إرلينج هالاند يقود النرويج إلى مجد كأس العالم بعد اكتساح إيطاليا

ليلة تاريخية في الأوليمبيكو

في واحدة من أقوى الأمسيات الكروية الأوروبية، تصدر النجم النرويجي إرلينج هالاند عناوين الصحف وقاد منتخب بلاده إلى فوز كاسح على إيطاليا بثلاثية نظيفة في الجولة التاسعة من تصفيات قارة أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026. وقد جاء هذا الانتصار ليؤكد صدارة النرويج للمجموعة التاسعة ويثبت حجزها مقعد الصدارة بفارق نقاط مريح عن أقرب ملاحقيها.

开局 سريعة ومنهجية

انطلقت المباراة على ملعب أوليمبيكو الإيطالي وسط أجواء ساخنة حضرها أكثر من خمسين ألف متفرج غالبيتهم يحملون ألوان الأزوري. ومع ذلك، بدت النرويج أكثر تركيزاً وتنظيماً منذ الدقائق الأولى حيث نجحت في تطبيق خطة مدربها الداعمة للهجوم المرتد، متسلحة بالسرعة والتفاهم العالي بين الثنائي هالاند ومارتن أوديجارد.

هدفان في ظرف نصف ساعة

افتتحت النرويج التسجيل مبكراً عند الدقيقة الرابعة عشرة عبر المهاجم ألكسندر سورلوث الذي استفاد من تمريرة ذهنية متقنة عملية من أوديجارد، فتوغل داخل منطقة الجزاء قبل أن يسدد الكرة أرضية في زاوية صعبة لم يقدر دانيلو دوناروما حارس إيطاليا على التصدي لها. وقد شكل هذا التقدم العامل النفسي الحاسم لأبطال الشمال الأوروبي لزيادة ضغطهم الهجومي. وعند الدقيقة الرابعة والثلاثين كان الدور على المخضرم أنطونيو نوسا لزيادة الغلة حيث رصد تحرك المدافع الإيطالي بعيداً عن رقابته فانفرد بالكرة وانطلق لداخل المنطقة ثم أودعها بثقة في الشباك محرزاً الهدف الثاني الذي عقب عليه الجمهور الإيطالي بسخط واضح من أداء منتخبهم. وقد بدا واضحاً أن النرويج اختارت توظيف الارتداد السريع والاستفادة من المساحات التي تركها لاعبو الأزوري في خط الدفاع.

هالاند يفرض سيطرته ويتوج المواجهة

وقبل دقيقة واحدة على نهاية الشوط الأول نجح إرلينج هالاند في تسجيل هدفه الثلاثي والنرويجي الثالث بعد تلقيه تمريرة رأسية ساحرة من قائد المنتخب أوديجارد لينفرد بدوناروما ويقوم بمراوغته بثقة عالية قبل أن يسدد الكرة بيسراه إلى داخل الشباك وسط تصفيق حار من الجماهير النرويجية المتواجدة في المدرجات. وقد أثبت هذا الهدف قدرة هالاند على استثمار الفرص القليلة وفرض تواجده كأفضل هداف في التصفيات حتى الآن.

أداء استثنائي وتحركات مفتاحية

على الرغم من أن أرقام هالاند الفردية لم تكن مطلقة من ناحية الاستحواذ على الكرة أو التمريرات الحاسمة إلا أن مهاجم مانشستر سيتي كان الأخطر من ناحية التحركات دون كرة وخلق المساحات لزملائه وتميز بذكاء في التمركز. وقد تزامن هذا مع استبسال الدفاع النرويجي الذي وصفه المحللون بواحد من أفضل خطوط الدفاع الأوروبية في هذه المرحلة بفضل التعاون بين المخضرم يوهنيوس هيسيه والقائد مارتين ليكيانت.

إحصائيات الموسم والتحضير للمونديال

يعكس موسم هالاند الحالي مع السيتي تألقاً لافتاً فقد خاض خمساً وخمسين مباراة سجل خلالها واحداً وأربعين هدفاً وصنع خمسة أهداف أخرى. كما يواصل تألقه بقميص المنتخب حيث يمتلك رصيداً من الأهداف يصل إلى واحد وأربعين هدفاً في اثنتين وأربعين مباراة مع النرويج إضافة إلى أربع تمريرات حاسمة. وهذا يوضح حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق هذا الشاب صاحب الواحد والعشرين ربيعاً.

تأثير الفوز على ترتيب المجموعة

رفع الفوز الكاسح رصيد النرويج إلى سبع وعشرين نقطة في صدارة المجموعة التاسعة متفوقة بفارق خمس نقاط على إيطاليا التي تراجعت للمرتبة الثانية بعد توقف رصيدها عند اثنتين وعشرين نقطة. ويشهد مشوار التصفيات منافسة شرسة من منتخبات مثل جبل طارق وصربيا. ولكن قوة النرويجيين تنبع من رغبتهم الجادة في ضمان الظهور الأول في مونديال الأندية وبعدها كأس العالم.

ردود فعل الجماهير والإعلام

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع لعبة هالاند المذهلة وأشادوا بفنياته وذكاءه وتوقيته أمام المرمى بينما تناولت القنوات الرياضية الأوروبية اللقاء بحماس معتبرة أن ما قدمه الأبطال النرويجيون نموذج للتخطيط التكتيكي وتنفيذ الضغط العالي والاستفادة من أخطاء المنافس الدفاعية. وقد تضمن النقاش مقارنات بين هالاند وأساطير الكرة عبر التاريخ نظراً لسرعته وحنكته الهجومية.

خلاصة الأداء ومستقبل التصفيات

يعد هذا الانتصار تحضيراً نفسياً رائعاً للنرويج قبل مواجهة قطر المقبل والذي سيحدد الكثير عن تأهلها المباشر. ومن المتوقع أن تستمر المنظومة التكتيكية الحالية التي يقوم عليها التدريب في اللعب بأسلوب هجومي متوازن ودفاع منظم يسمح لهالاند بالتحرك بحرية وإنهاء الهجمات بلمسة واحدة. وقد يثبت هذا الانتصار مرة أخرى أن التأهل للمونديال مرهون بقدرة المنتخبات على دمج العناصر الشابة الموهوبة في منظومة فنية متطورة.

قصة نجاح مستمرة

يبقى إرلينج هالاند قصة نجاح كروية نادرة وقد أثبت في ملحمة الأوليمبيكو أنه قادر على حسم المباريات الكبرى وأن النرويج باتت مرشحة قوية لاقتحام محطة كأس العالم لأول مرة منذ عقود طويلة مع وجود مهاجم من طراز عالمي يترك بصمته في كل تحدٍّ ينتظره زملاؤه والمدرب في رحلة الصعود نحو المحفل الأكبر في عالم كرة القدم.