سجّل التاريخ من أنفيلد
جاء هذا المشهد في الدقيقة 63 من مواجهة “أنفيلد” ضد توتنهام (5–1)، عندما استلم صلاح كرة في العمق داخل منطقة الجزاء، راوغ مدافعَي “السبيرز” بلمسة واحدة، ثم أطلق تسديدة أرضية لم يُمسكها الحارس بيورين نيليسيني، حاملةً عنوان الهدف رقم 185 في مشواره على أرضية الملاعب الإنجليزية، وبذلك تجاوز أسطورة مانشستر سيتي سيرجيو أغويرو (184 هدفاً).
الارتقاء إلى المركز الخامس في ترتيب الهدافين الأوائل
لا يكتفي هذا الرقم بوضع صلاح في مركز صدارة الأجانب فقط، بل جعله رابع لاعب في التاريخ يصل إلى عتبة 185 هدفاً، مع تقليص الفارق إلى هدفين فقط بينه وبين أندرو كول (187 هدفاً)، صاحب المركز الرابع في القائمة الكاملة للهدافين عبر تاريخ الدوري الممتاز. وما يلفت الانتباه أن صلاح لا يزال في عمرٍ يمكّنه من مواصلة الصعود في هذه اللائحة، حتى يقترب أكثر من المركز الثالث الذي يحتله واين روني (208 أهداف) ثم آلان شيرر (260 هدفاً) على رأس الجميع.
لهفة جماهير “الريدز” ومسؤولو الأرقام

لم تخف فرحة أنصار ليفربول خلال مباراة التتويج عبر مواقع التواصل، إذ اكتست المدرجات بألوان حمراء وهتافات تحمل اسم صلاح، تكريماً لهذا الإنجاز الفريد. وفي تصريحات لشبكة “أوبتا” للإحصائيات، لفتت الأنظار إلى أن معدل تسجيله يبلغ هدفاً كل 132 دقيقة في الدوري منذ انضمامه إلى “أنفيلد” صيف 2017، وهو ما يعكس ثباتاً استثنائياً في مستوى الأداء.
رحلة الفرعون منذ الوصول إلى ميرسيسايد
ارتفع رصيد صلاح بمرور المواسم، إذ سجل:
- 32 هدفاً في موسم 2017–2018 (رقم قياسي لمهاجم جناح في الدوري)
- 19 هدفاً في موسم 2018–2019
- 22 هدفاً في موسم 2019–2020
- 31 هدفاً في موسم 2021–2022
- 19 هدفاً في موسم 2023–2024
سجل منها حتى الآن 14 هدفاً في هذا الموسم قبل احتساب هدف توتنهام، مما يجعل موسم 2024–2025 من أكثر مواسمه انتظاماً في التهديف رغم مشاركة بدلاء وغيابات بسبب الإجهاد الدولي.
تويتر انعكس احتفالية بعد التتويج

عقب صافرة النهاية، كتب صلاح على حسابه الرسمي:
“لا توجد كلمات لوصف هذه اللحظات في أنفيلد، الاحتفال مع الجماهير بعد فوزنا الأول في أربعة مواسم أمر لا يُصدّق. شكرًا لكل من كان معنا”.
وفي لقاء مع “بي تي سبورت”، أشار إلى أن تتويج 2020 لم يكتمل شعوره، بسبب الملاعب الخاوية أثناء الإغلاق الكوروني، مضيفاً:
“حسم اللقب أمام جماهيري أعاد البريق للإنجاز… هذه المكافأة الحقيقية لكل هذا التعب”.
لقب الموسم العشرين… فصل جديد في الصراع التاريخي
لم يكن الهدف الرقمي وحده ما احتفل به ليفربول، فقد عانق الفريق لقب الدوري للمرة العشرين في تاريخه، معادلاً رقم غريمه مانشستر يونايتد؛ ليؤكد مرة أخرى دوره التقليدي في رسم خارطة القوة داخل كرة القدم الإنجليزية. وقد جاء الحسم عقب سلسلةٍ من النتائج القوية تحت قيادة المدرب الهولندي آرني سلوت، الذي نجح في إعادة “الريدز” إلى قمة الترتيب بعد غياب دام أربعة أعوام.
ما بعد الإنجازات… تحدّيات جديدة في الطريق
رغم المشهد الراهن الاستثنائي، يعي صلاح وزملاؤه أن المستقبل لا يخلو من عقبات؛ فهناك دوري أبطال أوروبا في المراحل النهائية، وكأس إنجلترا وغيرها من المسابقات التي تأمل جماهير ليفربول أن يُضاف إليها المزيد من الكؤوس. وفي هذه الخانة، سيكون الفرعون المصري عامل تميّز حاسم في اللحظات الكبيرة، بفضل خبرته التي تزيد على 300 مباراة رسمية مع النادي.
نظرة إلى اللوائح التاريخية
يبدو أن المنافسة بين صلاح والرائعين السابقين لن تتوقف، مع ترقب جماهير “البريميرليغ” لتسجيله أهدافاً إضافية تدفعه نحو مركز أندرو كول ثم واين روني، قبل أن يستهدف أسطورة شيرر. وفي كل مرة يلامس فيها الشباك، يتعزّز تعريفه بأنه أحد أساطير اللعب على الجناح في تاريخ المسابقة.
مع بزوغ شمس الموسم المقبل
ستجتمع العيون على صلاح لمتابعة تقدمه على لائحة الهدافين، ولترقب تحطيمه لـ"أرقامٍ سيكسرها الزمن" كما يقول المحللون. وحتى ذلك الحين، يبقى هدفه ضد توتنهام علامة فارقة في تاريخ الأرقام القياسية للدوري الإنجليزي الممتاز.