شهدت مباراة إيفرتون وليفربول الأخيرة على ملعب جوديسون بارك فوضى لم تشهدها مواجهات الفريقين منذ سنوات، حيث انتهت المواجهة بأحداث شغب واشتباكات بين اللاعبين والجماهير، مما أدى إلى تدخل الشرطة واعتقال عدد من المشجعين. كانت المباراة، التي جرت في 12 فبراير 2025 بعد تأجيلها في ديسمبر الماضي بسبب العواصف الجوية، مليئة بالإثارة داخل وخارج المستطيل الأخضر، مما جعلها واحدة من أكثر مباريات ديربي ميرسيسايد إثارة للجدل في السنوات الأخيرة.
بداية التصعيد.. كرة القدم تتحول إلى معركة!
بدأت المواجهة بأجواء مشحونة منذ الدقائق الأولى، حيث ساد التوتر بين اللاعبين وسط حماس جماهيري هائل، لكن الشرارة الحقيقية للأحداث اشتعلت عندما اشتبك لاعب خط وسط إيفرتون عبد الله دوكوري مع نجم ليفربول كورتيس جونز في لقطة بدنية عنيفة كادت أن تشعل معركة حقيقية على أرض الملعب.
لم يقتصر الأمر على اللاعبين فقط، بل امتد إلى المنطقة الفنية، حيث انفجر مدرب ليفربول آرني سلوت غضبًا في وجه الحكم مايكل أوليفر اعتراضًا على أحد قراراته، مما دفع الأخير إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجه المدرب الهولندي، وهو القرار الذي زاد من توتر الأجواء داخل الملعب.
ما السبب الحقيقي لطرد آرني سلوت؟
في البداية، انتشرت شائعات بأن السبب وراء طرد سلوت هو مصافحته العنيفة للحكم مايكل أوليفر، لكن وفقًا لتقارير الصحف الإنجليزية، وعلى رأسها ديلي ميل فإن المدرب الهولندي لم يُطرد بسبب المصافحة فقط، بل بسبب تصرفين منفصلين اعتبرهما الحكم إساءة له.
وفقًا لما ذكرته رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز في بيان رسمي، فإن الطرد جاء نتيجة استخدام سلوت “ألفاظ حادة ومهينة أو مسيئة” تجاه الحكم. وعلى الرغم من أن هذه الألفاظ لم تظهر في البث التلفزيوني، إلا أن لقطات الكاميرا أظهرت المدرب الهولندي وهو يقول للحكم: "هل ستطردني من أجل هذا؟". واعتبر الحكم أن هذا التصرف يستوجب الطرد المباشر، مما دفع الاتحاد الإنجليزي إلى معاقبة سلوت بالإيقاف لمباراتين بدلاً من مباراة واحدة، وهي عقوبة تعتبر مشددة مقارنة بالحالات المشابهة.
أحداث شغب.. واشتباكات عنيفة في النفق المؤدي لغرف الملابس!
مع اقتراب نهاية المباراة، كانت الأجواء مشتعلة داخل المستطيل الأخضر، لكن ما حدث بعد إطلاق صافرة النهاية كان أكثر دراماتيكية، حيث اشتبك لاعبو الفريقين في النفق المؤدي إلى غرف تبديل الملابس وسط تدخل رجال الأمن لفض الاشتباكات.
ووفقًا لتقارير الصحف الإنجليزية، فإن المشاجرات لم تقتصر على اللاعبين فقط، بل امتدت إلى أفراد الطاقم التدريبي، حيث حصل المدرب المساعد لليفربول سيبك هولشوف على بطاقة حمراء بعد مشادة عنيفة مع أحد أفراد الجهاز الفني لإيفرتون.
ولم يكن العنف مقتصرًا على النفق المؤدي إلى غرف الملابس، بل انتقل أيضًا إلى المدرجات، حيث بدأت الجماهير في إلقاء الزجاجات والمقذوفات على أرضية الملعب، مما تسبب في إصابة بعض اللاعبين وأفراد الأمن.
إصابة فرد أمن بمقذوف ناري.. حادث مأساوي داخل الممر!

من بين الأحداث الصادمة التي وقعت عقب المباراة، كان تعرض أحد أفراد الأمن في نادي إيفرتون لإصابة مباشرة في وجهه بعد أن ألقى عليه بعض المشجعين مقذوفًا ناريًا أثناء خروجه من النفق المؤدي إلى غرف تبديل الملابس.
وذكرت مصادر محلية أن رجل الأمن احتاج إلى رعاية طبية عاجلة بسبب الإصابة، حيث تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، في حين أعلنت الشرطة فتح تحقيق شامل لتحديد الجناة ومحاسبتهم وفقًا للقانون.
الشرطة تعتقل المشاغبين.. وحالة طوارئ في محيط جوديسون بارك!
مع تفاقم الفوضى، تدخلت شرطة ميرسيسايد على الفور لمحاولة السيطرة على الموقف، حيث تم اعتقال ثمانية أشخاص – أربعة داخل الملعب وأربعة خارجه – بسبب أعمال الشغب وإثارة الفوضى العامة.
ووفقًا للبيانات الرسمية، فإن الشرطة تتعاون مع إدارة ملعب جوديسون بارك لتحليل لقطات الكاميرات الأمنية وتحديد هوية الأشخاص الذين قاموا بإلقاء الزجاجات والمقذوفات على أرضية الملعب بعد نهاية المباراة.
مكبرات الصوت تحاول تهدئة الجماهير دون جدوى!
في محاولة يائسة لتهدئة الأوضاع، لجأت إدارة ملعب جوديسون بارك إلى استخدام مكبرات الصوت، حيث تكررت نداءات من نوع: "أيها المشجعون في جوديسون بارك، يرجى التوجه إلى الأرصفة للسماح لحافلة الفريق بمغادرة المبنى". لكن هذه النداءات لم تكن كافية لاحتواء الحماس الكبير لجماهير إيفرتون، التي احتشدت خارج الملعب للاحتفال بالتعادل المتأخر (2-2) الذي جاء في اللحظات الأخيرة بفضل هدف جيمس تاركوفسكي في الوقت بدل الضائع.
آرني سلوت يرفض الحديث للإعلام.. هل يواجه عقوبة إضافية؟
بعد كل هذه الفوضى، قرر آرني سلوت عدم الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام، حيث غادر الاستاد بصمت بعد المباراة. وعلى الرغم من أن لوائح الاتحاد الإنجليزي لا تفرض عقوبة مباشرة على المدربين الذين يرفضون التحدث للصحافة، إلا أن الظروف المتوترة التي أحاطت بالمباراة قد تؤدي إلى استدعائه للتحقيق لاحقًا.
آخر ديربي على جوديسون بارك.. ذكرى غير سعيدة!

كانت هذه المباراة هي آخر ديربي ميرسيسايد يقام على ملعب جوديسون بارك حيث يستعد نادي إيفرتون للانتقال إلى ملعبه الجديد براملي مور دوك في الموسم المقبل.
وبدلًا من أن تكون هذه المباراة لحظة احتفال بتاريخ الملعب العريق، انتهت المواجهة بفوضى عارمة ستظل محفورة في ذاكرة جماهير الفريقين لسنوات طويلة.
ما التالي؟
في الأيام القادمة، سيكون هناك العديد من القرارات التي ستصدر عن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بشأن الأحداث التي شهدها اللقاء، حيث من المتوقع أن يتم فرض عقوبات إضافية على بعض اللاعبين والمدربين المتورطين في الاشتباكات.
كما أن التحقيقات التي تجريها شرطة ميرسيسايد قد تؤدي إلى اعتقالات جديدة في صفوف المشجعين المتورطين في أعمال العنف، مما يجعل هذا الديربي أحد أكثر المباريات إثارة للجدل في تاريخ الكرة الإنجليزية.
ختامًا
ما حدث في هذه المباراة لن يُنسى بسهولة، حيث تحول الديربي من مجرد مباراة كرة قدم إلى ساحة معركة حقيقية داخل وخارج الملعب، ليكتب الفصل الأخير من مواجهات جوديسون بارك بطريقة لم يتوقعها أحد!