عمدة مدريد المتعصب.. كيف أصبح أتلتيكو مدريد شغفًا لا يقبل التفاوض

2025-02-12 01:59:23

أتلتيكو مدريد

عندما يتجاوز حب كرة القدم حدود العشق المعتاد ليصل إلى مرحلة الجنون والانتماء المطلق، نجد أنفسنا أمام ظاهرة تستحق التوقف عندها. كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي هوية، انتماء، وولاء لا يقبل المساومة، وهذا ما جسّده عمدة العاصمة الإسبانية، خوسيه لويز مارتينيز ألميدا، بتصريحاته المثيرة التي أظهرت مدى تعصبه لنادي أتلتيكو مدريد، إلى حد أنه قد يتبرأ من ابنه إذا لم يشجع الفريق!

تصريح غير متوقع.. الولاء للأتلتيكو أو القطيعة العائلية!

في مقابلة حظيت باهتمام واسع في إسبانيا، خرج العمدة بتصريح صادم حينما تحدث عن رأيه في ولاء ابنه الكروي، قائلًا بصراحة تامة:

إذا لم يكن ابني مشجعًا لأتلتيكو، فهو ليس لي، لا نقاش في هذا. قد أندم لاحقًا، لكن إن لم يكن مشجعًا لأتلتيك، فهناك خطأ ما!

هذا التصريح المثير أثار ردود فعل متباينة، فبين من رآه مجرد مزحة ثقيلة، ومن رأى أنه تجسيد حقيقي لعشق غير محدود لنادٍ يمثل جزءًا أصيلًا من هوية العاصمة الإسبانية، يبقى السؤال الأهم: لماذا يرى ألميدا أن تشجيع أتلتيكو مدريد ليس خيارًا بل ضرورة؟

أتلتيكو مدريد.. أكثر من مجرد فريق بالنسبة لعمدة العاصمة!

أتلتيكو مدريد ليس فقط نادٍ يلعب في الليجا، بل هو كيان له تاريخ طويل من التحدي والمنافسة في مواجهة العملاقين ريال مدريد وبرشلونة. يُعرف النادي بلقب الروخي بلانكوس أو الأحمر والأبيض وهو الفريق الذي دائمًا ما يقاتل في وجه الأندية المدججة بالنجوم والأموال، ويحقق إنجازاته بالروح القتالية والعزيمة.

بالنسبة لألميدا، أتلتيكو مدريد يمثل قيمًا يتبناها بنفسه: الكفاح، عدم الاستسلام، التواضع، والروح الجماعية. لهذا، لا يرى أن حب هذا النادي مجرد اختيار، بل هو أمر بديهي لأي شخص يعيش في مدريد، وخاصة لأبنائه!

ويعزز هذا الانتماء المتعصب تأكيده في المقابلة:

يمكنني التفاوض على كل شيء… باستثناء هذا. الألوان الحقيقية هي الأحمر والأبيض، ولا يوجد أي نقاش حول ذلك

من هو خوسيه لويز مارتينيز ألميدا؟ ولماذا كل هذا الحب للأتلتيكو؟

خوسيه لويز مارتينيز ألميدا ليس مجرد سياسي، بل هو شخصية معروفة بولائها الكبير لنادي أتلتيكو مدريد منذ صغره. وُلد في مدريد عام 1975، وشبّ في بيئة كروية تميزت بتألق ريال مدريد وأتلتيكو في العاصمة، لكنه انحاز إلى الجانب الأقل شهرة عالميًا، لكنه الأكثر شعبية بين أبناء الطبقة الكادحة والمتوسطة في المدينة.

ألميدا لم يخفِ يومًا دعمه للنادي، فهو يظهر في الكثير من الفعاليات الرياضية بقميص أتلتيكو أو وشاحه، كما يحرص على حضور المباريات المهمة في ملعب ميتروبوليتانو الذي يُعد قلعة الأتلتي ومسرحًا لأحلام جماهيره.

أتلتيكو مدريد في الموسم الحالي.. هل يحقق طموحات العمدة؟

أتلتيكو مدريد

على صعيد المنافسة، يعيش أتلتيكو مدريد موسمًا جيدًا حتى الآن، حيث يحتل المركز الثالث في ترتيب الدوري الإسباني لموسم 2024/2025، برصيد 49 نقطة، بعد تحقيقه 14 انتصارًا و7 تعادلات، مع تعرضه لهزيمتين فقط، بفارق أهداف بلغ +23.

في مباراته الأخيرة، واجه أتلتيكو غريمه التقليدي ريال مدريد في ديربي مدريد الشهير، حيث انتهت المباراة بنتيجة 1-1، في لقاء كان مليئًا بالإثارة والندية، مما أثر على سباق الصدارة في الليجا.

لكن الفريق لا يملك رفاهية التوقف طويلًا عند هذا التعادل، حيث يستعد لمواجهة سيلتا فيجو يوم السبت، 15 فبراير 2025، في تمام الساعة 5:30 مساءً بتوقيت إسبانيا، وهي مباراة حاسمة يسعى فيها أتلتيكو مدريد للعودة إلى طريق الانتصارات والاستمرار في مطاردة صدارة الدوري.

سر التعصب لأتلتيكو مدريد.. الفريق الذي لا يستسلم أبدًا!

عشق أتلتيكو مدريد ليس مجرد ولاء عادي، بل هو أشبه بعقيدة يتوارثها عشاق النادي جيلًا بعد جيل. الفريق معروف بكونه نادي الرجال الذين لا يستسلمون، وهو شعار بات رمزًا للقتالية التي يتميز بها لاعبوه داخل الملعب.

على مر السنين، مر أتلتيكو مدريد بلحظات صعبة، حيث هبط إلى دوري الدرجة الثانية في بداية الألفية الجديدة، لكنه عاد بقوة ليصبح أحد كبار أوروبا تحت قيادة مدربه التاريخي دييجو سيميوني. أصبح الفريق منافسًا قويًا على الألقاب المحلية والقارية، بل وتمكن من الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في 2014 و2016، ليؤكد مكانته بين الكبار.

هذا التاريخ الملحمي هو ما يجعل المشجعين أمثال ألميدا يعتبرون دعم الفريق أمرًا مقدسًا، وليس مجرد اختيار رياضي.

بين الجد والمزاح.. هل يمكن أن يتبرأ الأب من ابنه بسبب كرة القدم؟

أتلتيكو مدريد

بالرغم من أن تصريح عمدة مدريد قد يبدو مبالغًا فيه، إلا أنه يعكس مدى تأثير كرة القدم في حياة الناس، لدرجة أنها تصبح جزءًا من الهوية العائلية والاجتماعية.

من المؤكد أن كلماته جاءت بروح الدعابة، لكنها تحمل في طياتها رسالة واضحة: حب كرة القدم قد يكون أقوى من أي علاقة أخرى في الحياة!

ربما لو كان لابنه حرية الاختيار، لفضل البقاء في دائرة الأمان والتشجيع على الأقل بطريقة ترضي والده، ولكن ماذا لو كان ميوله تميل لريال مدريد؟ هل سيتراجع ألميدا عن موقفه، أم أنه سيظل متمسكًا بموقفه حتى النهاية؟

هذا التصريح قد يبدو قاسيًا، لكنه يعكس مدى ارتباط الأشخاص بأنديتهم في إسبانيا، حيث لا يُنظر لكرة القدم على أنها مجرد رياضة، بل هي قصة عشق وحياة.

هل ينجح أتلتيكو مدريد في تحقيق حلم العمدة؟

مع اقتراب الموسم من مراحله الحاسمة، يبدو أن أتلتيكو مدريد يمتلك فرصة قوية للمنافسة على اللقب، خاصة مع الأداء المميز الذي يقدمه الفريق تحت قيادة دييجو سيميوني.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سينجح الروخي بلانكوس في تحقيق اللقب وإسعاد مشجعيه المتعصبين أمثال ألميدا، أم أن المنافسة الشرسة من ريال مدريد وبرشلونة ستقف في طريق حلمهم؟

الأيام القادمة وحدها ستكشف لنا الإجابة، لكن المؤكد أن عشق أتلتيكو مدريد سيبقى خالدًا، وسيظل شغفًا لا يقبل التفاوض!

المزيد من المقالات
تأمين الشباك وتكتيك حازم… مارتينيز يُثني على الأداء الدفاعي ويعترف بضياع فرص هجومية أمام مايوركا
2025-04-24 00:22:44
Picture1.png
جافي يثمن عودة أنسو فاتي ويشيد بروحه القتالية أمام مايوركا
2025-04-24 02:01:21
Picture32.png
إنييستا يحفّز أنصار برشلونة بالحديث عن حلم الثلاثية التاريخية
2025-04-24 05:54:03
Picture19.png
جارسيا يُبرز صلابة لاعبي برشلونة في مواجهة مايوركا
2025-04-24 06:08:18
Picture25.png
فليك يحدد خياراته لمواجهة الريال في نهائي الكأس
2025-04-25 01:10:35
Picture4.png
إيمانول ألجواسيل يعلن نهاية رحلته مع ريال سوسيداد
2025-04-25 01:50:00
Picture10.png
مودريتش يقترب من معادلة أرقام أساطير الكلاسيكو
2025-04-25 03:52:19
Picture7.png
تفوّق تشواميني في الأجواء الهوائية يعزز توازن ريال مدريد في الليغا
2025-04-25 05:05:01
Picture16.png
ريال مدريد يضع إيرلينج هالاند على رأس البدائل في هجوم الموسم المقبل
2025-04-25 05:21:29
Picture22.png
قرار حاسم بشأن انتقال فران جارسيا الصيفي
2025-04-25 15:34:23
Picture22.png