مفاوضات مستمرة دون نتائج
لم يخفِ الإعلامي الإيطالي فابريتسيو رومانو عبر قناته على “يوتيوب” مدى إصرار نادي الهلال السعودي على ضم صانع الألعاب البرتغالي برونو فيرنانديش من صفوف مانشستر يونايتد، لكنه أوضح أن الجدار الذي يعوق الصفقة هو العقد المبرم بين اللاعب والنادي الإنجليزي، الذي لا يتضمّن أي بندٍ يسمح بإخراجه مقابل مبلغٍ محدد.
رفض متكرر من مانشستر يونايتد
ومنذ الصيف قبل الماضي، عملت إدارة الهلال برئاسة فهد بن نافل على فتح قنوات التفاوض مع “الشياطين الحمر” لضم نجم “يورو 2020” وقائد منتخب البرتغال، غير أن “اليونايتد” رفض في الموسم 2023–2024 جميع العروض السعودية، ثم كرر الموقف في يناير الماضي. ويأتي حديث رومانو ليؤكد ما تسرب عن قيام الهلال بتركيب “عرضٍ خيالي” لشرطٍ ماليٍ ضخمٍ يكفي لإقناع مانشستر يونايتد، بل تفكّر الإدارة الهلالية في المساواة تقريبًا مع أعلى الرواتب في تاريخ النادي، لكن الأهم أنها لم تجد في عقد برونو بندًا جزائيًا يسمح بتحريره دون موافقة صريحة من “الشياطين”.
أرقامٌ فلكية ورواتبٌ قياسية
بحسب مصادر رومانو، فإن الهلال قد يرتفع بعرضه المالي فوق مستوى 50 مليون يورو كمقابل انتقالي، إضافةً إلى راتبٍ سنويٍ تقدمه لأكثر من 25 مليون يورو صافٍ، مع حوافزٍ على الألقاب وحضور المباريات. هذا العرض، لو وُجد بند جزائي، لكان كفيلاً بإعلان الصفقة فورًا، لكن غياب مثل هذا الشرط في عقد اللاعب الذي يمتد حتى صيف 2026، يجعل صلاحيات خروج برونو فيرنانديش مرهونة كليًا برغبة مانشستر يونايتد وأولوياته في سوق الانتقالات.
الهلال ليس جديدًا على الصفقات الكبيرة
ولا يخفى على متابعي سوق الانتقالات أن الهلال – كواحدٍ من أكبر مستهلكي النجوم في السعودية وآسيا – نجح في إتمام صفقاتٍ بأسعارٍ مرتفعةٍ للغاية خلال المواسم الثلاثة الماضية، من أمثال يوري حولمولين وأشرف بن شرقي ونونو مينديش، بيد أن صفقة فيرنانديس تمثل تحديًا من نوعٍ آخر، إذ أن التواصل مع اللاعب لوحده لا يكفي إذا لم يجد النادي الإنجليزي رغبةً في البيع.
رومانو يضع النقاط على الحروف
في تعليقه على الوضع خلال بثه الأخير، قال فابريتسيو رومانو:
“الهلال جادٌّ للغاية، ومستعد لدفع مبلغٍ خياليٍ مقابل التعاقد مع برونو… كما أن راتب اللاعب سيكون كبيرًا جدًا، لكنه ليس في يده حاليًا. العقد لا يحتوي على شرط جزائي، لذلك لا مجال لإتمام الصفقة دون موافقة مانشستر يونايتد”.
وأضاف:
“حتى لو نجحت مفاوضات الهلال مع اللاعب ووكلائه، فإن الخطوة الأصعب تبقى الحصول على ضوءٍ أخضرٍ من الإدارة الإنجليزية. هذه الاتفاقية تُعطّل الصفقة كلها”.
ماذا يعني العقد بلا بند جزائي؟

غياب الشرط الجزائي في عقود اللاعبين يُلغي خيار “شراء تحت البند” الذي يسمح للنادي المفاوض بتحرير اللاعب بمجرد دفع المبلغ المتفق عليه. وبدونه، يصبح الأمر شبيهًا بطلب انتقالٍ بأي توقيتٍ مجنون، إذ يملك النادي البائع حقَّ رفض عروض المنافسين حتى نهاية عقد اللاعب.
في حالة برونو فيرنانديش، فإن عقده مع مانشستر يونايتد ينص على راتبٍ مرتفعٍ وأكثر من بندٍ يشجعه على البقاء، بما في ذلك مكافآت الأداء والأهداف وانضمامات المنتخب. لذلك، حتى زعيمة آسيا – التي وضعت المفاوضات على كفّة الاستعداد المالي – تجد نفسها بلا رافعة قانونية للضغط على “الشياطين الحمر”.
خيارات الهلال البديلة
في ظل تعثّر صفقة برونو، قد يلجأ الهلال إلى البدائل التالية:
1. الانتظار حتى صيف 2026
ينخفض خلالها سعر اللاعب إلى قيمة انتقالٍ حرٍّ إذا رفض “يونايتد” تجديد عقده، لكن هذا يعني خسارته بالمجان.
2. الضغط عبر الشراكات الاستراتيجية
قد يحاول الهلال استغلال علاقاته مع وكلاء اللاعبين والشركات الداعمة لتعزيز فرص اتفاقٍ جانبي.
3. توجيه الاستثمارات إلى خياراتٍ أخرى
البحث مبكرًا عن مواهبٍ بارزةٍ في الوسط – سواء من أوروبا أو أمريكا الجنوبية – بشروطٍ جزائيةٍ أكثر مرونة.
انعكاسات محتملة على سوق الانتقالات

يعد ملف برونو فيرنانديس حلقةً جديدةً في صراع القوى بين الأندية السعودية والأوروبية، حيث تروّج الأولى لرغبتها في تحسين مستوى البطولة محليًا وقاريًا عبر التعاقد مع نجومٍ ذوي خبرةٍ أوروبية. بيد أن “البلوزبيرغ” و”الشياطين الحمر” و”الباريسيون” – على اختلاف أنديتهم – لا يزالون يرون في السماح بخروج لاعبيهم إلى السعودية مخاطرةً في مسيرتهم الرياضية، خصوصًا أن هذه الأندية تواجه منافسةً محليةً ضاغطةً وصراعًا للوصول لمراكزٍ مؤهلةٍ لدوري الأبطال.
القرار الأخير بيد مانشستر يونايتد
وفي نهاية المطاف، يبقى القرار في يد مانشستر يونايتد. وحتى إذا نجح الهلال في رفع عرضه بصورةٍ أكبر، فقد لا يكون هذا كافيًا دون رغبةٍ فعليةٍ من الطرف الإنجليزي. لذلك، ستظل الأنظار متجهةً لرومانو وغيره من متتبعي السوق في الأسابيع المقبلة، ليرصدوا ما إذا كان هناك جديدٌ في هذا الملف المعقّد أو إذا كان “الزعيم” سيحوّل بوصلة استثماراته صوب أهدافٍ أكثر قابليةٍ للتنفيذ.