فيليبو إنزاجي يتلقى تحية سعودية وهجوم إيراني بعد توقيع شقيقه مع الهلال

رحلة سيموني إلى السعودية

بعد نهاية تجربته مع إنتر ميلان التي شهدت تتويجه بلقب الدوري الإيطالي موسم 2023/2024 وكأس إيطاليا مرتين وكأس السوبر الإيطالي ثلاث مرات، تلقى المدرب البالغ من العمر 49 عاماً عرض الهلال المغري لقيادة الفريق لمدة عامين مقابل 26 مليون يورو صافي في الموسم، وهو ما يجعله من أعلى المدربين أجراً في العالم. رحّب الهلال رسمياً بأسلوب مبسط من خلال نشر فيديو تعريفي على منصاته الرقمية للمدرب الجديد، لتبدأ حالة من النشاط الإعلامي تشير إلى رغبة النادي في تكوين فريق قادر على المنافسة الآسيوية والمحلية بقوة تحت قيادة الإيطالي المخضرم.

هجمة التعليقات السعودية

بسبب التشابه في الأسماء والشهرة الواسعة التي يحظى بها اسم إنزاجي في دنيا كرة القدم الإيطالية، فوجئ متابعو حساب فيليبو إنزاجي على إنستجرام بانتشار عدد كبير من التعليقات السعودية التي تباركت انضمامه إلى الهلال، وتسابق أصحاب الحسابات المختلفة في تهنئته والتعبير عن السعادة بكونه المدرب الجديد للفريق. لم ينتبه الكثيرون إلى أن فيليبو يحمل مسيرة مختلفة تماماً عن شقيقه الأصغر، فقد اعتزل مهاجم ميلان السابق ولاعب المنتخب الإيطالي أحد عشر عاماً مضت بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2007، بينما انخرط منذ ذلك الحين في العمل الإعلامي والتحليل الفني.

ردود الفعل الإيطالية

هذا الخطأ أثار موجة من الدهشة في إيطاليا وتحديداً بين الإعلاميين الرياضيين الذين تداولوا الخبر بسخرية لافتة، فتساءلوا عن مدى انتشار خبر انتقال إنزاجي الهلال إلى تلك الدرجة التي تجعل الناس تربطون اسم “إنزاجي” مباشرة بفكرة تدريب الهلال، وتجاهلوا وجود فيليبو صاحب الأهداف الشهيرة خلال مسيرة لازيو وميلان قبل عقد من الزمن. وتفاعل عبر وسائل التواصل بعض المحللين في إيطاليا بالحديث عن هذه الحادثة وصفتها بعض الصحف بأنها “موقف يشبه الكوميديا” على حد تعبير أحد أبرز كتاب صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت.

هجوم مدوي من الإيرانيين

في الجهة المقابلة لم تخلُ التعليقات من هجومات عنيفة من قبل جمهور أندية إيرانية، وخصوصاً من أنصار نادي بورتو البرتغالي الذين يعتقدون أن الأسطورة الإيرانية مهدي طارمي تُظلم بسبب سياسة المدربين الإيطاليين الذين عملوا معه في الماضي مثل فيليبو وإنزاجي، رغم أن فيليبو لم يلعب أبداً إلى جانب طارمي ولم يقم بتدريبه. وتهجم بعض المتابعين الإيرانيين على فيليبو واتهموه بطريقة مباشرة بأنه السبب في توجه طارمي إلى أوروبا وابتعاده من التألق في الملاعب المحلية، كما ربطوا بين تراجع مستوى نجم إيران وأي ارتباط يظهر لاسمه مع عالم كرة القدم الإيطالي.

رد فعل فيليبو

فيليبو استقبل هذا الجدل بردّ بسيط مقتضب على وسائل التواصل، حيث قام بحذف قسم من التعليقات السلبية وترك القليل منها، دون أن يرد علناً بتوضيح حول ارتباط اسمه بشقيقه فقط. واختار المضي في نشاطه الاعتيادي عبر مشاركته مقاطع فيديو ترصد جولاته التدريبية للناشئين في إيطاليا وبعض مشاركاته التلفزيونية كضيف على برامج تحليل المباريات، ما يشير إلى رغبته في عدم إصابة الجدل الذي وقع معه بالتأثير على مسيرته الحالية خارج الملعب.

السياق السعودي والإيراني

يلعب الهلال دوراً محورياً في سوق الانتقالات والتعاقدات التي تشهد إقبالاً لافتاً على ضم نجوم ومدربين عالميين في السنوات الأخيرة ضمن استراتيجية النادي الهادفة لرفع سقف الطموح وتحقيق البطولات القارية. وبعد رحيل المدرب الأسبق رينارد ومرور عهدٍ قصير مع عدد من المدربين المحليين، قرر مجلس إدارة النادي برئاسة فهد بن نافل إحضار اسم بارز ضمن حساباته الفنية ليقود مشروع طموح يسعى إلى عودة الهلال إلى منصة أبطال آسيا وانتزاع لقب الدوري السعودي من غريمه التقليدي النصر المقبلة.

قضية مهدي طارمي

أما في إيران، فتُعَد قضية مهدي طارمي صاحبة الجماهيرية الأشد على مستوى منتخب بلادها بعد انتقاله إلى بورتو البرتغالي. ورغم تسجيل طارمي عدد لابأس به من الأهداف مع ناديه الجديد، فإن الجماهير الإيرانية ما زالت تحمل بداخلها خيبة أمل بسبب اختيارات بعض المدربين الأجانب الذين قادوه سابقاً، فتتولد لديهم تصورات غير منطقية أحياناً عن علاقة غير قائمة بين أسماء إنزاجي ومجرّد تراجعٍ طفيف في مردود نجم منتخب بلادهم. لذا، كانت الحملة ضد فيليبو أشبه برمي الكرة في ملعب المدربين الأوروبيين بصورة عامة رغم عدم وجود أدلة حقيقية لتلك الاتهامات.

أثر الحادثة على فيليبو

أفضى تشبيك اسم فيليبو باسم شقيقه المدرب إلى حادثة نادرة في عالم كرة القدم مزيجة ما بين الخطأ في التهاني وما بين حشر الشخصية في أزمة لا تخصها، فاضطر إلى حذف الكثير من التعليقات التي بلغت المئات. هذه الحادثة قد تمثل درساً لمنصات التواصل بشأن دقة التحقق من هوية الحساب أو الاسم قبل إطلاق تهنئة أو هجوم عشوائي على الأشخاص، وهي حالة تستحق الاهتمام خاصة في ظل تعاظم قوة وسائل التواصل في رسم آراء الجمهور وتحريك عجلة الأزمات عبر بضعة نقرات.

مستقبل سيموني وفيليبو

وفي خضم هذا الجدل، يظل سيموني إنزاجي مشغولاً بالتحضير لمهمته الجديدة في “كابيتال ون ستاديوم” الرياض، بعد أن بدأ اجتماعات مصغرة مع بعض لاعبي الهلال القدامى والجدد من أجل رسم المدرب خطة عمله التكتيكية والأهداف المرجوة للموسمين القادمين، بينما يحرص فيليبو على متابعة نشاطه خارج الملعب وتجاهل الشائعات التي لا ترتبط إلا بإيراد اسمه في سياق غير دقيق. ومن المتوقع أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها سريعاً بعد أن يقوم الهلال بأول ظهور رسمي بقيادة المدرب الإيطالي ضد فريقٍ آسيوي ثم تحقيق الانتصارات التي تسمح بنسيان الجدل المثار حول إنزاجي الأخ غير المقصود.