
تصريحات محمد صلاح كانت واضحة، فهو يرغب في البقاء مع ليفربول، ولكن الإدارة الرياضية للنادي يبدو أنها تفكر في المستقبل بشكل مختلف. محمد صلاح، الذي أصبح أحد الأعمدة الأساسية في الفريق منذ انضمامه في صيف 2017 قادمًا من روما الإيطالي، يجد نفسه في مفترق طرق جديد في مسيرته مع "الريدز". رغم الدعم الذي يتلقاه من زملائه في الفريق والجماهير، إلا أن إدارة فينوار سبورتس المالكة للنادي تتبنى وجهة نظر مغايرة، متسائلة عن مدى قدرة اللاعب على الاستمرار بنفس الكفاءة في المستقبل القريب.
تجديد العقد: هل يستحق المخاطرة؟
في الأسابيع المقبلة، سيحتفل صلاح بعامه الثالث والثلاثين، مما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل "مو" مع ليفربول. ففي حين أن اللاعب لا يزال يؤدي بمستوى مميز، خاصة في الموسم الجاري حيث ينافس النرويجي إيرلينغ هالاند على جائزة هداف الدوري الإنجليزي، إلا أن المخاوف من تراجع أدائه مع التقدم في العمر بدأت تظهر. يتقاضى صلاح حاليًا راتبًا أسبوعيًا يبلغ 350 ألف جنيه إسترليني، وفي حال تم تجديد عقده لمدة ثلاث سنوات وفقًا لشروطه المالية، قد يتكلف النادي 60 مليون جنيه إسترليني.
إدارة ليفربول، التي عادة ما تفضل التحفظ في قراراتها المالية، تخشى استثمار هذا المبلغ الكبير في لاعب قد تنخفض فعاليته مع مرور الوقت. هل يكون من الحكمة استثمار هذا المبلغ في تجديد عقد صلاح؟ هذا هو السؤال الذي يحير الإدارة.
بدائل باهظة الثمن: فينيسيوس أو يامال؟
لكن، إذا قررت إدارة ليفربول البحث عن بديل لصلاح، فالوضع لا يبدو أكثر وضوحًا. حسب تقرير صحيفة "ديلي ميل"، قد تضطر إدارة النادي لدفع ضعف المبلغ الذي سيحصل عليه صلاح من أجل التعاقد مع لاعبين مثل فينيسيوس جونيور من ريال مدريد، أو لامين يامال نجم برشلونة الشاب، لكن المشكلة تكمن في أن كلا اللاعبين يبدو أنهما غير متاحين للانتقال في الوقت الراهن.
صلاح: الرغبة في البقاء
من جانبه، عبر محمد صلاح في عدة مناسبات عن رغبته في البقاء مع ليفربول. هو يطمح إلى الاستمرار في المنافسة على الألقاب الكبرى، سواء في الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا. صلاح يتمنى تجديد عقده لموسمين آخرين، مع الحفاظ على راتبه الأسبوعي الحالي، وهو ما يتعارض مع رغبات إدارة النادي التي تفضل تجديد العقد لمدة موسم واحد فقط، مع إمكانية تمديده لموسم إضافي، ولكن مع تقليص في الراتب الأسبوعي.
المستقبل غامض
بين رغبة صلاح في البقاء واستمرار تألقه في الملعب، وتردد إدارة ليفربول في الالتزام بشروطه المالية، يبدو أن مستقبل صلاح مع "الريدز" يتجه نحو مفترق طرق. هل سيظل "مو" في ليفربول بعد هذه المفاوضات؟ أم أن النادي سيتخذ قرارًا صعبًا بالتخلي عن أحد أعظم لاعبيه في تاريخ النادي؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذه الأسئلة.