تعيش جماهير نادي الهلال حالة من الترقب والترقب بعد إعلان إدارة النادي عن منح مهلة أخيرة للمدرب البرتغالي جورج جيسوس، الذي بات مستقبله على المحك بعد الخسارة الثقيلة التي تكبدها الفريق أمام نادي الاتحاد. ففي مباراة الجولة 21 من دوري روشن السعودي للمحترفين 2024-2025، التي أقيمت على ملعب “الإنماء” بمدينة جدة، تعرض الهلال لهزيمة كبيرة بنتيجة 1-4، مما دفع الإدارة لاتخاذ خطوة حاسمة قد تغير مسار الموسم ومستقبل الفريق.
المهلة الأخيرة: ثلاث مباريات حاسمة
في أعقاب هذا الأداء المخيب للآمال، جاء قرار الإدارة بمنح جيسوس مهلة محددة تتمثل في ثلاث مباريات قادمة، يجب عليه خلالها تحقيق نتائج إيجابية ورفع مستوى الأداء قبل أن تُتخذ إجراءات قد تصل إلى إقالته من منصبه. وتشمل المباريات الثلاث المقبلة مواجهة الهلال مع نادي الخلود في الجولة 22 من الدوري، ومباراة نارية ضد الأهلي في الجولة 23، بالإضافة إلى مواجهة صعبة ضد نادي باختاكور الأوزباكي في ذهاب دور الـ16 من مسابقة النخبة الآسيوية يوم 4 مارس 2025.
تحديات جيسوس في المباريات القادمة
يأتي هذا القرار في سياق محادثات داخلية جمعت إدارة الهلال مع المدرب بعد الهزيمة المدوية أمام نادي الاتحاد، حيث أكد المسؤولون على ضرورة استعادة الفريق لمستواه المطلوب. إذ أن نتائج الموسم الحالي، رغم الإنجاز الكبير الذي حققه الفريق في الموسم الماضي من حيث التألق والبطولات المحلية، أصبحت الآن تعاني من تذبذب ملحوظ في الأداء. فقد بدأ الهلال الموسم 2024-2025 بالتتويج بلقب السوبر السعودي، لكنه ودع كأس خادم الحرمين الشريفين من دور ربع النهائي، فيما يحتل الفريق المركز الثاني في جدول ترتيب دوري روشن، وهو ما يجعله في وضع حساس يتطلب تحسين النتائج لضمان المنافسة على لقب الدوري.
خلفية جورج جيسوس مع الهلال
يعتبر جورج جيسوس من المدربين المخضرمين الذين يمتلكون خبرة طويلة في إدارة الفرق الكبيرة؛ إذ قاد الفريق الأول للهلال في فترة سابقة من يوليو 2018 إلى يناير 2019، والآن يعود لتولي المسؤولية في “ولايته الثانية” التي بدأت في صيف عام 2023. وخلال هذه الفترة، أدار جيسوس 87 مباراة رسمية، محققاً نتائج إيجابية تجاوزت التوقعات، حيث فاز الفريق في 74 مباراة وتعادل في 8 مباريات فقط، مع تسجيل 255 هدفاً مقابل 79 هدفاً استقبلها الفريق. كما حقق الهلال تحت قيادته أربعة ألقاب كبرى، منها لقب السوبر السعودي مرتين، ودوري روشن للمحترفين وكأس الملك، ما يدل على القدرة على تحقيق الإنجازات في أوقات سابقة.
التحديات القادمة: مواجهات صعبة

إن هذه المهلة التي منحها النادي تعتبر بمثابة اختبار نهائي للمدرب، حيث سيكون عليه إظهار قدرة واضحة على استعادة النظام التكتيكي وتحسين أداء الفريق في مواجهة خصوم قوية. ففي مباراة الهلال ضد الخلود، سيكون على جيسوس أن يقدم خطة محكمة تُعزز من الانتظام الدفاعي والهجومي، كما يجب عليه إيجاد البدائل المناسبة لتعويض أي ثغرات تكتيكية قد ظهرت في المباراة الأخيرة مع الاتحاد. ومن المؤكد أن هذا اللقاء سيُشكل منصة لإعادة تقييم الأداء وتحديد نقاط الضعف والقوة داخل الفريق.
دور الإدارة والجماهير في دعم الفريق
يُشير بعض المحللين إلى أن هذه الفترة الحرجة قد تكون فرصة لتعديل التشكيلة وإدخال لاعبين جدد قد يكونون قادرين على تقديم أداء متميز. فمن ناحية، قد يكون هناك بعض اللاعبين الشباب الذين ينتظرون الفرصة لإثبات جدارتهم، ومن ناحية أخرى قد تحتاج الإدارة إلى إعادة النظر في الخطط الفنية لتوفير توازن أكبر بين الخطوط. إن أي تعديل في التشكيلة يجب أن يكون مبنياً على دراسة دقيقة وتحليل متعمق لأداء اللاعبين خلال التدريبات والمباريات السابقة، وذلك لضمان أن يكون البديل مناسباً لتحمل المسؤولية في ظل غياب أي عنصر أساسي.
مستقبل الهلال في الميزان

إن مستقبل الهلال في الموسم الحالي يعتمد بشكل كبير على كيفية تعامل جيسوس مع هذه المرحلة الحرجة، فهو الآن في موقف يتطلب منه تقديم أداء يرتقي بتوقعات الجماهير والإدارة على حد سواء. وإذا استطاع أن يحقق الفوز في المباريات الثلاث المقبلة، فسيكون ذلك بمثابة تأكيد على قدرته على إعادة النظام للفريق وتحقيق الاستقرار الفني الذي يحتاجه النادي للمنافسة على الألقاب. أما في حال تعثر الأداء، فإن القرار بالإقالة سيكون خياراً محتملًا لا بد منه لضمان أن تستمر الإدارة في اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق النجاح.
ختام المرحلة الحرجة
تظل الجماهير والمهتمون بكرة القدم يترقبون بشغف نتائج المباريات القادمة، حيث يتجمع الجميع حول طاولة النقاش لتحليل أداء الفريق والقرارات التي تُتخذ داخل الملاعب. وفي ظل هذا التفاعل الكبير، تبقى الأخبار والتحديثات المتعلقة بوضع جيسوس ومستقبل الفريق من أهم المواضيع التي تشغل الأذهان، مما يُظهر أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي منظومة متكاملة تعتمد على العمل الجماعي، والتنسيق بين كافة عناصر النادي لتحقيق النجاح والتفوق.