في منافسة احتدمت على ملعب لويس كومبانيس، حسم فريق برشلونة مواجهة صعبة أمام مضيفه ريال مايوركا بهدفٍ وحيد سجّله الدولي داني أولمو في الدقيقة 46 من عمر اللقاء، ضمن منافسات الدوري الإسباني. وفي تصريح حصري لصحيفة ماركا الإسبانية، شدّد مدافع البلوجرانا إيريك جارسيا على أن عقلية النجوم كانت الفارق الأكبر في هذا الفوز الذي منح النادي الكتالوني ثلاث نقاط طالما انتظرها.
مباراة صعبة وعقلية قتالية
خلال الجولة التي شهدت احتدام المنافسة على صدارة الترتيب، بدا أن لاعبي مايوركا سيطروا على مجريات الأمور في فترات متقدمة من الشوط الأول، مستغلين عاملي الأرض والجمهور دفاعياً وهجومياً. لكن زملاء جارسيا نجحوا في فك طلاسم الضغط المضاد واسترجاع توازنهم عبر تحركات ذكية للثنائي سيرجيو بوسكيتس وفرينكي دي يونغ في وسط الملعب، ما مهد لانطلاقة هجومية قادها أولمو قبل صافرة الاستراحة.
إيريك جارسيا، الذي يحظى بثقة الجهاز الفني بقيادة المدرب، كان واضحاً في حديثه حول قوة المنافس وأدائه ميدانياً:
"الخصم قدم مباراة عنيدة، وحارس مرماهم نجح في صد أكثر من فرصة خطيرة"، أكد جارسيا، مضيفاً: "لكننا تميزنا بتركيز لا يلين والروح القتالية التي عودنا عليها".
تنظيم دفاعي مميز
هذه النظافة الدفاعية التي تحدث عنها جارسيا جاءت ثمرة تناغم كبير بينه وبين زميله في عمق الدفاع، المدافع الأوروجوياني رونالد أراؤخو، بالإضافة إلى استقرار التغطية الدفاعية من الأطراف بقيادة سيرجينو دست وجونيور فيربو، حيث نجحوا في احتواء الأطراف الهجومية لمايوركا وممارسة رقابة شبه تامة على ماركاتهم.
دور البدلاء والروح التنافسية

من جهةٍ أخرى، أثنى المدافع الإسباني على دور اللاعبين البدلاء الذين دخلوا اللقاء في الدقائق الأخيرة، لاسيما الثنائي الصاعد أنسو فاتي وهيكتور فورت:
"مدربنا يمنح الفرصة للجميع. مشاركة هؤلاء الشبان في مباراة حاسمة كهذه ستمنحهم دفعة معنوية كبيرة"، قال جارسيا، مبيناً أن وجود أعمدة الخبرة إلى جانب الوجوه الجديدة يخلق روحاً تنافسية بنّاءة داخل التشكيلة.
أرقام وإحصائيات
ضمّ برشلونة في قائمته أيضاً عنصرين أساسيين آخرين هما فرانك كيسي وجافي الذين قدما مستويات مميزة في بناء الهجمات من العمق، حيث لعب الأول دور الوسيط بين الدفاع والهجوم، فيما ظهر الثاني بمساعٍ رائعة في استخراج الكرة من مناطق الأداء الدفاعي لمايوركا وتحويلها سريعاً لأهداف هجومية.
وبعد هذا الانتصار، رفع النادي رصيده إلى 76 نقطة في صدارة جدول الدوري الإسباني بفارق 7 نقاط عن ريال مدريد صاحب المركز الثاني ولديه مباراة مؤجلة.
الخطة التكتيكية
على الصعيد التكتيكي، اعتمد المدرب هذا الشهر على تشكيل مرن يسمح بالتحول من 4-3-3 إلى 3-4-3 عند الهجوم، الأمر الذي أعطى مساحة أكبر للتبديل بين خطوط الفريق والحفاظ على الضغط على مرمى المنافس. وقد ذكر جارسيا أن "الثقة التي نشعر بها في غرفة الملابس تنعكس على الأداء داخل الملعب"، مشيراً إلى أن التركيز على التفاصيل الصغيرة مثل التحولات السريعة وقطع الكرات كان السبب الرئيسي في تفوق البلوجرانا على أصحاب الأرض.
الاستعداد للمباريات القادمة
يخوض البارسا مباراته المقبلة ضد ريال بلد الوليد يوم 3 مايو على ملعب نويفو خوسيه زورييلا، في مواجهة ستحدد مدى جاهزية الفريق لاستمرار صدارته، خاصة مع تنامي المنافسة على بطاقة التأهل المباشر إلى دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا.
التركيز على التفاصيل

كما أكّد مدافع البلوجرانا أن هذا النوع من الانتصارات الصعبة يعيد "الزخم الإيجابي" إلى معسكر الفريق بعد سلسلة من المباريات التي شهدت نتائج متباينة. واعتبر أن العمل الجماعي والتفاهم المتبادل بين اللاعبين هم الركيزتان الأساسيتان لاستمرار صدارة الترتيب:
"لا يجب أن نغتر بأي نتيجة. كل مباراة علينا أن نقدم أفضل ما لدينا، وعلينا المحافظة على صلة الوصل بين الدفاع والهجوم حتى نهاية الموسم".
الخاتمة
ختاماً، ينتظر عشاق كرة القدم في إسبانيا والعالم متابعة موقعة بلد الوليد التي سيختبر فيها البلوجرانا قدرته على التعامل مع الضغوط خارج معقله، فيما سيبقى حديث جارسيا عن "عقلية الأبطال" عنواناً بارزاً لكل من يراقب رحلة حامل اللقب نحو الحفاظ على هيمنته المحلية والقارية في قادم الأسابيع.