نور يرسم صورة رونالدو “العاجز”
على الرغم من المكانة العالمية التي يحظى بها النجم البرتغالي، اعتبر محمد نور أن رونالدو يحتاج إلى دعمٍ بدني أقوى في وسط الميدان، حتى يتمكّن من اللمحات السحرية التي عهدها منه الجمهور في الملاعب الأوروبية. وقال نور بحِدّةٍ لافتة:
“رونالدو لم يعد ذلك اللاعب الذي يركض ويجري دون توقف؛ إنما يحتاج اليوم إلى ‘عمال’ يركضون خلفه، يهيئون له المساحات ويصنعون خطوط العرض. مثلما فعل روبن نيفيش وسيرجي سافيتش في الهلال، اللذان كانا يعملان بلا كلل ليضمنوا لرودريغو فضاءاتٍ أفضل داخل منطقة الجزاء.”
“عمالٌ” رونالدو… بين الوصف والاستغراب
لم يكتفِ نور بوصف رونالدو بأنه “يتطلّع إلى عمالٍ”، بل لفت النظر إلى أهميتهم في علاقة الانسجام داخل الملعب:
1. روتين المدافعين
يرى نور أن تراجع رونالدو عن متابعة تحركات المدافعين وأدنى درجات الضغط العالي يلقي عبئًا أكبر على زملائه.
2. حاجة المسؤوليات
من وجهة نظره، إذا لم يتحلّ برغبةٍ عاليةٍ للركض والانخراط في واجبات الذهاب والإياب، يصبح “حبيسًا” داخل الـ18، ولا يستطيع صناعة الفارق.
3. مثال الهلال
استشهد بثنائي الهلال وسط الملعب عام 2023، وبيّن أن سرعة نيفيش وسافيتش قدّاما دعمًا هائلًا للهجوم البارد، ما خفّف الأعباء عن فهد المفرج والفرنسي سيباستيان هالر.
سخرية “أنا أسرع من أوتافيو”
ولم ينجُ لاعب الوسط أوتافيو مونتيرو من غضبة نور الساخرة، إذ أكّد المخضرم الذي أنهى مسيرته قبل عشر سنين:
“أنا اعتزلت كرة القدم منذ 2015، ومع ذلك أضمن لكم أنني أسرع من أوتافيو. سرعة الماكينة النصراوية انخفضت، وهو ما يفسّر افتقاده إلى المجهود اللازم في التغطيات الدفاعية والارتداد الهجومي”.
كيف أثّرت تصريحات نور على الرأي العام؟
- أنصار الاتحاد: وجدوا في سخرية نور مادةً دسمةً لتجديد الثقة بفريقهم، وإثارة حماسةٍ قبل المباريات القادمة.
- جماهير النصر: انقسمت بين من اعتبر أن نور يفرط في التقليل من رونالدو، ومن وجد في ملاحظاته حياديةً تنطوي على حقائقٍ فنيةٍ عانى منها اللاعب هذا الموسم.
- الوسط الإعلامي: علق على التصريحات معتبرًا أن نور يستند إلى أرقامٍ معينةٍ: انخفاض مسافات الركض لرونالدو وأوتافيو، وضعف معدّل التوصيل والتدخلات الدفاعية.
الأرقام تتحدث… هل يحقُّ لنور هجومه؟
بحسب إحصائيات دوري روشن السعودي، سجل رونالدو أقل مسافةٍ يركضها بين جميع مهاجمي النصر هذا الموسم، بمعدلٍ مقداره 8.5 كلم في المباراة الواحدة، مقارنة بمتوسط 10 كلم لأبرز زملائه مثل عبد الرحمن العبود وموسى ديابي. كما لم يتخطَّى أوتافيو 7.2 كلم في المباراة الأخيرة أمام الاتحاد، ما يجعل ضغوط نور مبنيةً على أساسٍ فني لا شكّ فيه.
النصر ما بعد الكلاسيكو… كيف يردُّ على النقد؟
في أعقاب الهزيمة (2–3) في “كلاسيكو الرياض”، بدأ المدرب ستيفانو بيولي سلسلة اجتماعاتٍ فنيةٍ مع الجهاز المعاون لدرء النقاط السوداء:
1. رفع لياقة الفريق
ضخت الإدارة المكثفة للمران عدداً أكبر من وحدات التحمل، مع التركيز على الجانب الانفجاري للسرعات القصيرة.
2. تحسين التمريرات البينية
لتقليل الضغط على رونالدو وأوتافيو، عبر إشراك ثنائي الوسط حسام عوار ونغولو كانتي في بناء الهجمات من العمق.
3. زيادة التناوب الهجومي
بإدخال عبد الرحمن العبّود للدعم ولفت النظر إلى قدرته على اختراق الرقابات.
هل يملك النصر “عمالاً” كافين؟
يعترف المختصون في تحليل الأداء أن عامل السرعة والجهد المستمر ليس حكراً على نوعٍ جسديٍّ أو عمرٍ شبابي، بل يرتبط بعَقليةٍ تدريبية. وبالعودة إلى أسلوب الهلال السابق، إذ اعتمد بيب غوارديولا على لاعبين متكاملين، لم يخفَ على أحد أهمية الدمج بين صلابةٍ دفاعيةٍ وانطلاقٍ هجوميٍ مستمر. ويحاول النصر اليوم أن يجد تركيبةً مناسبةً بين الخبرة واللياقة، لكن التحدي يبقى في دمج هؤلاء مع “صانع الألعاب” الأول رونالدو.
خاتمة مفتوحة… من يكسب الجولة؟
بين سخرية محمد نور والهجوم الإعلامي على هدر قدرات ووقت رونالدو وأوتافيو، يكمن درسٌ فنيٌّ للفريق الأصفر: لا يكفي وجود نجوم بالملايين، بل يحتاجون إلى بنيةٍ بدنيةٍ وفنيةٍ تدعمهم في الملعب يوميًا. والأسابيع القادمة في الدوري وفرص الكأس ستكون خير ميدانٍ لإثبات صحة أو خطأ توقعات “العميد” السابق نور. فالكرة لا تعترف بالألقاب ولا بالأسماء العارمة، إنما بالجهد والسرعة والانسجام الجماعي المستمر حتى صافرة النهاية.
