تفاصيل الإصابة وفترة الغياب المتوقعة
تعرض هافيرتز لإصابة في أوتار الركبة خلال معسكر تدريبي لأرسنال في دبي فبراير الماضي . أكدت التقارير الطبية أن الإصابة عبارة عن تمزق عضلي في أوتار الركبة، وخضع المهاجم الألماني لعملية جراحية لمعالجتها . النادي أوضح في بيانه الرسمي أن هافيرتز سيبدأ بعدها برنامجاً مكثفاً لإعادة التأهيل، متوقعاً ألا يعود إلى الميدان قبل نهاية الموسم وربما تحضير الموسم المقبل .
هذه الإصابة الثقيلة تبعد هافيرتز عن الملاعب لفترة طويلة، حيث كان قد سجل 15 هدفاً وصنع 5 تمريرات حاسمة في 34 مباراة بجميع المسابقات هذا الموسم . وبهذا يفقد أرسنال هدافه الصريح (على الأقل حسب أرقام هذا الموسم)، مع العلم أن أرتيتا حاول تعويض غيابه بإشراك لياندرو تروسار وإيثان نوانيري ورحيم سترلينج في الأمام . وبسبب غياب هافيرتز كذلك، اضطر أرتيتا للاستعانة بخيارات غير تقليدية في مركز الصدارة، رغم تألق الفريق في نصف نهائي دوري الأبطال بعدما فاز على ريال مدريد بخماسية نظيفة في مجموع مباراتي ربع النهائي .
تصريحات رسمية عن لحاقه بالمباراة

لم يخف أرتيتا تفاؤله بإمكانية عودة هافيرتز قبل نهاية الموسم رغم التشخيص في فبراير بغيابه الطويل. فقد صرح مدرب أرسنال في مؤتمر صحفي قبل مواجهة برينتفورد: «نأمل أن نتمكن من استعادته قبل نهاية الموسم» ، وأكد أن كل إصابة تختلف عن الأخرى، وأن هافيرتز يعمل بجد ويريد العودة بأسرع وقت ممكن . كما قال: «بمجرد وصوله إلى المراحل الأخيرة من العلاج الطبيعي، يصبح من الأسهل تقييم مدى قربه من العودة»، مضيفاً أن الجهاز الطبي يعتني به عن كثب .
وفي تعليق أحدث (29 أبريل)، اعتبر أرتيتا أن “الوقت ضيق جداً” للعودة أمام باريس سان جيرمان، لكنه أنهى حديثه بتفاؤل: «أما إذا كان عليّ أن أراهن على عودته قبل الموعد المتوقع، أقول نعم» . وأضاف بتعجب وتفاؤل: «بالطريقة التي يعمل بها يومياً في صالة الألعاب الرياضية، ويشجع الجميع، لا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يوقفه بعد الآن» . هذه التصريحات الرسمية من المدرب الإسباني تعكس حرص أرسنال على إبقاء الأمل بأن يشارك هدافه في الأدوار الحاسمة، رغم شكوك اللحظات الأخيرة قبل انطلاق مباراة باريس سان جيرمان.
مسيرة هافيرتز وإنجازاته التاريخية
يعود التألق في مسيرة هافيرتز إلى كونه لاعباً شاملاً يجيد اللعب كمهاجم وصانع ألعاب. برز هافيرتز أولاً مع نادي باير ليفركوزن الألماني قبل أن ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي صيف 2020، وحجز مكانه في الذاكرة الجماهيرية بهدفه التاريخي في نهائي دوري أبطال أوروبا 2021. ففي نهائي لشبونة، سجل هافيرتز هدف الفوز الوحيد لصالح تشيلسي ضد مانشستر سيتي، محققاً أول لقب أبطال في مسيرته . هذا الهدف المجيد يعكس قدرة هافيرتز على حسم المباريات الكبرى، وهو ما تاق الجمهور لمشاهدته ممثلاً في أرسنال على أصعب المراحل.
إضافة قيمة لمسيرة هافيرتز
علاوة على ذلك، نال هافيرتز مع تشيلسي أيضاً لقب كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، مما يعكس خبرته الكبيرة على الساحة القارية والدولية . وهذه التجربة الثرية جعلت منه لاعباً مطلوباً لدعم صفوف أرسنال الطامح لألقاب كبيرة هذا الموسم. فقد تجاوزت أهدافه الإجمالية في مسيرته 130 هدفاً، منها أهداف محورية في المباريات النهائية والنهائيات القارية.
انتقاله إلى أرسنال وأبرز أرقامه هذا الموسم

في صيف 2024، أنهى أرسنال صفقة انتقال هافيرتز من تشيلسي لتعزيز خط الهجوم بعد رحيل كل من أولي واتكينز وغابرييل خيسوس لفترة طويلة. كان أرتيتا قد حول هافيرتز إلى هدف مزدوج في تشيلسي قبل رحيله، ما جعل صفقة ضمه بمثابة خطوة جريئة لدعم مختلف خط الهجوم. وقد ساهم هافيرتز منذ انضمامه بصناعة اللعب والهدف، حيث سجل 15 هدفاً وصنع 4 أو 5 تمريرات حاسمة في كل المسابقات حتى لحظة إصابته . ورغم أن هذه الأرقام تمثل موسمًا واحدًا فقط مع "المدفعجية"، فإنها حجزت له مكانًا كأحد أبرز المهاجمين في الفريق، إذ كان ثاني هدافي الفريق بعد ساكا ومارتينيللي قبل غيابه .
حاجة أرسنال وتطلع الجماهير لعودته
غياب هافيرتز يشكل فراغاً حقيقياً في تشكيل أرسنال، حيث يجمع بين الطول والقوة والمهنية التي تجعل منه مهاجماً مثالياً للفريق. الجماهير ترى فيه "سلاحاً سرياً" كان يعتمد عليه أرتيتا لقتل أي مباراة بحرفية عالية، خصوصاً في الأوقات الضائعة والهجمات المرتدة. وكانت صحيفة الـStandard ذكرت أن هافيرتز تسبب بمشاكل كبيرة لباريس سان جيرمان بحركته وقدرته على التحول من الدفاع للهجوم في المباراة السابقة بين الفريقين، والتي انتهت بفوز أرسنال 2-0 بتسجيله هدفاً . ولذلك، يأمل جمهور "المدفعجية" بشغف في رؤيته على أرض الملعب مرة أخرى، خاصة وأن الفريق يعتمد بشكل أكبر الآن على سكا وستيرلينج وتروسار للتهديف.
تعليق الصحافة والمحللين
صحف عالمية عدة أشارت إلى أن تعافي هافيرتز قد يزيد من قوة أرسنال الهجومية بشكل كبير، إذ اعتبر محللون أن وجوده في الملعب يمنح الفريق بعداً جديداً في العمق وفي الكرات العالية. ورغم أن النقاد أشاروا إلى أن أرسنال أثبت قدرتهم على الفوز بدونه بالتأهل لنصف النهائي لأول مرة منذ 2009، إلا أن معظم التعليقات أشارت إلى أن مواجهة باريس سان جيرمان تختلف من حيث المستوى والدقة المطلوبة. ويرى بعض المحللين الرياضيين أن عودة هافيرتز، حتى لو لم تكتمل بالشكل الأمثل، ستشجع باقي الزملاء وترفع الروح المعنوية للمدفعجية قبل معارك نصف النهائي. وبشكل عام، تسود حالة من القلق والإثارة بانتظار أي خبر إيجابي قد يصدر عن عملية إعادة التأهيل، فعودة نجم بحجمه في الوقت المناسب قد تحول دفة المنافسة لصالح أرسنال في "أم المعارك القارية".
في الختام
في المجمل، يبقى ملف كاي هافيرتز مفتوحاً حتى الصفارة الأولى لمباراة باريس سان جيرمان. وأرسنال، المتسلح بالإيمان بحسن إنجازاته لدى عودته السابقة للنهائي الأوروبي، لن يتوانى عن استخدام كل أوراقه الانتخابية من أمل واعباء حتى اللحظة الأخيرة. في انتظار انطلاق اللقاء، تحبس الجماهير الأنفاس وتنتظر زفير النجم الألماني وهو يعود إلى غرفة الملابس، آملاً أن يأتي اليوم المنتظر حاملاً معه الحسم والطاقة الهجومية المنقذة.