نهائي ناري في تورينو
خطف نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025 الأنظار بقمة نارية بين منتخبي البرتغال وإسبانيا في ملعب تورينو الإيطالي حيث انتزع أصحاب القمصان الحمراء اللقب للمرة الثانية في مسابقة الأحلام متغلبين على الجار اللدود بركلات الجزاء الترجيحية بعد مواجهة مثيرة انتهت 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي قبل أن يكون الحسم في مهارة صاروخ ماديرا الثابتة من علامة الجزاء
ظهور واعد وحالة استفزازية
على مدار التسعين دقيقة أظهرت إسبانيا بقيادة الوافد الجديد لامين يامال الذي أثار جدلاً واسعاً بصور استفزازية عبر إنستجرام ثقة كبيرة بقدرته على قيادة الجيل الذهبي المستقبلي لمنتخب لاروخا ولكن الظرف الميداني والضغط البدني للمباراة الكبرى حرمه من ترك بصمة حقيقية على مرمى البرتغال كما اعتاد أمام منتخبات القمة خاصة فرصة فرنسا في كأس الأمم الأوروبية الماضية
افتتاح التسجيل بإسباني
انطلقت أحداث اللقاء برغبة هجومية من لاروخا فتمكن لاعب الوسط مارتن روبينميدي من افتتاح التسجيل في الدقيقة 21 بعد عرضية عالية وارتباك دفاعي للبرتغال لكن الرد البرتغالي لم يتأخر بعد خمس دقائق فقط حين اخترق نونو مينديش الجهة اليمنى قبل تمريرة متقنة داخل الصندوق وضعها في الشباك معلناً عن صمود الدون وجيشه أمام خطر الخروج المبكر
صراع تكتيكي وتعادل تاريخي
وسرعان ما عاد الصراع التكتيكي مع نهاية الشوط الأول حين سجل ميكيل أويارزابال هدف التقدم الثاني للأندلسيين في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول لكن ثنائية لاروخا لم تصمد طويلًا رغم الأداء الفني العالي إذ نجح كريستيانو رونالدو في الدقيقة 61 في اقتناص هدف التعادل الثاني بتسديدة يسارية هادئة هزت الشباك وسط ذهول الجماهير وتقرير جديد لمسيرة صاروخ ماديرا
رونالدو.. مدافع مؤقت!
برغم أن لامين يامال بدأ المباراة بحماس إعلامي كبير بعد منشورات احتفال مبكر بقميص منتخب إسبانيا وتصريح "ولدت لأجل هذا" على إنستجرام إلا أنه بدا متواضعًا على أرض الملعب في تبادل الكرة مع زملائه أو خلق المساحات للتمريرات الحاسمة واستمر أداؤه مقيدًا تحت مراقبة كريستيانو الذي اضطر أكثر من مرة للخروج من أماكنه الهجومية المعتادة إلى حدود منطقة جزاء البرتغال لقطع الكرة من أمام الشاب البالغ سبعة عشر ربيعاً
لحظات لا تُنسى من الأسطورة
وبدا صاروخ ماديرا مدافعًا مفاجئًا عندما صادف لامين يامال على حدود الـ18 البرتغالي في أكثر من لقطة أبرزها في الدقيقة الرابعة وبالدقيقة 43 قبل أن يستعيد رونالدو دوره الهجومي ويصوب ركلة الجزاء في تبادل لا يرحم عند علامة الحسم ليصل رصيده إلى لائحة نجوم الزمن الطويل القادرين على قلب الموازين في اللحظات الفارقة
جدل حول طقوس رونالدو
وبعيدًا عن الأهداف والمهارات انفجرت مواقع التواصل بمنشورات قديمة وجديدة لكريستيانو وهو يسجد تارة أو يردد "بسم الله" تارة أخرى قبل تنفيذ الركلات الحرة والجزائية وهو ما أثار الجدل حول تبنيه لطقوس إسلامية أم تقليد لممارسات زملائه في الدوري السعودي وسط تأكيدات من بعض المقرّبين بأن الدون رحب بدراسة الدين الإسلامي وأبدى احترامًا لطقوس الصلاة في غرف خلع الملابس
درس في الإصرار والإرادة
مع صافرة النهاية لم يكن الحسم في تسعين دقيقة أو الوقت الإضافي فحسب بل في الجرأة التي أظهرها أبناء البرتغال تحت قيادة أسطورة حية تجاوزت الأربعة عقود من العمر وقدمت درسًا في الإصرار وروح التحدي أمام جيل واعد لم يكتب له التألق المنتظر ولكنه ترك بصمة لا تُنسى في بطولات أوروبا
ركلات الترجيح تحسم اللقب
انتهى الاجتماع التكتيكي والتاريخي عند ركلات الجزاء حيث فاز أصحاب اللونين الأخضر والأحمر بواقع 5-3 ليكون أول منتخب يحصد اللقب مرتين في تاريخ المسابقة وبين الدموع السابقة والفرح الراهن كتب كريستيانو رونالدو فصلاً جديدًا في تاريخ الكرة الأوروبية وأثبت أنه رغم مرور السنين تبقى مهارته وحضوره القوي هما السر وراء ثباته أسطورة لا تقهر أمام كل التحديات.
