
احترامٌ مسبق ودعوة للتركيز
في مؤتمر صحفي اختصر فيه كل الجدل الدائر حول مستقبله في برشلونة، حرص الألماني هانزي فليك على وضع النقاط على الحروف قبل 24 ساعة من مواجهة “الديربي الكتالوني” مع إسبانيول، مؤكدًا أنه لا يشعر بوصمة ذنب تجاه ريال مدريد، ومتوعدًا بأن تحركاته التكتيكية ستخطف الأضواء في مباراته الحاسمة على لقب الليغا.
لم يخفِ المدرب صاحب الخبرة الواسعة (62 عامًا) إعجابه بالتطور الذي طرأ على إسبانيول خلال النصف الثاني من الموسم، مستدركًا:
“أهم شيء هو احترام المنافس. لا أريد أن أتحدث عما حدث قبل عامين، إسبانيول فريق قوي وناضج، ويعرف كيف يستغل الظروف لصالحه.”
وأضاف بابتسامة:
“لدينا ثلاث مباريات للتحدث بعد انقضاء الموسم، أما الآن فالتركيز كله يذهب إلى المباراة غدًا.”
تجهيزات المنصة الفنية وعلاج الأجسام

شارك فليك سرّ تأهيل مهاجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي والظهير الشاب باو كوبارسي، قائلًا إن الثنائي:
“جاهز بدنيًا وفنيًا لقيادة الهجوم.”
وبدا أن المدير الفني يعمد إلى الحفاظ على الغموض بشأن حارس المرمى الأول، عندما امتنع عن تأكيد مشاركة فويتشيك شتشيسني بدلاً من مارك أندريه تُر شتيجن أو العكس، موضحًا:
“سأكشف عن بطاقتي قبل صافرة البداية فقط.”
“هل سأتابع ريال مدريد؟ ربما!”
وفي لقطة طريفة، سُئل فليك إن كان سيشاهد مواجهة ريال مدريد أمام مايوركا التي تسبق لقاءه، فأجاب:
“لم أقرر بعد. قد يكون متابعة المباراة مصحوبة ببعض الحظ، لكن الأهم أن أكون مركزًا مع فريقي.”
حديث العقد وتجديد الصفقات

لم يفوت المدير الفني الفرصة للتعليق على أنباء تجديد عقده حتى صيف 2027، فاعتبرها “موضع فخر”، لكنه شدّد:
“ليس الوقت المناسب للحديث عن التفاصيـل. لقد حضرت عشاءً احتفاليًا مع الإدارة، لكن الأمور الرسمية تحتاج إلى ثلاث مباريات أولًا.”
وبهذا، أبقى الباب مفتوحًا أمام مراقبي سوق المدربين، منتظرين مباراته الكبرى قبل التأكد من مستقبله.
إشادة مدوية لأنشيلوتي
انتقل فليك سريعًا للحديث عن نظيره الإيطالي كارلو أنشيلوتي، متناولًا إياه بكل احترام بعدما أعلن الأخير رحيله المرتقب لتدريب منتخب البرازيل.
ومن بين تصريحاته:
“أنشيلوتي قدم في مدريد واحدة من أنجح الفترات التدريبية في تاريخ اللعبة؛ إنه رجل نبيل وقيادي حقيقي. أتمنى له كل التوفيق في مهمته الجديدة، لأنه سيجد منتخبًا يعشق الكرة ويقدّر الإبداع.”
لم تخفِ كلماته الإعجاب بالخبرة التي يتمتع بها المدرب الإيطالي في مختلف البيئات الكروية.
الدفاع عن أراوخو والتأكيد على روح الفريق
حين ورد ذكر المدافع الأوروجوياني رونالد أراوخو، خرج فليك مدافعًا عنه، مشيرًا إلى أن:
“الجميع يرتكبون أخطاء فنية وشخصية في المباريات والحياة، ولا أحد معصوم.”
وشدد على أن بيئة النادي تشجع على التعلم من الهفوات وليس التصفية داخل غرفة الملابس.
لا مزيد من الكتب بعد تجربة واحدة
في نوبة فكاهية خفيفة، تطرق المدرب إلى إمكانية كتابة مذكرات عن تجربته مع برشلونة، ليرد بابتسامة:
“كتبت كتابًا واحدًا من قبل… وأعتقد أن هذا يكفيني.”
وأوضح أن الأيام القادمة مع الفريق هي المادة الأكيدة لأي تقييم مستقبلي، سواء بالإبقاء عليه أو فتح صفحة جديدة بعد نهاية عقده المحتمل.
سياسة الضغط والسيطرة الميدانية
استكمل فليك تصريحاته بالتأكيد على سر نجاحه التكتيكي هذا الموسم؛ إذ لا يترك للفرق الكبرى – مثل ريال مدريد – فرصة لبناء اللعب من خط الدفاع، متذكرًا المواجهة الأخيرة التي:
“لم يمتلك فيها المنافس أي وصول حقيقي لوسط ملعبنا.”
وأضاف:
“هذا الأسلوب مبني على السيطرة والضغط العالي، وسيكون مفتاحنا أمام إسبانيول وغدًا وكل فريق نلاقيه.”
في الختام… ليلة لن تكون هادئة
في نهاية المؤتمر، بدا جليًا أن الليلة لن تكون هادئةً في “كامب نو” ومحطات “لا دوري” و”Esports” العالمية، فكل كلمة لفليك تُحلل وتُعاد قراءتها من الصحافة والمشجعين قبل ساعات من المواجهة.
بينما تنتظر الجماهير رؤية خطة المدرب الألماني أمام غريم مدينة برشلونة، يبقى السؤال الأكثر إثارة:
هل سينجح فليك في تحقيق التوازن بين تفرّده بأسلوبه الخاص وإرضاء طموحات “البلوجرانا” للقب الليغا، أم ستكشف الشكوك حول مستقبله بعد صافرة النهاية؟