شهدت مدينة الرياض مباراة مثيرة بين ميلان ويوفنتوس في نصف نهائي كأس السوبر الإيطالي، حيث تمكن ميلان من قلب الطاولة على خصمه، ليحقق فوزًا مثيرًا بنتيجة 2-1. بهذا الانتصار، ضرب الروسونيري موعدًا مع غريمه التقليدي إنتر ميلان في النهائي المنتظر.
المدرب الجديد والاختبار الأول
كانت المباراة الأولى للمدرب الجديد لميلان، سيرجيو كونسيساو، الذي تولى المهمة قبل أيام فقط خلفًا لباولو فونسيكا. ورغم قصر الفترة الزمنية للتحضير، أثبت كونسيساو جدارته في قيادة الفريق أمام خصم قوي مثل يوفنتوس.
ما زاد من إثارة اللقاء هو الطابع العائلي غير المعتاد، إذ كان من المفترض أن يواجه المدرب كونسيساو نجله، الذي يلعب في صفوف يوفنتوس. لكن القدر حال دون هذا اللقاء المرتقب، حيث تعرض الابن لإصابة مفاجئة أثناء عملية الإحماء، مما اضطر المدرب ماسيميليانو أليجري لإشراك كنان يلدز بديلًا له.
شوط أول مثير: يوفنتوس يضرب أولًا
بدأ يوفنتوس المباراة بقوة، وتمكن كنان يلدز، الذي حل محل نجل المدرب، من ترك بصمته سريعًا. في الدقيقة 21، استغل يلدز تمريرة رائعة من سمويل مبانغولا، فتقدم بثبات داخل منطقة الجزاء وأطلق تسديدة لا تصد أمام حارس ميلان. الهدف أظهر الثقة الكبيرة لدى اللاعب الشاب الذي اغتنم الفرصة لإثبات نفسه.
وكاد يلدز أن يعزز النتيجة في بداية الشوط الثاني عندما أطلق تسديدة قوية مرت بجوار المرمى. كما صنع فرصة ذهبية لزميله دوسان فلاهوفيتش، لكن الأخير أهدرها بتسديدة بعيدة عن المرمى.
ميلان ينتفض في الشوط الثاني
رغم البداية المتواضعة لميلان، تمكن الفريق من استعادة زمام الأمور في الشوط الثاني. ضغط الروسونيري بشكل مكثف، وسنحت له فرصة خطيرة عندما وصلت كرة ركنية إلى المدافع تيو هيرنانديز، لكنه أضاعها بتسديدة علت العارضة.
زاد الضغط على يوفنتوس، وارتكب مدافع البيانكونيري نيكولو سافونا خطأً قاتلًا عندما عرقل تيو هيرنانديز داخل منطقة الجزاء، ليحصل ميلان على ركلة جزاء مستحقة. انبرى كريستيان بوليسيك لتسديد الركلة بثقة، محرزًا هدف التعادل في الدقيقة 67.
هدف الفوز العكسي: النقطة الفاصلة
لم يكتفِ ميلان بالتعادل، بل واصل الضغط بحثًا عن هدف الفوز، ولم ينتظر طويلًا. في الدقيقة 71، أرسل يونس موسى كرة عرضية داخل منطقة الجزاء، لكنها اصطدمت بقدم المدافع فيدريكو غاتي وسكنت شباك يوفنتوس. الهدف العكسي كان بمثابة الضربة القاضية للبيانكونيري، وأعلن عن اكتمال عودة الروسونيري في المباراة.
تحليل الأداء: ميلان يتفوق تكتيكيًا
جاءت المباراة لتبرز لمسات المدرب سيرجيو كونسيساو الذي أظهر قدرة على قراءة مجريات اللقاء وإجراء تغييرات مؤثرة. اعتمد ميلان على التحولات السريعة واستغلال الأطراف، فيما بدا يوفنتوس غير قادر على الحفاظ على تماسكه الدفاعي تحت الضغط.
رغم البداية الجيدة ليوفنتوس، إلا أن الفريق افتقد الدقة في اللمسة الأخيرة، بينما استفاد ميلان من أخطاء خصمه واستغلها بأفضل طريقة ممكنة. أداء كريستيان بوليسيك كان لافتًا، حيث قاد الهجمات بخبرة وسجل هدفًا حاسمًا من علامة الجزاء.
النهائي المرتقب: ديربي الغضب في السوبر
بعد هذا الفوز الدرامي، يتجه ميلان لملاقاة إنتر ميلان في نهائي كأس السوبر الإيطالي. المواجهة ستكون مشتعلة بين الغريمين التقليديين في لقاء يُنتظر أن يجذب أنظار الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم.
سيكون النهائي اختبارًا حقيقيًا للمدرب كونسيساو، الذي يسعى لإثبات نفسه سريعًا مع الفريق، في حين يسعى إنتر للحفاظ على لقبه وإضافة بطولة جديدة إلى خزائنه.
ختامًا: ميلان يُعيد البريق في لحظة الحسم
فوز ميلان على يوفنتوس لم يكن مجرد انتصار عادي، بل جاء ليؤكد أن الروسونيري قادر على العودة بقوة تحت قيادة مدربه الجديد. بينما يوفنتوس سيحتاج إلى مراجعة أخطائه سريعًا، خاصة مع تكرار إهدار الفرص وضعف التماسك الدفاعي.
كل الأنظار الآن تتجه نحو الرياض مرة أخرى، حيث ينتظر العالم ديربي الغضب في نهائي كأس السوبر الإيطالي، في لقاء يعد بالكثير من الإثارة والتشويق.