شهدت الأوساط الرياضية موجة من الجدل والتوتر عقب تصريحات مهاجم نادي النصر الشاب، جون دوران، الذي تحدث بجرأة عن الانتقادات التي طالت مسيرته منذ انتقاله إلى الملاعب السعودية، وكذلك عن اتهامات البعض بأنه "هرب" من أوروبا. جاءت تصريحات دوران بعد مشاركته الأخيرة مع منتخب كولومبيا، حيث ساهم في تسجيل هدف حاسم خلال تعادل فريقه (2-2) مع باراجواي ضمن منافسات الجولة 14 من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026.
الرد على الانتقادات
في لقاء صحفي نقلته شبكة "ESPN" العالمية، لم يتوانَ جون دوران عن الرد على الانتقادات اللاذعة التي وجهت إليه من قبل منتقديه، مؤكدًا أن احتفاليته بعد هدفه لم تكن مجرد رد فعل عفوي، بل كانت رسالة صريحة لمن تنتقد جهوده. قال دوران: "احتفاليتي لم تكن مجرد عرض للفرح، بل كانت محاولة لإغلاق أفواه من يحاولون التقليل من إنجازاتي. لقد بذلت كل جهدي لأثبت نفسي في الملعب، ولست هنا لأهرب من التحديات أو لأبحث عن ملاذ سهل."
وفي تصريح آخر، أضاف دوران أن رحيله عن أوروبا لم يكن ناتجًا عن رغبة في الهروب، بل جاء نتيجة لرغبته في مواجهة تحديات جديدة وتطوير مسيرته كلاعب محترف. "أنا هنا لأثبت أنني قادر على تسجيل الأهداف وتقديم أداء مميز مع نادي النصر، وأنني ملتزم بتطوير مهاراتي في كل فرصة تتاح لي"، هكذا أوضح دوران، الذي يُعد من اللاعبين الذين يسعون جاهدين لتحويل الانتقادات إلى دوافع للتفوق.
أداء المنتخب الكولومبي
وتطرق جون دوران في حديثه أيضًا إلى الأداء المتذبذب لمنتخب كولومبيا، مُشيرًا إلى أن النتائج ليست دائمًا مستقرة وأن كرة القدم بطبيعتها لعبة تقلباتها كثيرة. وقال بلهجة حماسية: "لم نكن آلهة عندما حققنا العديد من الانتصارات، والآن لسنا من الشياطين بسبب تراجع النتائج. كرة القدم لعبة تتطلب منا المثابرة والصبر، وكلنا نتعرض لظروف صعبة في بعض الأحيان." هذه الكلمات جاءت لتعكس روح التحدي التي يتمتع بها اللاعب الشاب، كما أنها حملت رسالة تحفيزية لكل من يتابع أداء المنتخب الكولومبي، الذي يواجه تحديات كبيرة في التصفيات.
مسيرته مع النصر
بالنظر إلى مسيرته مع نادي النصر، ينتمي جون دوران إلى فئة اللاعبين الشباب الذين يجذبون الأنظار بفضل أدائهم المميز. انضم دوران إلى النصر في يناير 2025 قادمًا من صفوف فريق أستون فيلا، وقد كانت صفقة انتقاله بمبلغ يُقدر بـ90 مليون يورو، مع تفاصيل تشمل 77 مليون يورو ثابتة و13 مليون يورو متغيرة. وقد وقع اللاعب عقدًا يمتد حتى 30 يونيو 2030، مما يضمن له الاستقرار في صفوف الفريق ويسمح له بالتركيز على تطوير مهاراته وتحقيق الأهداف التي يصبو إليها النادي.
ومنذ انضمامه إلى النصر، استطاع دوران أن يترك بصمة واضحة على المستطيل الأخضر، إذ سجل 7 أهداف خلال 9 مباريات في مختلف المسابقات المحلية والخارجية. هذا الأداء اللافت جعل منه أحد الوجوه الصاعدة في الدوري السعودي، كما أعاد له ثقة الجماهير في قدرته على المنافسة على مستوى عالٍ، خاصة في ظل الأجواء التنافسية التي يشهدها الدوري.
رفض اتهامات الهروب من أوروبا
ومن جانب آخر، فإن تصريحات جون دوران جاءت كرد فعل مباشر على الهجمات الإعلامية التي حاولت تصوير انتقاله إلى السعودية على أنه هروب من أوروبا، وهو ما رفضه بشدة. أكد اللاعب أن وجوده في الدوري السعودي ليس إلا خطوة مدروسة تهدف إلى تعزيز مسيرته الاحترافية وتطوير قدراته في بيئة تنافسية جديدة. وأضاف: "كل خطوة أخطوها في مسيرتي كانت دائمًا مدفوعة برغبة في التحسن وتعلم كل ما هو جديد. إنني هنا لأثبت للعالم أنني قادر على المنافسة في أي دوري وفي أي بيئة رياضية."
رؤيته لكرة القدم
هذا الموقف الإيجابي والواقعي الذي يتصف به جون دوران يعكس فكرته حول كرة القدم كمجال يتطلب المرونة والتحمل في مواجهة التقلبات. وفي ظل هذه التصريحات، يتضح أن اللاعب لا يكتفي بتحقيق الأهداف الفردية فقط، بل يسعى أيضًا لأن يكون مثالاً يحتذى به في الروح الرياضية والتحدي. وقد أثار هذا التصريح إعجاب العديد من المشجعين الذين رأوا فيه الدافع الحقيقي للتغلب على الصعاب واستعادة الثقة في المسيرة الكروية.
مستقبله مع النصر
إن مستقبل جون دوران مع نادي النصر يبدو واعدًا، خاصة مع الاستمرارية في أداء المهام الموكلة إليه وتسجيل الأهداف الحاسمة في المباريات. يُتوقع أن يستمر اللاعب في تقديم أداء يليق بتوقعات الجماهير وأن يكون عنصرًا رئيسيًا في تعزيز صفوف الفريق في المسابقات المحلية والقارية. ومع مرور الوقت، ستُثبت الإنجازات التي يحققها دوران أن الانتقادات لا تؤثر على عزيمته، بل تُحفزه على بذل المزيد من الجهد لتحقيق الأفضل.
