فتح محمد جحفلي، مدافع فريق الخلود السعودي، قلبه في مقابلة صحفية مثيرة كشف خلالها العديد من كواليس مسيرته الكروية، بدءًا من هدفه الشهير في ديربي الرياض عام 2015، مرورًا بتفاصيل رفضه عرض الاتحاد في وقت سابق، وصولًا إلى تصريحاته الجريئة عن التحزبات داخل نادي الهلال التي هاجمها بشدة.
“هدف الجحفلة”: لحظة تاريخية في ديربي الرياض
يُعتبر هدف الجحفلة من أبرز الأهداف في تاريخ ديربي الرياض بين الهلال والنصر، ويعود تاريخ هذا الهدف إلى نهائي كأس الملك 2015، حيث كانت المباراة تُلعب في أجواء مشحونة للغاية بين الفريقين، وكان النصر متقدمًا بهدف واحد حتى الدقيقة 120. لكن في تلك اللحظة الحاسمة، سجّل محمد جحفلي هدفًا رائعًا في الوقت القاتل من الأشواط الإضافية ليعادل النتيجة ويحول المباراة إلى ركلات الترجيح. وفي النهاية، فاز الهلال في ركلات الترجيح، لتتحول فرحة النصر إلى صدمة.
وحول هذه اللحظة، تحدث جحفلي قائلاً: “في تلك اللحظة، كان النصر يضغط علينا بعد التقدم في النتيجة، ولكن في ركلة ركنية، طلب سعود كريري مني العودة للدفاع، لكن نواف العابد رد قائلاً: ‘دعوه يتقدم، هو من سيسجلها’، وكانت تلك الكلمات بالنسبة لي تحفيزًا هائلًا. بعدها، سجلت الهدف الذي غير مجرى المباراة وأعطى للهلال الأمل في العودة.”
وأوضح جحفلي أن هذا الهدف، الذي أطلق عليه الجماهير اسم “هدف الجحفلة”، أصبح من أبرز لحظاته في مسيرته الرياضية وأدى إلى تعزيز مكانته في تاريخ ديربي الرياض.
عرض الاتحاد ورفض جحفلي الانتقال في 2014
من جهة أخرى، تحدث جحفلي عن عرض الاتحاد الذي وصل إليه في 2014 وقال: “كنت قريبًا جدًا من الانتقال إلى الاتحاد في تلك الفترة. العرض كان مغريًا، وكان الاتحاد فريقًا قويًا في الدوري، لكنني شعرت أن الهلال كان المكان الأفضل بالنسبة لي لتحقيق طموحاتي”. وأوضح جحفلي أنه رفض العرض المالي الأفضل من الاتحاد لصالح الهلال على الرغم من انخفاض قيمة العرض المالي المقدم له من الزعيم.
وأضاف: “في النهاية، كنت أبحث عن التحديات والفرص الكبرى في مسيرتي، وبالنسبة لي، الهلال كان الفريق الذي سيمنحني فرصة أكبر لإظهار إمكانياتي والفوز بالألقاب.”
الحديث عن التحزبات في الهلال وانتقاد أحد لاعبيه
لكن حديث جحفلي لم يتوقف عند هذا الحد، حيث استغل الفرصة للحديث عن التحزبات داخل الهلال، متطرقًا إلى أجواء الفريق في بعض الأحيان. وقال جحفلي: “عندما انضم أحد اللاعبين إلى الهلال، قام بعمل تحزبات داخل الفريق، لكن نهايته كانت واضحة بالنسبة لي. هذا النوع من السلوك غير مقبول في الهلال، فالفريق الكبير لا مكان فيه لمثل هذه التصرفات”.
وأكد جحفلي أن الهلال كان فريقًا مبنيًا على الانسجام والتعاون بين اللاعبين، ولا يمكن قبول ممارسات تضر بتماسك الفريق. وأضاف: “نحن في الهلال لدينا بيئة مهنية تركز على العمل الجماعي، ومن لا يتماشى مع هذه الثقافة لا يمكنه الاستمرار”.
ورغم أنه لم يذكر اسم اللاعب الذي تحدث عنه، إلا أن تصريحاته كانت واضحة في الإشارة إلى أن أي تصرفات من هذا النوع تؤثر سلبًا على نجاح الفريق، وأن التحزبات داخل أي فريق كروي لا يمكن أن تكون جزءًا من الثقافة الرياضية الصحية.
مستقبل جحفلي مع الخلود ورؤيته لمسيرته الحالية
بعد سنوات من التألق مع الهلال، قرر محمد جحفلي الانتقال إلى فريق الخلود في الدوري السعودي في خطوة جديدة في مسيرته، حيث لا يزال يسعى لإثبات نفسه كلاعب ذو خبرة ومهارة عالية. وبرغم تقدمه في العمر، إلا أن جحفلي يواصل تقديم أداء قوي مع فريقه الجديد ويعتبر أحد الأسماء البارزة في الدوري السعودي.
وهو الآن يركز بشكل كامل على أداء دوره في الخلود، ويحرص على تقديم أفضل مستوى ممكن لمساعدة فريقه في المنافسة على المراتب المتقدمة. ويعد جحفلي لاعبًا ذو خبرة كبيرة في الدفاع، ويمتلك إمكانيات فنية وقيادية ساعدت في نجاحه على مدار سنوات طويلة مع الهلال.
نظرة على التحزبات وأثرها على فرق كبيرة مثل الهلال والنصر
تأتي تصريحات جحفلي حول التحزبات داخل الفريق لتفتح بابًا جديدًا للنقاش حول ثقافة الفرق الكبيرة مثل الهلال والنصر. ففي هذه الأندية الكبرى، يُعتبر الانسجام الداخلي بين اللاعبين أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق البطولات والاستمرار في المنافسة على أعلى المستويات. ولذلك، فإن أي تفكك داخلي أو تصرفات غير مهنية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أداء الفريق.
وفي الختام، يبقى محمد جحفلي واحدًا من أبرز المدافعين في تاريخ الدوري السعودي، وهو الآن يواصل مسيرته في الخلود، مستهدفًا مواصلة النجاح وتقديم أفضل مستوى ممكن، فيما يظل حديثه عن التحزبات داخل الهلال بمثابة تذكير بأهمية الانسجام داخل الفرق الرياضية الكبرى.