تشهد الساعات الماضية تطورات مثيرة في ملف انتقال الدولي الإيطالي مويس كين إلى صفوف نادي برشلونة، حيث تجاهل فيورنتينا رغبة العملاق الكتالوني في تعزيز خط هجومه بضم اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا، متمسكًا بدوره كأحد الأعمدة الأساسية لمشروعه الرياضي. ويرجع سبب التعقيد في الصفقة إلى تمسك "الفيولا" ببقاء مهاجمه، رغم استعداد برشلونة لدفع قيمة الشرط الجزائي المتفق عليه في عقده والمقدرة بنحو 52 مليون يورو، وفقًا لما نشره موقع "Football Italia".
تمسك فيورنتينا بلاعبه المحوري
اجتمع رئيس النادي الإيطالي، روكو كوميسو، مع كين خلال الساعات الماضية في مقر فيورنتينا بمدينة فلورنسا، وحسب مصادر "Football Italia" فقد شدّد كوميسو على أن كين يُمثّل ركيزة أساسية في خطة النادي للارتقاء بمستواه خلال المواسم المقبلة. وعرض رئيس فيورنتينا على مهاجمه خطة تطويرية طويلة المدى، مع التأكيد على منح الاعب دورًا قياديًا في تشكيلة الفريق، وهو ما يهدف من خلاله إلى ضمان استقراره الفني والنفسي داخل المشروع الجديد.
تصريحات كوميسو حول مستقبل كين
قال روكو كوميسو في تصريح مقتضب نقلته "Football Italia":
"مويس كين ليس مجرد مهاجم عادي بالنسبة لنا، بل نعتبره حجر الزاوية في إعادة بناء فيورنتينا على مستوى المنافسة المحلية والأوروبية. نثق بقدراته ونرغب في استمراره معنا الموسم المقبل على الأقل."
وأضاف:
"هناك رغبة من الإدارة في تقديم أفضل بيئة ممكنة للاعب حتى يحقق الإضافة المرجوة، وقد أبلغناه أن العقد ممتد حتى صيف 2029، وهذا يمنحنا مرونة للتخطيط بعيد المدى."
رغبة برشلونة وحسابات الشرط الجزائي
يعد كين الحل الأمثل لبرشلونة لتعويض تراجع مستوى المهاجمين الحاليين وإضفاء مزيد من العمق على خيارات المدرب في المباريات الحاسمة، خاصةً مع انشغال الفريق في المنافسة على أكثر من واجهة هذا الموسم. وحسب التقرير الذي نشره "Football Italia"، يعتزم النادي الكتالوني تفعيل بند فسخ العقد، لكن التفاوض على التفاصيل المالية الإضافية ومصاريف التسجيل قد يقبع خلف الكواليس.
• قيمة الشرط الجزائي: 52 مليون يورو
• مدة العقد المتبقية: حتى يونيو 2029
• الإحصائيات مع فيورنتينا: 39 مباراة – 23 هدفًا – 3 تمريرات حاسمة

تتيح هذه الأرقام قراءة واضحة لإمكانات اللاعب، لكنّ الظروف المالية للنادي الإسباني في ظل قواعد اللعب المالي النظيف تجعل الأمر غير سهل، إذ سيتعيّن على برشلونة ترتيب حساباته وتسويق بعض الأسماء للاستفادة من سيولة كافية قبل إتمام الصفقة.
تاريخ مواهب إيطاليّة في برشلونة
سبق لبرشلونة أن استقطب لاعبين إيطاليين أمثال أليساندرو دل بييرو وماركو ماتيراتزي، لكن نادراً ما نجح نجوم إيطاليا في التألق على "كامب نو" بنفس الثبات. ويُعزّز هذا الواقع مخاوف بعض الأنصار من قدرة كين على التأقلم مع أسلوب اللعب المعتمد على التمرير القصير والاستحواذ العالي، مقارنة بالدور الأوسع للمرابط الهجومي الذي أرقّته دوريات مثل الدوري التركي والإيطالي.
ملامح شخصية وكاريزما المهاجم
من أبرز الصفات التي أشاد بها ساها وجمهور فيورنتينا حديثًا قوة شخصية كين داخل غرفة الملابس، إضافةً إلى انضباطه التكتيكي وخبرته المكتسبة من أندية مثل يوفنتوس وإيفرتون وباريس سان جيرمان. هذه الكاريزما قد تُعد نقطة جذب لمدرب برشلونة، الذي يسعى لإعادة إحياء الروح القتالية داخل خطوط الفريق.
• الخبرة القارية: شارك في دوري أبطال أوروبا مع يوفنتوس وباريس سان جيرمان
• التركيز الذهني: قدرة على التعامل مع الضغوط واللحظات الحاسمة
• التنوع الهجومي: إجادة الانطلاق وراء المدافعين واللعب بالظهر للدفاع
المعوقات المحتملة وتحديات المستقبل
بالإضافة إلى الأزمة المالية، قد تواجه الصفقة معارضة من بعض عناصر غرفة ملابس برشلونة التي تأقلمت على خطوط هجوم محددة وتفضل استمرار الثنائي روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا. كما يتردد أن إدارة النادي الإسباني تفاضل بين عدة خيارات أخرى، ما قد يؤجل الحسم النهائي في ملف كين.
وعلى الجانب الآخر، قد يقدم فيورنتينا مبررات تقنية وقانونية لرفض تفعيل الشرط الجزائي، استنادًا إلى بنود حماية الأندية الأصغر في الدوري الإيطالي، وهو ما سيجعل مهمة برشلونة في يورولوجيا التعاقدات أكثر تعقيدًا.
النظرة الآنية والآفاق

في ظل هذه المعطيات المتشابكة، يبقى احتمال انتقال مويس كين إلى برشلونة قائمًا نظريًا، لكنّه عمليًا يقتضي موافقة جميع الأطراف وضمانات مالية وإدارية قد تمتد أسابيع أو أشهر. وإذا نجح النادي الكتالوني في تجاوز عقبة فيورنتينا وتمويل الصفقة، فإنه سيضيف عنصرًا شبابيًا واعدًا إلى خط الهجوم، مع إمكانية تطويره تحت إشراف الأجهزة الفنية المتخصصة في استغلال قدراته البدنية والفنية.
يبقى أن نشهد ما ستسفر عنه الأيام المقبلة في سوق الانتقالات الصيفية، حيث أن حسم صفقة بمثل هذه التعقيدات يعكس بشكل مباشر مدى قدرة برشلونة الحالي على خوض تحديات إعادة البناء والتنافسية على أكثر من صعيد.