
الانتصار بأقدام مبابي.. عرض هجومي رائع
توج منتخب فرنسا بالمركز الثالث في بطولة دوري الأمم الأوروبية بعد الفوز الثمين على نظيره الألماني بهدفين دون مقابل في ستاد شتوتجارت، محرزًا الانتصار بأقدام نجم هجوم الديوك كيليان مبابي، الذي سجل هدف التقدم وصنع هدف الحسم.
المباراة شهدت مستوى تكتيكي مميزًا في الهجوم وضعفًا دفاعيًا يثير القلق للمستقبل، حيث استغل مبابي وزملاؤه المساحات الخلفية بشكل فاعل، رغم الغيابات الدفاعية التي أثرت على جودة التغطية الفرنسية.
غيابات فرنسية وأداء ألماني غير منظم
شهدت كتيبة المدرب ديدييه ديشان بعض الغيابات الدفاعية الهامة
شهدت كتيبة المدرب ديدييه ديشان بعض الغيابات الدفاعية الهامة، ما أثّر بشكل واضح على جودة التغطية والتمركز أمام المهاجمين الألمان. لكن الجانب الألماني لم يكن أفضل حالًا، إذ بدا وسط الميدان غير قادر على تنظيم التحول سريعًا من الهجوم إلى الدفاع ضد ضغط الفرنسيين المنظم.
وكان هذا العجز في التنسيق الوسطي هو السبب الرئيسي في تمكّن مبابي وزملائه من استغلال المساحات الخلفية بفاعلية، خاصةً عبر الجناح الأيسر.
تصديات مذهلة لأنقذ الحارسين
تألق حارسا المرمى مايكل مينيان ومايك تير شتيجن أنقذ منتخبي فرنسا وألمانيا من تلقي شباكهما أكثر من هدفين.
طوال شوطي المباراة، سجّل الحارسان تصديات بارعة، خاصةً من تير شتيجن الذي أبعد كرات خطيرة من داخل منطقة الجزاء، وكاد أن يُسجل هدف الشرف للمانشافت قبل صافرة النهاية لولا تدخل المدافع الفرنسي في اللحظات الأخيرة.
مبابي النجم الأول… هدف دولي خمسيني وتاريخ يُكتب

على مستوى الأداء الفردي، كان النجم الأول كيليان مبابي، الذي برز على الجناح الأيسر ثم اقتحم العمق الهجومي خلال الشوط الثاني بأسلوب ذكائي في التحرك دون كرة.
- 6 تصويبات: منها 3 على المرمى، اعتمد كثير منها على قدراته الفردية العالية في التمركز والانطلاق بالكرة.
- هدف وتمريرة حاسمة: افتتح مبابي التسجيل في الدقيقة 36 بعد تلقيه تمريرة طويلة من الخط الخلفي، ليطلق تسديدة دقيقة في الزاوية اليسرى.
- الهدف الدولي رقم 50: سجل مبابي هدفه الخمسين مع منتخب فرنسا، ليصبح ثالث أسرع لاعب يصل لهذه milestone بعد أوليفييه جيرو وتيري هنري، وهو الآن على بعد 8 أهداف فقط من تصدر قائمة هدافي "الديوك" التاريخيين.
اللقطة الحاسمة: مبابي يصنع الهدف الثاني
أكمل مبابي تألقه في الشوط الثاني حين لعب كرة ذكية خلف خطوط الدفاع إلى زميله أوليسي الذي توجها في الشباك مسجلاً الهدف الثاني، في لقطة تعكس فهمه العالي للمشهد التكتيكي وقدرته على التخلي عن مركزه لإحداث الفارق.
وكان مستوى ماركوس تورام المهاجم الألماني قد شهد رعونة في اللمسة الأخيرة مع إهدار عدة فرص محققة، ارتدت بهجمة مرتدة سريعة قادها مبابي، جعلت دفاع المانشافت في مهب الريح أكثر من مرة.
تحليل تكتيكي: هل نحن جاهزون لكأس العالم؟

إذا كانت هذه المباراة مؤشرًا لما يمكننا رؤيته في كأس العالم 2026، فلا بد من تسليط الضوء على الحاجة الملحة لفرنسا لتعزيز خطها الخلفي بالثبات التكتيكي والتمركز المحكم في مواجهة خطوط الضغط العالي.
كما يجب على ألمانيا إيجاد حلول سريعة في طريقة تدوير الكرة والتحول مع الحفاظ على التمركز الأمثل والسرعة في العودة للمنطقة الدفاعية، لمنع استغلال الفراغات المفتوحة.
فرص ضائعة وتكتيك متفوق
خلال اللقاء، أبدع المنتخب الفرنسي في تطبيق التعليمات التكتيكية وصنع الفرص بفضل الأداء الجماعي وسرعة الانتقال بين خطوط اللعب.
في المقابل، ضعف الأداء الدفاعي عند الطرفين، وهو ما سيثير قلق الجهاز الفني الفرنسي والألماني قبل خوض معارك تصفيات كأس العالم المقبلة.
النتيجة تؤكد: لا مكان للأخطاء في المباريات الكبرى
تؤكد نتيجة هذه المباراة أن المباريات الفاصلة في البطولات الكبرى لا تحتمل الأخطاء الدفاعية مهما كان حجم النجوم الهجومية.
كما تبرز قيمة وجود حارس مرمى قادر على صد الكرات الخطرة، وهو ما قدّمه مينيان وتير شتيجن في أفضل حالاتهما خلال لقاء المركز الثالث.
الخلاصة: فرنسا تُفرح ومدرب ألمانيا يعيد الحسابات
في المجمل، قدم منتخب فرنسا عرضًا هجوميًا رائعًا بفضل عبقرية مبابي وتألقه الفردي والجماعي.
أما ألمانيا، فمن المؤكد أنها تحتاج إلى إعادة قراءة الواقع وتطوير الأداء الدفاعي والوسط لاستعادة توازن الفريق قبل الانخراط في الاستحقاقات القادمة على الصعيد الدولي.