
برز اسم كونستانتينوس كاريتساس خلال المواسم القليلة الماضية كأحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الأوروبية، وحقق انتقاله من صفوف أندرلخت إلى جينك في يناير 2023 نقلة نوعية في مسيرته الشبابية.
قبل أن يختار تمثيل منتخب اليونان على حساب بلجيكا، حيث لعب مع فئات تحت 21 عامًا، وضع نفسه اليوم على أعتاب التألق الدولي، وهو مستعد لترسيخ مكانه بين نجوم الجيل الجديد بزخم كبير.
مشوار البداية ونشأة القمة
وُلد كاريتساس في مدينة جينك البلجيكية في 19 نوفمبر 2007، لأسرة يونانية الأصل، واكتسب هويته الرياضية الأولى عبر الانضمام إلى أكاديمية نادي راسينغ جينك منذ الطفولة.
- في سن مبكرة: انضم لأندرلخت في بروكسل وهو في الثالثة عشرة من عمره.
- صقل مهاراته: كمُدير لعب يتمتع بتمريرات دقيقة ورؤية استثنائية داخل الملعب.
لكن الطريق لم يكن سهلاً؛ فقد رفض توقيع عقد احترافي مع أندرلخت رغم العروض الكبيرة من مانشستر سيتي وRB لايبزيج وميلان، واختار العودة إلى جينك لتحقيق وعوده.
عودة إلى جينك واحتراف مبكر
في سبتمبر 2023، دخل التاريخ كأصغر لاعب محترف في بلجيكا حين شارك مع فريق جونج جينك في الدرجة الثانية، وقاد الفريق للفوز على بيفيرين بهدفٍ نظيف.
- الظهور الأول: في الدرجة الثانية بعمر 16 سنة و10 أشهر.
- التأثير السريع: تسجيل 6 أهداف و5 تمريرات حاسمة في أول موسم.
كانت هذه اللحظة بداية تحوله من مجرد لاعب واعد إلى أحد أبرز المنتظرين في سماء الدوري البلجيكي.
التألق مع فرق الشباب وصعود سريع

مع بدايات موسم 2024–2025، حافظ كاريتساس على مركزه الأساسي في جونج جينك، قبل أن ينتقل إلى الفريق الأول ويظهر في مباريات التصفيات الختامية للدوري البلجيكي الممتاز.
- ثقة المدرب: ظهر أمام سيركل بروج ثم أهدى أول تمريرة حاسمة له أمام رويال أنتويرب.
- القميص رقم 20: منح له بشكل دائم، مما يؤكد ارتباط الإدارة باللاعب ورؤيتها المستقبلية له.
لماذا اليونان؟ وليس بلجيكا!
رغم مشاركته مع منتخب بلجيكا تحت 21 عامًا، تعرض كاريتساس لضغوط من الاتحاد اليوناني لاستقطابه، وهو ما كان له أثر كبير في قراره النهائي.
“قلبي ينبض لليونان فقط، ولا أريد أن أشعر بالندم لو شاركت مع بلجيكا لاحقاً.”
وبرز اختياره لليونان كخطوة رمزية تعكس ولاءً للجذور، وساهمت إدارة الاتحاد اليوناني في إتمام الانتقال، لتُضيف إلى صفوفها نجمًا شابًا من طراز رفيع.
انطلاقة دولية تاريخية
لم تمضِ سوى أسابيع على مشاركته الأولى مع منتخب اليونان حتى سجل هدفه التاريخي الأول وهو في السابعة عشرة من عمره، ضمن فوز المنتخب على اسكتلندا في دوري الأمم الأوروبية على ملعب هامبدن بارك.
- الهدف الأول: في أول مباراة دولية أساسية.
- الإنجاز: أصبح أصغر هداف في تاريخ اليونان.
- التفاعل: مدرب المنتخب وصفه بـ"القاعدة الصلبة لبنائه مستقبلاً واعدًا."
وكان هذا الهلال الصغير كفيلًا بإشعال الحماس في الوسط الإعلامي والرياضي، ليس في اليونان فحسب، بل حتى خارج حدودها.
ميزات فنية وشخصية

يُعرف كاريتساس بقدرته الفريدة على:
- التمرير بين الخطوط: بنوعية عالية ودقة تجعل منه صانع لعب متميز.
- تغيير اتجاه اللعب: بسرعة ذهنية تثير الإعجاب.
- التحرك الذكي داخل المنطقة: ما يجعله قادرًا على إنهاء الهجمات.
إلى جانب ذلك، يتمتع بلياقة بدنية عالية تمكنه من الثبات تحت الضغط وحماية الكرة، مما ينسجمه تمامًا مع أسلوب اللعب الحديث.
أرقام وإنجازات الموسم الماضي
موسم 2023–2024 ترك بصمة واضحة في مسيرة كاريتساس:
- الدوري البلجيكي (الدرجة الثانية): 6 أهداف و5 تمريرات حاسمة.
- الدوري الممتاز: بدأ 5 مباريات أساسياً وصنع الفارق في 3 منها.
- العروض المميزة: دفعت إدارة جينك لرفض العروض من أياكس ومتابعيه من الأندية الكبرى.
أثر اختيار اليونان على الحاضر والمستقبل
يمثل قرار تمثيل منتخب اليونان انتصارًا للهوية الشخصية، ويمنحه زخماً إضافياً لدخول مشروع جيل جديد يضم:
- كريستوس تزوليس: نجم خط الوسط.
- شارالامبوس كوستولاس: المدافع المتطور.
- كريستوس موزاكيتيس: الجناح السريع.
ويتوقع أن يكون كاريتساس الركيزة الأساسية في بناء خط وسط يعيد لليونان مجدها الفني، خاصة في النهائيات الكبرى القادمة مثل كأس الأمم الأوروبية وكأس العالم.
الطموح وأبواب المجد
لا يزال طريق المجد طويلًا أمام الصانع الصغير، لكن المواهب التي أبداها مع جينك والمنتخب الوطني تُبدي تفاؤلاً بأننا أمام نجم مُستقبلي كبير.
تُتابع أندية مثل:
- مانشستر سيتي: الذي يبحث عن صناع لعب شبابيين.
- ميلان: الذي يرغب في تجديد الدم في خط الوسط.
- أياكس: الذي يُركز على التعاقد مع مواهب أوروبية صاعدة.
جميعهم يراقبون تطوراته بانتظام، وقد تكون هناك صفقات كبرى في غضون عام أو عامين.
الكلمة الأخيرة… قلب ينبض بيونان
مع بداية موسم 2025–2026، سيكون الجميع – من مشجعي الدوري البلجيكي إلى المتخصصين في تحليل المواهب ومن جماهير اليونان إلى الصحافة العالمية – على موعد مع متابعة مسيرة كاريتساس.
فهو يمتلك:
- جوازاً بلجيكياً: لكنه يحمل قلباً يونانياً.
- موهبة تكتيكية: تجعل منه مرشحاً للعب في الليجا أو البوندسليجا.
- روح الوطنية: التي دفعه لاختيار الهوية التي ينتمي إليها.
ومن المؤكد أن خطواته المقبلة ستكون على عتبة المنصات العالمية، بعد أن اختار الحلم اليوناني، وعانق أمجاد 2004 من بوابة الجيل القادم.
ما إن يخطو في الملعب حتى تظهر معالم عظمة لاعب اختار الهوية وعانق الحلم اليوناني بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من متابعة دربه مع الشياطين الحمر البلجيكيين.