إشارة فيدال تكبِّل الفريق وتطيح بفرصة التأهل!

a month ago
فيدال

في ليلة سوداء لنادي “كولو كولو” التشيلي، أبى المخضرم أرتورو فيدال إلا أن يجعل من مشاركته في كأس ليبرتادوريس ذكرى لا تُنسى، ولكنّها هذه المرّة بصبغة التراجيدية، بعد طرده إثر ردّه على جماهير “راسينج” الأرجنتينيين بإشارة استفزازية لا تُغتفر، قُدِّرت ثمنها بخسارة قاسية 0-4 وإقفال أي نافذة أمل للتأهّل إلى الأدوار الإقصائية.

بيروتادوريس تحت السيطرة… وكولو كولو يغرق في “مستنقع” المركز قبل الأخير

حلّ “كولو كولو” ضيفاً ثقيلاً على “راسينج كلوب” في ملعب “إلمونيمونتال” في الجولة السادسة من دور المجموعات لكأس ليبرتادوريس، حامل اللقب. بداية المباراة لم تشر إلى أنها ستشهد كارثة مدوية؛ إذ بدا أبناء المدرب غوستافو كوينتيرو منضبطين تكتيكياً وتطلّعاتهم معلقة على انتزاع نقطة أو أكثر أمام فريق أرجنتيني ناري.

غير أن فشل خط المقدمة في مجاراة الرتم الأرجنتيني منح “لا أكاميسا بوردا بلاكو” – كما يُلقَّب “كولو كولو” – انزلاقاً تدريجياً أثمر بهدفين سريعين في الشوط الأوّل. وفي الشوط الثاني، وبعد تسجيل الرابع، حاول فيدال استعادة الثقة الجماهيرية بردّ كرتيّته على مشجّعي “لا أغريخا” القريبين من ركله الثابتة، فرفع إصبعيه في الهواء، متذكّراً كأسَي كوبا أمريكا 2015 و2016 اللذين حسمتهما تشيلي على حساب الأرجنتين.

إشارة “التتويجين” تُثمر بطاقة حمراء: الوداع القسري للعملاق التشيلي

لم تكد أقدام فيدال تفرغ من الحركة حاملة الإشارة، حتى أشهر الحكم البطاقة الصفراء بحقّه لإنهاكه النظام، وهو ما يُعدُّ إنذاراً شديد اللهجة لأي لاعب يخرج على سلوك اللعب النظيف. لكن رقعة الملعب لا ترحم: بعد دقائق من الإنذار الأول، انزلق فيدال في تدخلٍ على وسط الملعب لم يكن له من مخرج إلا إشارة الاستفزاز المماثلة، فحلّت البطاقة الحمراء مباشرة، ليخسر فريقه عمقه القيادي النادر في الوقت الحاسم، قبل ربع ساعة على نهاية اللقاء.

على وقع الطرد، استغلّ “راسينج” انعدامه ليزيد الغلة إلى أربعة أهداف، مرسّخاً احتلاله صدارة المجموعة، بينما تجمد رصيد “كولو كولو” عند نقطتين فقط من خمس مواجهات، ليصبح رسمياً خارج حسابات التأهّل، وبعائقٍ أخلاقي لن يُمحى سهلاً من سجل فيدال الكبير.

غضب جماهيري ورأي محلّلين: “من أهان فينيسيوس لم يستثنِ أحداً”

فينيسيوس

سرعان ما تصدّر اسم فيدال مواضيع النقاش على وسائل التواصل الاجتماعي في تشيلي والأرجنتين على حد سواء. وصفه بعض المغردين بأنه “سقط في فخ الاستفزاز النرجسي”، في حين رأى آخرون أن “إشارته الأيديولوجية لحظت بطرده العادل لأن كرة القدم لا تعرف لغة القبلية والغرور”.

وفي وسائل إعلام أرجنتينية، كتب محللون أن “رداءة التوقيت واللاعبية تسبّبتا في انتهاء أسطورة يملكها فيدال بقرارات متسرعة، رغم أنه أحد العقول التكتيكية القليلة التي امتلكتها تشيلي خلال العقدين الماضيين”.

مسيرة فيدال تتعرّض للاهتزاز… ومستقبل مجهول مع “الأعظم إعلامياً”

يُعتبر أرتورو فيدال واحداً من أكثر نجوم تشيلي شعبية وألقاباً؛ فقد مرّ من بوابة أندية كبرى مثل يوفنتوس وبرشلونة وبايرن ميونيخ، وحاز ألقاب دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني والكأس الملكي الإسباني وكأس ألمانيا، قبل أن يختتم مسيرته المحلية مع “كولو كولو”.

اليوم يبلغ فيدال 37 عاماً، ويعقد اتحاد كولو كولو أمالاً على قلمه الإشرافي وخبرته القيادية، في حين ينتهي عقده مع النادي في ديسمبر المقبل. ومع هذا الطرد المثير للجدل، قد تعيد الإدارة النظر في بقاء اللاعب أو البحث عن بدائل أكثر انضباطاً، خصوصاً في حال ضيق الخناق على البطولات المحلية التي يبتعد فيها الفريق حالياً عن المراكز المؤهلة للأحداث القارية.

صفحة جديدة أم وداعٌ بالدموع؟ خيارات العملاق التشيلي

التشيلي

1. الاستمرارية والإصلاح:

منح فيدال درساً قاسياً لكنه قد يستعيد ثقته عبر الانضباط والانتصارات المحلية، مما يجعل دوره قائداً روحياً في ضمّ الفريق إلى صدارة الدوري التشيلي.

2. التقاعد الفوري:

بعد طرد “العار”، قد يختار الاعتزال الفوري من “أعظم مشوار في التاريخ التشيلي” لإنهاء القصة بفصول مشرفة دون مزيد من الأزمات.

3. رحيل نحو آفاق جديدة:

استغلال تجربته الكبيرة في الدوري السعودي أو الأمريكي، حيث قد يقبل الدور الاستشاري أو حتى التدريب القيادي للشباب، بعيداً عن أضواء الصحافة اللاذعة.

ملاحظة أخيرة… كوبا أمريكا تجدد التحدي

تبقى ذكرى لقبَي كوبا أمريكا 2015 و2016 أشدّ من أيّ إشارة استفزازية، فقد شكّلا لحظتين لا تُمحى من ذاكرة فيدال ومشجعيه. لكن درس “ليبرتادوريس 2025” واضح: حتى أساطير الكرة ليست فوق القانون، ولا يكفي التاريخ في الملعب لتبرير لحظة طيشٍ يمكن أن تخسر بها فريقك كل الأمل.

يبقى لمنصات التواصل والحكام ولجنة انضباط الكونميبول دورٌ محوري في ترسيخ القيم الرياضية التي تحتضن التنافس الشريف، وتمنع أي لاعب مهما علا شأنه من قلب مباراة بطردٍ أحادي الإشارة، يكسّر جماهيره قبل أن يكسّر ذاته.

المزيد من المقالات