كارثة في سانشيز بيزخوان تُطيح بإشبيلية.. “بطاقة حمراء أشعلت المدرجات وأطاحت بنموذج تشواميني”

25 days ago

سانشيز بيزخوان

مشهد الطرد: لحظة قلبت موازين المباراة

في مشهد درامي قلّما يُرى في ملاعب الليغا، انقلبت أنوار ملعب رامون سانشيز بيزخوان على وقع طرد مفاجئ للاعب إشبيلية لوكاس باديا، بعد خمسة عشر ثانية بالكاد من تماس مع كيليان مبابي، لتُشعل المدرجات وتُثير جدلًا واسعًا حول معايير التحكيم وتطبيق تقنية الفيديو (VAR)، في إعادةٍ شبه مطابقة لما حدث مع أوريلين تشواميني ضد فيران توريس في “الكلاسيكو” الأخير.

عند الدقيقة 12 فقط من انطلاق اللقاء، وفي ظل محاولات ريال مدريد لتسجيل الهدف الأول قبل حسم اللقب رسميًا، انطلق مبابي بالكرة من الجهة اليسرى صوب منطقة الجزاء الإشبيلية، قبل أن يُجبره باديا على التوقف بعد شد خفيف أعلى الفخذ الأيمن. سقط النجم الفرنسي أرضًا وأشار نحو الحكم ماثيو بوسكيتس فيرير طالبًا الاحتساب، لكن الصافرة أكملت اللعب حتى أطلق صافرته بعد تأكيد مساعده في غرفة الـVAR على “إعاقات تهدد فرصة مؤكدة للتسجيل”.

أشهر حكم الساحة البطاقة الحمراء مباشرة في وجه باديا، ما أثار استياء لاعبي إشبيلية الذين لم يصدقوا قرارًا أجهض خطتهم التكتيكية في سرعة التحول دفاعيًا إلى مواجهة هجوم “الميرينغي” العنيد.

صدى الازدواجية: تذكير بتشواميني وفيران توريس

على مواقع التواصل الاجتماعي وحلقاتنا الرياضية، تكرر التشبيه بين ما حدث اليوم مع باديا والحالة الشهيرة لتشواميني في “كامب نو”، حين شدّ الفرنسي في الدقيقة 88 من عمر “الكلاسيكو” قميص توريس وهبط الأخير أرضًا داخل منطقة الجزاء، فانتهى الأمر ببطاقة صفراء فقط رغم مطالبة الجماهير والحكام المساعدين بمراجعة الفيديو.

يقول المحلل التحكيمي خوسيه أنطونيو كامبوا: “ثمة فرق صارخ بين تطبيق المادة 12 من تعليمات الاتحاد الإسباني لمكافحة الفرص المحققة للتسجيل، وكيفية تعامل الحكم مع الحالات. باديا دفع الثمن بالغالي، بينما نجا تشواميني من العقاب الأثقل، ما يطرح تساؤلات حول ضغط الأندية الكبرى وسلطتها على غرفة الفار”.

تداعيات الطرد على إشبيلية

مع فقدان القوام الدفاعي في قلب “بيزخوان”، وجد إشبيلية نفسه مضطرًا لخوض 78 دقيقة ناقصة العدد أمام أقوى هجوم في أوروبا. اضطر المدرب جوليان لوبيتيغي لإجراء تبديلات اضطرارية، فدفع بلاعب الظهير الشاب ماركوس أنجل بديلًا لباديا، ليُعيد ترتيب الظهر، لكن الضغوط النفسية والجسدية أثرت سلبًا على الأداء.

سجل ريال مدريد هدفه الأول في الدقيقة 23 عبر تسديدة مرواغة من مبابي، ثم واصل زملاء كريم بنزيمة الضغط لاستغلال مساحات الملعب، معولين على التسديدات من خارج المنطقة في ظل تقلص أعداد الإشبيليةين.

ردّ فعل الجمهور والإعلام

سانشيز بيزخوان

هبّت جماهير “الروخيبلانكوس” بحرارة للدفاع عن لاعبيها، محمّلةً حكم المباراة المسؤولية الكاملة. رفع أنصار إشبيلية في المدرجات لافتات كتب عليها “العدالة للبيزخوان” و“VAR مجاملة للنادي الأبيض”، في إشارة إلى ما اعتبروه تمييزًا واضحًا في التعامل مع أندية النخبة.

على الشاشات، انقسم المحللون بين من رأى الطرد “صحيحًا قانونيًا” طبقًا لنص المادة، وبين من اعتبره “إفراطًا تحكيميًا” دمّر متعة المواجهة وأعطى ريال مدريد “هدية ساذجة”.

موقف ريال مدريد واللقب المهدد

من جانبه، سارعت بعثة ريال مدريد إلى استثمار النقص العددي، فتقدم فالفيردي وبالفعل أضافا هدفين في الدقائق التي تبعت الطرد، ما عزّز صدارة الفريق قبل جولة الختام. ومع ذلك، يُشير جمهور “الميرينغي” إلى الخوف من اعتراض جارديان الاتحاد الإسباني على صحة تطبيق الفار، خاصة في ضوء حالات سابقة شهدت تراجعًا عن قرارات مماثلة.

يُذكر أن ريال مدريد بات يبتعد بفارق خمس نقاط قبل الجولة الأخيرة، ما يعني حسم اللقب رسميًا حال الفوز على مضيفه خيتافي، لكن أجواء الإثارة لا تخلو من توتر يفرضه دائمًا ركلات الحظ والتحكيم الحاسم.

آفاق ما بعد اللقاء: هل يُفتح ملف التحكيم؟

سانشيز بيزخوان

في الساعات المقبلة، يلوح في الأفق احتمال تقديم إشبيلية لاستئناف أمام لجنة التحكيم داخل رابطة الليغا، مطالبًا بإعادة النظر في قرار الطرد أو على الأقل استبدال البطاقة الحمراء بصفراء. كما قد يتضاءل حماس لاعبيه للمباراة الختامية أمام قادش، خشية غياب باديا للإيقاف الإجباري.

على الجانب الآخر، يدرس ريال مدريد إمكان التقدم بشكوى لوزارة الرياضة الإسبانية لحماية قراره التحكيمي من أي اعتراض محتمل قد يهدد فوزه باللقب.

الختام

ختامًا، ستظل لحظة طرد لوكاس باديا إحدى أبرز لقطات “الجولة 37” في الدوري الإسباني، ونموذجًا صارخًا للجدل الذي يرافق تقنية الفيديو وحالة الازدواجية في تطبيق القانون، حيث يتقن الحكم والمساعدان صناعة حدث يطغى على نغمة الاحتفال باللقب ويجعل العين كلها على عدالة كرة القدم ومصداقيتها.

المزيد من المقالات