شهدت مواجهة ديربي مدريد بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد أجواءً مثيرة كعادتها، حيث انتهت المباراة بنتيجة 1-1 في لقاء شهد تنافسًا قويًا بين الفريقين. إلا أن الحدث الأبرز في المباراة لم يكن فقط الأداء التكتيكي للفريقين، بل كان قرار الحكم المثير للجدل باحتساب ركلة جزاء لصالح أتلتيكو مدريد، وهو القرار الذي أثار استياء المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
ركلة جزاء مثيرة للجدل تُشعل ديربي مدريد
ظهر أنشيلوتي غاضبًا في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء، حيث ألمح إلى أن الحكم لم يكن واضحًا في قراره، خاصة وأنه كان قريبًا من اللقطة وشاهدها بوضوح. وأكد أن الفريق قدم أداءً قويًا في الشوط الثاني وكان يستحق الخروج بالنقاط الثلاث، لكن التحكيم لم يكن في صالحهم، مما أدى إلى خسارتهم نقطتين ثمينتين.
ركلة جزاء مثيرة للجدل تُشعل ديربي مدريد
لطالما كانت مباريات الديربي بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد مشحونة بالأحداث المثيرة، وهذه المباراة لم تكن استثناءً. ففي الدقيقة 78، احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح أتلتيكو مدريد بعد تدخل اعتبره البعض عادياً، بينما رأى الحكم أنه يستحق العقوبة.
ردة فعل أنشيلوتي

أنشيلوتي لم يُخفِ انزعاجه من هذا القرار، حيث قال في تصريحاته التي نقلتها صحيفة آس الإسبانية:
“أنا لا أحب الحديث عن التحكيم، لكن بصراحة، لم يكن القرار واضحًا. شاهدت لقطات مماثلة في مباريات أخرى ولم تحتسب ضربات جزاء، فلماذا الآن؟ الحكم كان قريبًا وشاهد كل شيء، ومع ذلك لجأ إلى تقنية الفيديو لاتخاذ القرار. من الصعب تفهم مثل هذه القرارات.”
وأضاف:
“لا أعتقد أن هناك نية ضد ريال مدريد، لكننا نتعرض لمواقف مشابهة في العديد من المباريات، وهذا أمر مقلق. التحكيم في الليغا هذا الموسم يحتاج إلى مراجعة.”
أداء الفريقين
ورغم اعتراضات أنشيلوتي، أصر الحكم على قراره، وسجل أتلتيكو مدريد هدف التعادل من نقطة الجزاء، ليحرم ريال مدريد من فوز كان في متناوله.
ريال مدريد يسيطر ولكن أتلتيكو يتصدى ببراعة
عند الحديث عن مجريات المباراة، كان الشوط الأول متوازنًا بين الفريقين، حيث بدأ أتلتيكو مدريد المباراة بأسلوب دفاعي منظم مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، فيما حاول ريال مدريد فرض أسلوبه المعتاد من خلال الاستحواذ وبناء الهجمات من العمق والأطراف.
ومع ذلك، شهد الشوط الثاني تغيرًا كبيرًا، حيث فرض ريال مدريد سيطرته بشكل واضح، وخلق العديد من الفرص الخطيرة عبر فينيسيوس جونيور ورودريغو، إلا أن تألق الحارس يان أوبلاك والدفاع الصلب لأتلتيكو حال دون تسجيل المزيد من الأهداف.
رد قوي من أنشيلوتي على سيميوني

بعد المباراة، أثار دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، جدلاً بتصريحاته، حيث قال إن برشلونة هو الفريق الأفضل في إسبانيا حاليًا، على الرغم من أن ريال مدريد هو المتصدر.
أنشيلوتي لم يدع هذه التصريحات تمر مرور الكرام، بل رد عليه بابتسامة قائلاً:
“كل شخص لديه رأيه الخاص، لكن الحقيقة واضحة للجميع: نحن في الصدارة ونؤدي بشكل رائع رغم الصعوبات والإصابات التي واجهتنا. أعتقد أن ترتيب الدوري يتحدث عن نفسه.”
وأضاف المدرب الإيطالي:
“ما يهمني أكثر هو العمل الجماعي والروح القتالية داخل الفريق. قبل المباراة، رأيت لقطة رائعة للاعبينا، حيث كان ميليتاو، ألابا، روديغر وكارفاخال يحيّون زملاءهم قبل دخول الملعب. هذا يُظهر مدى التزامنا وتصميمنا على تحقيق الألقاب.”
التحكيم في الليغا تحت المجهر
لا يعتبر أنشيلوتي المدرب الوحيد الذي انتقد التحكيم في الدوري الإسباني هذا الموسم، فقد شهدت الليغا عدة حالات جدلية حول قرارات الحكام، خاصة تلك التي أثرت على نتائج المباريات.
الصحافة الإسبانية بدأت تطرح تساؤلات حول مستوى التحكيم، وهل هناك حاجة لإجراء تحسينات أو إدخال تغييرات على نظام استخدام تقنية الفيديو، التي أثارت جدلاً كبيرًا منذ تطبيقها.
هل سيؤثر هذا الأمر على مشوار ريال مدريد في الليغا؟
هذا ما ستكشفه الجولات القادمة، خاصة أن الفريق يتصدر الدوري بفارق ضئيل عن منافسيه، وأي نقطة ضائعة قد تُكلفه كثيرًا.
الاستعداد لمواجهة مانشستر سيتي في دوري الأبطال
بعد ديربي مدريد، ينتظر ريال مدريد تحدٍ كبير في دوري أبطال أوروبا، حيث سيواجه مانشستر سيتي في مباراة مرتقبة ضمن مرحلة خروج المغلوب.
رغم التعادل المخيب للآمال، أكد أنشيلوتي أن الفريق لا يزال في حالة جيدة، قائلاً:
“لدينا أسبوع جيد للاستعداد لمباراة مانشستر سيتي. اللاعبون بحاجة إلى الراحة والتعافي من الإرهاق، وسنكون جاهزين لتقديم مباراة كبيرة ضد واحد من أقوى الفرق في أوروبا.”
وأشار المدرب الإيطالي إلى أن بعض اللاعبين يعانون من الإجهاد، لكنه واثق من قدرتهم على استعادة لياقتهم في الوقت المناسب.
هل يتأثر ريال مدريد بقرارات التحكيم؟
بغض النظر عن نتيجة الديربي، تبقى النقطة الأهم هي تأثير التحكيم على مشوار ريال مدريد هذا الموسم. الفريق يمتلك شخصية قوية تساعده على تجاوز الصعوبات، لكن استمرار القرارات المثيرة للجدل قد يكون له تأثير على صراع الليغا.
ما حدث في الديربي سيكون حديث الصحافة خلال الأيام القادمة، ويبقى السؤال الأهم: هل ستتحسن الأمور في قادم المباريات، أم أن ريال مدريد سيواجه تحديات إضافية خارج المستطيل الأخضر؟