بعد فترة غياب طويلة دامت حوالي 3 أشهر، شهدت عودة النجم الإيطالي فيدريكو كييزا إلى الملاعب مع فريق ليفربول في مباراة الفريق ضد ساوثهامبتون ضمن منافسات ربع نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. جاءت هذه الفرصة بعد صراع طويل مع الإصابات وصعوبة التأقلم مع أسلوب لعب الفريق الإنجليزي، ليحصل أخيرًا على فرصة لإثبات نفسه أمام الجماهير الإنجليزية في مباراة انتهت بفوز ليفربول 2-1، ليتأهل بذلك إلى المربع الذهبي للبطولة.
فرصة جديدة بعد غياب طويل
كان ليفربول قد تقدم بثنائية من توقيع داروين نونيز في الدقيقة 24 وهارفي إليوت في الدقيقة 32 من الشوط الأول، وهو ما أتاح للمدرب آرني سلوت فرصة تغيير خطته في الشوط الثاني وإعطاء فرصة للمهاجم الإيطالي كييزا للظهور. المدرب الهولندي، الذي غاب عن المنطقة الفنية بسبب الإيقاف، فضل إراحة مجموعة من لاعبيه الأساسيين مثل محمد صلاح وفيرجيل فان دايك وأليسون بيكر، وأتاح الفرصة للعديد من البدلاء للمشاركة في المباراة، ليحققوا المطلوب بالفوز والتأهل.
ورغم التأخر النسبي في انضمام كييزا إلى الفريق، إلا أن وجوده في المباراة بعد فترة غياب طويلة كان بمثابة فرصة مثالية له لاستعادة لياقته البدنية والتكيف مع أسلوب الفريق. قدم كييزا أداءً مقبولًا في أول 45 دقيقة له مع ليفربول، مما يعزز من فرصه للمشاركة بشكل أكبر في المباريات القادمة.
أداء مقبول يفتح الأبواب للمستقبل
انضم كييزا إلى ليفربول في الميركاتو الصيفي الماضي قادمًا من يوفنتوس، في صفقة كلفت النادي الإنجليزي 12 مليون يورو. ورغم الأمل الكبير الذي كان يرافق انتقاله، فقد تأثر اللاعب بعدد من الإصابات التي أبعدته عن المشاركة في مباريات الفريق. لم يلعب كييزا سوى 78 دقيقة فقط في أول 3 مباريات له مع ليفربول، قبل أن يحصل على فرصة المشاركة بشكل أساسي في مواجهة ساوثهامبتون.
ورغم غيابه الطويل، فإن تأديته في الشوط الثاني من مباراة ساوثهامبتون أظهرت العديد من الملامح الإيجابية. لم يكن كييزا مقيدًا بمركز الجناح الهجومي فقط، بل تحرك في مختلف الأماكن داخل المناطق الهجومية للريدز، وظهر بشكل أكثر جرأة. ورغم أنه أهدر فرصة محققة لتسجيل هدف مع الفريق، إلا أن ظهوره بشكل فعال في الهجوم ومنحه الفرصة للتهديف يعد بمثابة إشعار إيجابي للمدرب سلوت.
ابتعد عن نونيز واقترب من صلاح
من المؤكد أن كييزا عليه أن يعمل على تطوير انسجامه مع زملائه في الفريق، لا سيما مع بعض اللاعبين الأساسيين مثل محمد صلاح. في المباراة ضد ساوثهامبتون، كان كييزا قد أهدر فرصة تهديفية كبيرة بسبب تدخل غير موفق من زميله داروين نونيز، الذي سجل هدفًا في المباراة ولكن لا يزال يواجه صعوبة في استغلال الفرص. من هنا، على كييزا أن يبتعد عن التصرفات الخاطئة مع المهاجم الأوروجواياني ويحرص على تطوير تناغم أكبر مع صلاح، الذي يعتبر قائد الفريق الأول، خصوصًا بعدما تلقى كييزا دعوة من النجم المصري لإعداد وجبة عشاء صحية له، وهو ما يعكس حرص صلاح على تواجده بجانبه.
وجود كييزا في محيط النجم المصري سيُعد مكسبًا كبيرًا له، حيث يستطيع الاستفادة من خبرات صلاح، الذي يعتبر القائد الحقيقي داخل الملعب وأحد أهم لاعبي ليفربول. تلك العلاقة يمكن أن تعزز من انسجامه مع الفريق وتساعده في تقديم أفضل أداء ممكن في المباريات المقبلة.
ماذا قدم كييزا أمام ساوثهامبتون؟
يمكن تقسيم الشوط الذي لعبه كييزا أمام ساوثهامبتون إلى فترتين: الأولى كانت غير فعالة إلى حد ما، حيث بدا اللاعب فاقدًا لحساسية المباريات بسبب غيابه الطويل. في هذه الفترة، كان كييزا يظهر بشكل متردد، وكان يتجنب التدخلات الخشنة ولا يغامر كثيرًا بالكرة.
لكن في النصف الثاني من الشوط، شهدنا تحولًا في مستوى أدائه، حيث قدم أداءً أكثر جرأة وحيوية. ورغم أن كييزا لم يسجل هدفًا، إلا أن تحركاته ساهمت بشكل كبير في زيادة الفعالية الهجومية لليفربول. لمس الكرة 25 مرة وحقق دقة تمرير بلغت 78%. كما أضاع فرصة محققة للتسجيل وسدد 3 مرات، واحدة منها كانت على مرمى ساوثهامبتون، وأخرى كانت خارج الإطار. ومع ذلك، نجح في مراوغة منافسه مرة واحدة وصنع تمريرة مفتاحية كادت أن تسجل هدفًا ثالثًا للريدز، إلى جانب عرضية واحدة صحيحة.
خلاصة
بظهوره أمام ساوثهامبتون، أظهر فيدريكو كييزا أنه قادر على العودة للمشاركة بشكل تدريجي في مباريات ليفربول. ورغم أن مستواه لم يكن مثاليًا بعد، إلا أن هناك إشارات إيجابية تؤكد أن اللاعب الإيطالي قد يكون جزءًا مؤثرًا في هجوم الفريق خلال المرحلة المقبلة. مع بعض التكيف والانسجام مع زملائه في الفريق، قد يثبت كييزا نفسه كإضافة قوية للريدز في هذا الموسم.