النادي الكتالوني تحولاً ملحوظاً في توجهاته خلال فترة الانتقالات الصيفية التي ستشهد إعداداً للموسم 2025-2026، بعد ما حققه من إنجازات في المواسم الحالية جعلت من الممكن المنافسة على الثلاثية بالمنافسة على لقب الدوري، والكأس، ودوري أبطال أوروبا. في ظل هذه الإنجازات الواعدة، قررت إدارة الفريق إعادة النظر في خططها المتعلقة بتحركات الميركاتو، مما أدى إلى تغيير جذري في أولويات التعاقدات المعلنة سابقاً.
تغيير أولويات التعاقدات
كانت الأولوية في المواسم الماضية تسلط الضوء على إمكانية الاستغناء عن بعض الصفقات التي كانت تُستهدف من قبل النادي الكتالوني، حيث ظهرت تقارير تفيد بأن فكرة السماح لمدرب الفريق بإجراء صفقة انتقالية لإينيجو مارتينيز قد تم التخلي عنها، وذلك بعد تجديد عقد اللاعب لموسم إضافي، مما يدل على ثقة النادي في استمرارية الأداء الذي يقدمه اللاعب ضمن التشكيلة الأساسية. وفي هذا السياق، تركزت الخطط السابقة على ضم مهاجم ليحل محل روبرت ليفاندوفسكي، إذ كان يُعتقد أن النتيجة الحاسمة تكمن في إضافة عنصر هجومي قادر على تسجيل المزيد من الأهداف في المباريات الحاسمة.
الاعتماد على الثنائي توريس وأولمو

على النقيض من ذلك، فإن الإدارة الفنية باتت ترى أن الاعتماد على الثنائي المتمثل في فيران توريس وداني أولمو يشكل خياراً استراتيجياً أكثر تكاملاً، إذ إن هذين اللاعبين استطاعا إثبات جدارتهما في اتخاذ الأدوار الهجومية وتوفير الفرص لنمو الفريق دون الحاجة لضم مهاجم إضافي برقم 9. وتأتي هذه القرارات وسط محادثات مكثفة حول توجهات جديدة من شأنها تعزيز التوازن بين الخطوط الهجومية والدفاعية وتوفير العمق الكافي للاعبين في مختلف المراكز.
إلغاء صفقة ويليامز
تجدر الإشارة إلى أن صفقة التعاقد مع المهاجم الذي كان من أولويات الانتقالات خلال الصيف الماضي، والذي كان يُشار إليه باسم نيكو ويليامز، باتت الآن فكرة منقرضة لدى الإدارة. فقد تم إلغاء الاهتمام المعلن سابقاً بالاستحواذ على اللاعب، حيث يرى المسؤولون في النادي أن الوقت قد حان لاستبدال هذه الخطوة بنموذج آخر يركز على استقطاب لاعب من جناح أحد الأندية البارزة في الدوري الإسباني، وتحديداً من صفوف أتليتيك بيلباو. ورغم تواجد شرط جزائي ضخم قدره 60 مليون يورو في عقد اللاعب، يؤكد المسؤولون أن قيمته السوقية لا تبرر إنفاق مثل هذا المبلغ في ظل خيارات أخرى أقل تكلفة تحمل إمكانيات فنية عالية.
إعادة هيكلة خط الوسط والدفاع

ومن الجدير بالذكر أن خطة النادي لا تقتصر فقط على مسألة مهاجم بل تمتد إلى إعادة هيكلة أجزاء من خط الوسط والخط الدفاعي، حيث تم تداول إمكانية التعاقد مع لاعب وسط يمكنه أن يلعب دوراً قيادياً في تنظيم اللعب، إلى جانب خيار تغطية مركز الظهير الأيمن. وفي إطار هذه الخطوة، رصدت التقارير الإعلامية أن إدارة النادي تنظر في تعيين لاعب يتميز بقدرات دفاعية عالية، وقد تكون تلك الإمكانيات مستقبلية تمكن الفريق من تعزيز ظهاره الخلفي؛ وقد يكون الخيار في البداية عبارة عن ظهير أيمن قادر على تقديم الدعم الهجومي عند الحاجة، أو ربما لاعباً مركزياً في الدفاع إذا ما دعت الظروف وتطورت المفاوضات بطريقة إيجابية.
المرونة والتنوع في التشكيلة
تأتي هذه التغييرات في ظل رؤية إدارة برشلونة لإعداد فريق يتمتع بالمرونة والتنوع في المراكز، بحيث يمكن استغلال كافة اللاعبين بحسب الخطة التكتيكية التي يراها الجهاز الفني مناسبة للمباريات الحاسمة في مختلف المسابقات الأوروبية والمحلية. حيث يسعى النادي إلى تحقيق استقرار داخلي يُعد من الأسس الرئيسية للعودة إلى صدارة البطولات، إضافة إلى المحافظة على الطموحات التي وضعها المدرب والفريق منذ بداية الموسم. ويُعتبر تراجع فكرة ضم المهاجم من ضمن الاستراتيجية الحالية خطوة مدروسة للتغلب على التحديات المالية وضمان توزيع الأدوار بفعالية داخل الملعب.
المراجعة الشاملة للاستراتيجية
أمام هذه التطورات، يُستدعى من النادي الكتالوني مراجعة شاملة لاستراتيجية الانتقالات التي أخذت شكلها من خلال تحديد أولويات دقيقة تضمن بقاء اللاعبين المميزين ضمن التشكيلة، إلى جانب استقطاب المواهب الجديدة التي يمكن أن تعزز من أداء الفريق في مختلف المواجهات. وتوضح المصادر أن هذه الخطة جزء من نهج متكامل يهدف إلى الحفاظ على التوازن بين الطموح الرياضي وإدارة الميزانية بشكل حكيم، وذلك في ظل المنافسة الشديدة في سوق الانتقالات الأوروبية الذي يشهد ثورة في قيمة العقود والتحركات المالية.
المنافسة دون إنفاق مبالغ طائلة
في ظل هذه السياسات الجديدة، يسعى النادي إلى أن يتمكن من المنافسة على البطولات الكبرى دون الحاجة لإنفاق مبالغ طائلة على صفقات لا تضمن التوازن الفني المطلوب. وأكد المسؤولون أن الأهداف المسطرة للموسم المقبل تتطلب بناء تشكيلة متماسكة قادر على فرض سيطرته على المنافسات، سواء في الدوري أو في المسابقات القارية، وهو ما يستدعي تبني استراتيجية تعاقدات مدروسة تركز على الجودة والعمق داخل الفريق.
الرؤية المستقبلية للنادي
من خلال هذه الرؤية المستقبلية، يتضح أن برشلونة يتبنى نهجاً تحديثياً لا يتوقف عند فقط متابعة الترندات الشائعة في سوق الانتقالات، بل يسعى إلى تأسيس قاعدة قوية تُحقق استقراراً طويل الأمد وتواكب التطورات الحديثة في كرة القدم العالمية. وبينما يبقى النادي في صدد ضبط استراتيجياته المالية والفنية، يتطلع المشجعون والمهتمون إلى رؤية نتائج هذا التوجه في المسابقات المقبلة، حيث سيكون التحدي الأكبر هو حفظ تماسك الفريق وتقديم أداء مميز يعكس عراقة النادي وطموحه المستمر في تحقيق الألقاب.