في مشهدٍ لم يتوقعه أحد عشّاق الكرة الإسبانية
قاطعت أيقونة “كامب نو” ليونيل ميسي صمته بعد أربعة أعوام على مغادرته برشلونة، ليُطلق كلمة وحيدة عبر حسابه الرسمي على “إنستجرام” ويعيد إشعال النار في الصراع الأزلي مع الجار الملكي. وفي الوقت الذي اكتفى فيه “البرغوث” بتهنئة مقتضبة، جاء ردّ ريال مدريد بنبرة “التهنئة المعتادة” ليؤكد أن الروح الرياضية لا تزال حاضرة رغم حدة المنافسة على ألقاب الليغا.
مشهد التهاني… من “واو” إلى “نورتُم”
بعد تتويج برشلونة بلقب الدوري الإسباني 2024-2025 للمرة الثامنة والعشرين في تاريخه، إثر الفوز الكبير على إسبانيول (2-0) في “ديربي كتالونيا” على ملعب RCDE، قام ميسي بنشر صورة لشعار النادي مع كأس الليغا وعلق عليها بكلمة واحدة: “واو!” لم يحتوِ حساب النجم الأرجنتيني على أي إضافة أو شرح، لكن الكلمة البسيطة فجّرت عاصفةَ تفاعل بين جماهير “البلوغرانا” على وسائل التواصل، حيث اعتمد المغردون علامة #واو_ميسي للتعبير عن دلالة التهاني المختصرة التي حملت معانٍ أكبر من ألف تغريدة.
برشلونة الثلثيّ… هيمنة كاسحة تحت قيادة فليك
يأتي تهنئة ميسي في وقتٍ تستعيد فيه كتيبة المدرب الألماني هانسي فليك بريقها المحلي، بعد موسمٍ استثنائي جمع بين:
- وصافة هدافي الليغا: 97 هدفًا سجّلها الفريق في 36 جولة، بمعدّل 2.7 هدفًا لكل مباراة.
- حصاد النقاط: 85 نقطة من أصل 108 ممكنة، بفارق 7 نقاط عن ريال مدريد “الوصيف”.
- الثلاثية التاريخية: الدوري الإسباني، كأس الملك، والسوبر الإسباني للمرة الأولى في مسيرة النادي.
استعاد برشلونة بذلك لقب “أبناء لا ماسيا” القويّ، وكرّس جدارته في صناعة المواهب وتطوير أساليبه التكتيكية التي يعتمدها فليك.
رسالة “الملك” العريقة… تهنئة رغم الجراح
لم تمرّ لحظات حتى جاءت التهنئة الرسمية من النادي المنافس، إذ نشر الحساب الرسمي لريال مدريد على منصة “X” (تويتر سابقًا):
“تهانينا لبرشلونة على لقب الليجا 2024–2025”
وظلت هذه الصيغة الركيكة المعتادة تذكّر الجميع بأن القطبين الكبيرين يحترمان بعضهما رغم صراعات “الكلاسيكو” الدامية. وفي أروقة القلعة البيضاء، يُقال إن بعض اللاعبين شبابهم تداولوا التهاني على “واتساب” بصيغة مرحة تضمنت إيموجي التاج والنسر الملكي.
كيف تقرأ أصداء “واو ميسي”؟
- عودة الحبّ المتبادل: رغم انتقال ميسي إلى إنتر ميامي وطموحه الأمريكي، ينتظر برشلونة دائمًا موافقة أيقونته التي صنعت أمجاد العقد الماضي.
- رسالة معنوية للفريق: تذكير بأن الروح القتالية والأداء الفني المميز تحت قيادة فليك لا يقلان قيمة عن أي إنجازات دولية.
- إشعال المنافسة: كلمة وحيدة من ميسي كافية لتحفيز ريال مدريد على العودة القوية في الموسم المقبل، سواء في الليغا أو دوري الأبطال.
ردود فعل الجماهير… من التهليل إلى السخرية
- جمهور برشلونة: اعتبر “واو” بمثابة توقيعٍ رسمي بدعم “الملك” الدائم لناديه القديم، وشاركت الجماهير مقاطع فيديو لأهداف ميسي التاريخية تحت هاشتاغ #ملك_الليغا.
- نصراويون وريال مدريدويون: استخدموا التهنئة الأوروبية للتندر، فكتب أحدهم: “حتى إن ميسي اقتنع أن الليجا لا تُحسم إلا في كامب نو!”، بينما سخر آخر: “إيموجي التاج يكفي بدل ألف كلمة!”
ماذا ينتظر الناديان الموسم المقبل؟
- برشلونة: يخطط لتعزيز صفوفه بلاعبين مبدعين لدعم “الثلاثي المرعب” واكتساب الاستمرارية في كأس الملك ودوري الأبطال.
- ريال مدريد: بعد “تهنئة ميسّية”، يدرس جديًّا إطلاق حملة صيفية لضم نجمٍ هجومي، وسط أنباء عن اهتمام بضم شاب موهوب من ليدز يونايتد يعوّض رحيل “بوغبا” الكروي.
ختامٌ على إيقاع “واو”
بين كلمةٍ واحدة وتهنئةٍ رسمية، رسم ميسي وريال مدريد لوحةً كرويةً جديدة تذكرنا بأن كرة القدم تجمعنا أكثر مما تفرّقنا، وأن الكلمات المختصرة أحيانًا تصنع أصداءً أوسع من المقالات الطويلة. ومع اقتراب حسم بطولات الموسم في الصيف، يبدو أن هذا “الواو” سيُحلِّق في سماء كامب نو، كعلامة من أسطورة لا تزال تملك مفتاح قلب الجماهير الكتالونية.
