رحلة تألّق مبكرة
انضم جوب (19 عامًا) إلى سندرلاند خلال فترة الانتقالات الصيفية قبل عامين قادمًا من نظام الناشئين في برمنغهام سيتي، ونجح منذ موسمه الأول في فرض نفسه كركيزة أساسية في تشكيل الفريق، مستفيدًا من بنيته الجسدية القوية (1.85 م) وقدرته على قراءة اللعب وتفكيك هجمات المنافسين. ومع انطلاق الموسم الحالي، شهد أداؤه نقلة نوعية، إذ راكم 39 مشاركة رسمية بين الدوري ومباريات الأدوار الإقصائية للتأهل إلى "البلاي أوف"، مسددًا أربعة أهداف وصانعا ثلاث تمريرات حاسمة، فضلًا عن تمركز دفاعي أظهر توازنًا نادرًا بين القوة البدنية والانطلاق الصحيح نحو الكرة.
دور المحور الدفاعي في فلسفة سندرلاند
قاد المدرب السويدي أندريه لوتسن فريقه إلى نمط لعب يعتمد على صلابة خط الوسط كقاعدة لبناء الهجمات، وجاء جوب في قلب هذا التوجه التكتيكي. فقد تحوّل الرجل الثاني في عائلة بيلينجهام إلى مرساة دفاعية أمام خط الدفاع، حيث بلغ معدل التحاماته الناجحة 72% حسب بيانات Opta، مع متوسط 2.1 قطع أو اعتراضات لكل مباراة وقدرة لافتة على التحول السريع من الدفاع للهجوم بفضل تمريراته البينية. وهذا الدور الدفاعي المحوري عزّز من فرص سندرلاند في الحفاظ على نظافة شباكه مرتين في كل خمس مباريات تقريبًا، مسجلاً أحد أفضل المؤشرات بين لاعبي الوسط الشباب في البطولة.
منافسة شديدة على الجائزة
تنافس جوب مع أكثر من عشرة مواهب صاعدة، ضمت أسماء مثل هاريسون فيليبس لاعب هدرسفيلد تاون وجوناثان تيلمان فانينج لاعب بلاكبيرن روفرز، لكن المستوى الثابت والتركيز الكبير على التفاصيل الفنية منحاه التفوّق، ليحصد الجائزة التي تمنحه منصة أكبر للتألق وتفتح أمامه أبواب الدوري الإنجليزي الممتاز مباشرةً. وحلّ لاعب هيديرسفيلد فيليبس في المركز الثاني، فيما اكتفى فانينج بالمركز الثالث، بفضل مساهماته الهجومية البارزة.
تأثير الإنجاز على مستقبل "الأخ الصغير"

تجدر الإشارة إلى أن جوب هو الأخ الأصغر لجود بيلينجهام (20 عامًا)، نجم وسط ريال مدريد الإسباني والمنتخب الإنجليزي، الذي توّج مؤخرًا بجوائز الفردية الأوروبية بعد قيادته "الميرنغي" إلى لقب دوري أبطال أوروبا. وقد عبّر والد العائلة في تصريحات لـ"سكاي سبورتس" عن فخره بالتوازن بين الأخوين: "جود كان قدوة لجوب في الالتزام والانضباط داخل الملعب وخارجه، واليوم يبرهن الأخ الأصغر أن طريق النجومية لا يقتصر على المهاجمين أو صُنّاع الألعاب فحسب، بل يمتد إلى المحور الدفاعي".
ردود فعل جماهيرية وإعلامية
تفاعل أنصار سندرلاند على مواقع التواصل الاجتماعي بفعاليات إلكترونية نظمتها بعض الحسابات الرسمية للنادي، تحت وسم #JobeTheWall، تأكيدًا على الطبيعة الصلبة لأدائه في وسط الميدان. هذا إلى جانب تغطيات من صحف "ديلي ميل" و"ذا تايمز" البريطانية، التي أشارت إلى أن حصد جوب لجائزة أفضل لاعب شاب في التشامبيونشيب قد يقوده مباشرةً إلى العيون اللامعة لأندية "البريميرليغ"، مثل أرسنال وتوتنهام، اللتين تبحثان عن تعزيز خط الوسط بعناصر شابة وقوية.
بين الماركة الأوروبية والفرص القارية
مع بروز اسم جوب على الساحة المحلية، تبدأ بوادر اهتمام أوروبّيّ – ولو محدود في هذه المرحلة – من أندية الدوري الهولندي أو البوندسليغا، حيث تعتمد فلسفات اللعب على الوسط المتوازن. وفي حال نجح سندرلاند بالصعود إلى الدوري الممتاز عبر "البلاي أوف"، ستصبح مهمة الإبقاء على موهبة بريطانية صاعدة أكثر تحديًا أمام عروض مغرية نقديًا وفنيًا، بينما ضمنيًا سيتحول المحور الدفاعي إلى منصة جذب للرعاة والشركات الراغبة في التصنيف الشبابي المميز.
الخطوات المقبلة وطموحات الأشقاء

يركّز جوب هذه الأيام على معسكر الإعداد الصيفي مع سندرلاند، متطلعًا إلى الارتقاء بمستوى فريقه إلى تحديات الدوري الممتاز محتملًا. وبحسب تصريحات المدرب لوتسن في المؤتمر الصحفي الأخير، فإن رؤية النادي تستند إلى "بناء فريق حول جوب بيلينجهام كحارس متوسط من نوع خاص"، مع منح الفرصة للمدير الرياضي لإعداد قائمة دعم تنافسية تحفظ قاعدة الصلابة التي وفرها الجناح الدفاعي الصاعد.
من جانبه، لا يخفي جود بيلينجهام—الذي تابع حفل توزيع الجوائز عبر البث المباشر—سعادته العارمة بإنجاز شقيقه، وكتب على حسابه الرسمي: "فخور جدًا بما حققته يا جوب، هذه البداية فقط، طريقنا طويل وكبير!"، في رسالة تؤكد الدعم الأسري والعائلي.
انعكاسات الاستحقاق على البحث الإلكتروني
مع نهاية الموسم، شهدت محركات البحث تزايدًا بنسبة 150% في حجم الاستعلامات عن "جوب بيلينجهام" و"أفضل لاعب شاب التشامبيونشيب"، حسب تقرير "غوغل تريندز"، ما يوضح حجم الضجة التي أحدثها الإنجاز وما يمكن أن يقدمه اللاعب من محتوى إعلامي وتسويقي للنادي في المرحلة المقبلة.
ختامًا، ينسج جوب بيلينجهام قصة صعوده بخطى ثابتة من قلب وسط ملعب سندرلاند، حاملاً إرث أخيه الأكبر ومسؤولية إظهار قدرة المشوار الدفاعي على احتلال مكانٍ بارز بين أبرز المواهب الشابة. ومع انطلاقة الموسم الجديد، ينتظر الجميع متابعة ما إذا كان هذا التتويج سيشكّل نقطة انطلاقة لأفق أوسع في الدوري الإنجليزي الممتاز أو حتى المشاركة في البطولات الأوروبية، في رحلة تثبت أن كرة القدم ليست محصورة بمنصات الهجوم فحسب، بل يمتد إشعاعها إلى بين الخطوط وصناعة الفارق من العمق.