
تفاصيل الشهادة الصادمة
قدّم كارلوس روبرتو باتشيني، المعالج الشخصي وكبير الأخصائيين الصحيين لمارادونا، شهادته أمام هيئة المحكمة القائمة على محاكمة سبعة متهمين بتهمة القتل العمد نتيجة الإهمال الطبي، حيث اتهم ماكسيميليانو بومارجو وجوناثان إسبوسيتو بأنهما “اليد الخفية” التي تتحكم في اتصالات مارادونا وتمنعه من التواصل حتى مع بناته. وقال باتشيني:
“في كل مرة كنت أحاول الاتصال بمكتبي للاطمئنان على حالة دييجو، كنت أجد بومارجو أو جوناثان يجيبان الهاتف بدلاً منه، قائلين: ‘مارادونا يستريح الآن’. لم يُخبرانيا أبداً بمن كان خلف المكالمة أو سبب التواصل!”
وأضاف أن برنامجه العلاجي توقف بشكل مفاجئ قبل وفاة مارادونا بـ 12 يومًا، تحت ذريعة أن “مارادونا طلب عدم وجود عدد كبير من الأشخاص في المنزل”.
“خنق التواصل العائلي”… شهادة بنات مارادونا

استمعت المحكمة إلى شهادتي ابنتيه:
- جيانينا: أكدت أنها حاولت مرارًا الاتصال بوالدها دون رد، وقالت: “مرة حاولت الاتصال به، أخبرني أنه يرغب في رؤية محمد بنجامين، لكن الهاتف كان يرن عبثاً. بدا وكأن هناك من يمنع والدي من التحدث معي.”
- دالما: أفادت بأنها حضرت لزيارة والدها مع طفلها الرضيع فوجدت الباب مغلقًا، وأضافت: “طرقنا الباب أكثر من مرة، قالوا لي إنه نائم، فعدت أدراجي وأنا أسمع صرخات والدي يتساءل عن سبب عدم حضوري. بومارجو أخبرني لاحقاً أنه يتلقى أوامر مباشرة من محامي والدي ماتياس مورلا بعدم إدخالي، لأنه يخشى غضب الأخير!”
خلفية القضية: من هم المتهمون؟
يواجه سبعة متهمين أمام القضاء الأرجنتيني اتهامات بالإهمال الجسيم وعدم توفير الرعاية الصحية اللازمة، مما أسفر عن وفاة مارادونا في 25 نوفمبر 2020. ومن بينهم:
- ليوبولدو لوكي: الطبيب الشخصي، متهم بعدم إجراء الفحوصات الدورية.
- ماكسيميليانو بومارجو: مساعد مارادونا، متهم بمنع التواصل والتدخل في برنامج العلاج.
- جوناثان إسبوسيتو: نجل شقيق مارادونا، متهم بالمشاركة في منع رسائل الاستغاثة.
- مجموعة من المرافقين والممرضين: متهمون بالتواطؤ في تعطيل العلاج.
صراع الأدلة ومحطات التحقيق

قدمت المحكمة أدلة ورقية تتضمن سجلات مكالمات وفواتير طبية تُظهر تقصيراً واضحاً في إدارة الحالة الصحية لمارادونا، خاصة بعد استئصال ورم دماغي. وأشار تقرير السموم إلى ارتفاع مستويات الأدوية المهدئة والمسكنات في دمه، مما يعزز ادعاءات الإهمال.
انعكاسات الدهشة القضائية
لم تعد القضية فقط مسألة طبية، بل أصبحت دراسة لطبيعة العلاقة بين المشاهير وفريق الرعاية، وكيف يمكن لبعض الأشخاص السيطرة على حياة النجوم حتى في أمورهم الشخصية والعائلية. وطالبت الصحافة العالمية بإعادة النظر في آليات الرعاية الصحية للشخصيات العامة.
ما ينتظر المحكمة في الجلسات المقبلة
من المنتظر أن تستمع المحكمة إلى خبراء مستقلين في الطب الشرعي، بينما تضغط النيابة لإثبات وجود تواطؤ واضح وإهمال متعمد. وترقب وسائل الإعلام عن كثب تطورات القضية التي قد تغير نظرة العالم إلى الأيام الأخيرة في حياة "الأسطورة".
ختامًا
لا تزال وفاة دييجو مارادونا واحدة من أكثر القضايا تعقيداً في التاريخ الرياضي، ليس فقط لتأثيرها الطبي، بل لأنها كشفت كيف يمكن للقربى وللثقة أن تتحول إلى أداة للسيطرة والحرمان، حتى في آخر لحظات الحياة.